كشفت وثائق للبنتاجون مخططات كوبا من أجل تدمير الولايات المنتحدة في نهاية الحرب الباردة وتقلل في الوقت نفسه من خطورة الطموحات النووية للإتحاد السوفيتي في تلك الفترة. الوثائق بعنوان " النوايا السوفيتية بين 1962- 1985" وتستند إلى شهادات أدلى بها ضباط فروا من الجيش الأحمر السوفيتي وتكشف أن الرئيس الكوبي فيدل كاسترو اقترح في بداية الثمانينات على الاتحاد السوفيتي القيام بضربة نووية على الولاياتالمتحدة. وكما كان الحال وقت أزمة الصواريخ الكوبية التي نشبت بين الولاياتالمتحدةوموسكو في 1962 فقد مارس الزعيم الكوبي ضغوطا لكي تتبنى موسكو موقفا أكثر صلابة ضد الأمريكيين حتى أنه ذهب إلى حد اقتراح شن هجوم نووي ضد الولاياتالمتحدة. وتوضح صحيفة نيويورك تايمز التي كشفت النقاب عن وثائق البنتاجون أن في هذه الفترة من الحرب الباردة انفق الرئيس ريجان مليارات الدولارات على التسلح وسمى الاتحاد السوفيتي "إمبراطورية الشر" كما قام بعدة تجارب نووية في صحراء نفادا. إلا أن السوفييت كان عليهم أن يتحلوا بالصبر وبالحكمة في التعامل مع الكوبيين لكي يثبتوا أن الهجوم النووي لن يكون مناسبا. فقد بعث الاتحاد السوفييتي بخبراء إلى كوبا يشرحون لكاسترو الآثار السلبية للضربة النووية على البيئة في السواحل الشرقية للولايات المتحدة التي لا تبعد عنها كوبا سوى 360 كيلومتر، وهو ما جعل كاسترو يعدل عن موقفه. هذه الأحداث تكشف محدودية الطموحات النووية للسوفييت في تلك الحقبة من الحرب الباردة وتثبت أن إدارة الرئيس ريجان كانت تبالغ في تضخيم التهديد السوفيتي بالرغم من سباق التسلح. ويحكى أنه في 1972 أصاب قيادات الكرملين الهلع بسبب تصريحات تم الإدلاء بها حول عواقب ضربة أمريكية محتملة على الاتحاد السوفيتي وفي 1970 إرتجف يد الزعيم السوفيتي ليونيد بريجنيف قبل أن يضغط على الزر الأحمر في إطار تجربة محاكاة لهجوم نووي وسأل وزير الدفاع بقلق :" هل هي حقا مجرد تدريبات".