نستقبل أياماً تشرق بالبهجة والسرور، تعم بالخير والفرح، فها هو عيد الفطر يطل علينا بعد شهر من الصيام، هدية من الله للصائمين، يفرح فيه الصغار والكبار، فالصغار يخرجون للتنقل بين البيوت ليحصلون على العيدية، أما الكبار فلهم أجواءهم الخاصة في تبادل الزيارات بين الأهل والجيران. ومع تغير الحياة أصبح للعيد أمور كثيرة أضيف للعادات القديمة، فأصبحت تكنولوجيا المسجات تسهل من عملية تبادل التهاني، وأصبح الناس يودون الترفيه عن أنفسهم بالخروج للمجمعات والمطاعم والمشاركة في الفعاليات التي تقام في البلاد خصيصاً لتلك المناسبة. وبين الماضي والحاضر نجد الكبار والشباب مازال البعض منهم محتفظ بتلك التقاليد التي تزيد من فرحة وبهجة العيد والتي تعد من الأمور التي لا يمكن الاستغناء عنها وإلغاءها. تعاون الجيران في طبخ غداء العيد تخبرنا أم مبارك عن بعض ما يحدث في العيد في البحرين في السابق، فتقول بأنهم كانوا في بيت الوالد يستعدون من الليل إذا ثبت أن غداً هو العيد، فيجهزون أمور الطبخ ويحضرون الخرفان، وما تصبح الساعة 5 صباحا حتى يتجمع أهل الحي والجيران ليطهوا الطعام معاً، فهناك من يذبح الذبيحة ويجهزها، وهناك من يجهز البصل والبهارات، وهناك من يشك الليمون الأسود في خيوط ليستخدم في الطبخ، وهناك من ينظف الجدور، وهناك من يشرف على عملية الطبخ التي تمر بمراحل من وضع الجدور على النار المشتعل في السعف الموضوع في حفرة مخصصة لذلك، إلى وضع البهارات ونضج اللحم والعيش وترسية الطبخة. بعد أن يصبح الأكل جاهزاً يتم توزيعه على الجيران والأهل، ولا تزال هذه العادة القديمة محتفظين بها في بيت والد أم مبارك، ولكن تتغير الأمور بتغير الحياة والناس، فمازالوا يطبخون غداء العيد ولكن على الأفران في المنزل، وأصبح هناك أناس متخصصون لهذه المهمة بدلاً من تجمع أهل الحي في السابق وتعاونهم جميعاً في هذا الموضوع، ومازالوا إلى الآن يجهزون مجلس الوالد حتى بعد وفاته رحمه الله للرجال، ويدخونه ويطيبونه بالعود والعطور، يجهزون الأكلات القديمة كالمتاي والزلابية التي تحرص أم مبارك على وجودهم، إلى جانب الكعكات والبقلاوة والمكسرات، ومازال الأهل يتجمعون جميعهم في يوم العيد ليتناولوا وجبة الغداء معاً، كما أنهم يقومون بتوزيع الغداء على الجيران كعادتهم القديمة، حتى النساء أيضاً يقمن باستقبال المهنئات بالعيد في مجلسهم من الأهل والجيران والمعارف، ويتم توزيع العيادي على الأطفال لإدخال الفرحة إلى نفوسهم. فتح المجلس واستقبال المهنئين علي أحمد عبدالله يجهز الحاجيات الضرورية ليلة العيد، فيقوم بشراء قدوع العيد الذي يحرص على أن يحتوي على بعض الأكلات الشعبية كالحلوى البحرينية والمتاي إلى جانب البقلاوة والمكسرات والفواكه والأصناف المنزلية الصنع، ويجهز العيادي ليعطيها للأطفال، ففي صبحية العيد بعد أداء صلاة العيد يبخر المجلس ويطيبه ويجهز القعدوع ويفتح مجلسه استعداداً لاستقبال المهنئين، فيستقبل الأصدقاء والأنساب والأهل والجيران، وهذه عادة يحرص عليها حتى بعد وفاة والده رحمه الله، فمجلس العائلة من التقاليد المكتسبة ولا بد من المحافظة عليها، أما العصر فيذهب هو لتهنئة بعض أصدقاءه وجيرانه ممكن لم يحضروا لمجلسه بسبب انشغالهم بمجالسهم أيضا، وحول غداء العيد فيقول بأن الجيران والأنساب بإرسال الغداء لهم منذ سنين طويلة ولم ينقطعوا عن تلك العادة، أما في عيد الأضحى فتقوم النساء بطبخه في المنزل لتوزيعه إلى جانب ما اعتاد الجيران على إرساله لهم، ويحرص على أن يتجمع مع باقي العائلة في أول و ثاني العيد لتناول الغداء، ليكمل بعدها زيارة أصدقاءه ومعارفه. دمج بين التقاليد والترفيه وللشباب أيضاً مشاركة في الزيارات، فيهتم محمود محمد آل محمود بزيارات الأهل، فهي تعتبر بالنسبة له من العادات والتقاليد التي لا يجب أن يتخلى عنها ، فبعد صلاة العيد يذهب لبيت جدته لتهنئة أعمامه وأهله ويتجمعون حول مائدة الفطور والغداء، ثم يذهب لبيت جدته الآخر ويعيد على أخواله وأهله، يتصل بجميع أصدقاءه ليهنئهم بهذه المناسبة السعيدة، فهو لا يكتفي بإرسال المسجات إلا لأصدقائه الذين لا يتمكن من رؤتيهم كالمسافرين أو ممن تجمعه معهم علاقة خفيفة، لأن العيد بالمسجات بالنسبة له ليس له طعم، وبعد عصر أول أيام العيد يخرج مع الشباب من أهله إلى المجمعات ليشاركوا فرحة العيد، ويواصل ثاني أيام العيد بالمعايدة على باقي الأهل والمعارف من الفئة الثانية مما يوطد العلاقات العائلية، ويخصص ثالث العيد ليقضيه مع أصدقاءه ليعايدهم، وليشاركوا في الفعاليات المقامة على أرض المملكة، وبذلك يكون جمع بين المحافظة على تقاليده في الزيارات وبين الحاضر والترفيه. مسجات واتصالات وزيارات كذلك تزور هيا المهيزع الأهل في أول أيام العيد، كما وتقوم بزيارة الجيران والأصدقاء لمعايدتهم، فهي ترسل مسجات التهئنة عبر الهاتف النقال ولكنها لا تكتفي بها فقط، فالمسجات لا تؤدي الغرض بالنسبة لها، لذلك تقوم بالاتصال هاتفياً بصديقاتها المقربات إلى جانب المسجات. تخصص هيا أول أيام العيد لزيارات الأهل والجيران، وثاني أيام العيد أيضا تكمل زيارات الأهل ثم تخرج مع العائلة إلى المجمعات والمطاعم للمشاركة في فرحة العيد.، أما ثالث أيام العيد فتخصصه لزيارة الأصدقاء والمعايدة عليهم. أما بدور المقهوي فتكتفي باستخدام التكنولوجيا الحديثة وترسل مسجات المعايدة للصديقات، فهي بالنسبة بها تفي بالغرض ولا حاجة لإعادة الاتصال، ولكنها تذهب لزيارة الأهل أول أيام العيد فقط، وباقي أيام العيد قد تخرج في بعض الأحيان مع الأصدقاء لمشاركتهم العيد أو تكتفي بالجلوس في المنزل