يناقش مجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية فى دورته العادية رقم 128 اليوم الاربعاء الموافق 5 سبتمبر26 بنداً مُدرجاً على جدول الأعمال،ومن أبرزهذه البنود تقرير لجنة تقصى الحقائق حول أحداث غزة والوضع فى لبنان والإعداد للقمة الاقتصادية العربية. ويستعرض الوزراء التقريرالذى أعدته لجنة تقصى الحقائق حول أحداث غزة ومشروع قرار بشأن متابعة تنفيذ قرارمجلس الجامعة على المستوى الوزارى الطارئ فى يونيو الماضى بشأن الوضع فى لبنان، كما يناقش الوزراء الوضع فى العراق ومشروع قرار بشأن مساعدة الدول المُضيفة لللاجئين العراقيين، الى جانب استعراض التقريرنصف السنوى لهيئة متابعة تنفيذ القرارات والالتزامات حول متابعة تنفيذ قرارات قمة الرياض وكذلك التقرير التمهيدى للأمين العام عن العمل العربى المشترك ونشاط الأمانة العامة بين دورتى المجلس ال 127 و 128 ،علاوة على بند أدرج فى قمة الرياض بشأن دراسة سُبل الحفاظ على الأمن القومى العربى . ويبحث وزراء الخارجية العرب عدة قضايا من أبرزها القدس والاستيطان واللاجئين ومقاطعة إسرائيل واحتلال إيران لجزرالإمارات ومعالجة قضية لوكيربى ورفع العقوبات على سوريا ودعم السلام فى السودان والصومال ومخاطر السلاح النووى الإسرائيلى وإخلاء الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل ومخاطر النشاط الفضائى الإسرائيلى والاستخدامات السلمية للطاقة النووية والعلاقات العربية الأفريقية والحوار مع أوروبا والمنتدى العربى مع الصين وتركيا وأمريكا ورفض ترشيح إسرائيل لعضوية مجلس الأمن أو هيئات الأممالمتحدة . وكانت سوريا قد تقدمت ببند حول أوضاع اللاجئين العراقيين فى سوريا والأردن ،ومصر وقد طلبت سوريا اقتصار أعمال صندوق دعم اللاجئين العراقيين عليها وعلى الأردن فقط لكن المندوبين الدائمين رفضوا الطلب السورى . ويرى المراقبون أن اجتماع وزراء الخارجية العرب اليوم سيحسم بنود أجندة المؤتمر الدولى للسلام الذى دعا إليه الرئيس الأمريكى جورج بوش فى الخريف القادم ، وذلك طبقاً للمفهوم العربى وأن الأفكار العربية لا تخرج عن بنود مبادرة السلام العربية التى تؤكد مبدأ الأرض مقابل السلام والسلام الكامل مقابل التطبيع الكامل على أن يكون المؤتمر شاملاً وليس مقصوراً على المسار الفلسطينى الإسرائيلى . وحول الدعوة لحوارعربى إيرانى ،شدد عمرو موسى أمين عام جامعة الدول العربية على حدوث توافق عربى- إيرانى ازاء كيفية مساعدة وإنقاذ العراق حيث ستكون فى هذه الحالة الدول العربية وإيران على جانب واحد من القضية وليس على جانبين أو طرفين مختلفين . وقد تقدمت مصر للجامعة العربية بإقتراح جديد للاستفادة الجماعية من وجود سفراء الدول العربية فى الدول الأجنبية، ويطالب الاقتراح المصرى جميع الدول العربية بإصدار تعليمات محددة وواضحة لسفرائها ودبلوماسييها فى الخارج بالانتظام فى حضور ومتابعة مجالس السفراء العرب وفعالياتها وإعداد تقاريرعن أنشطتها على أن تتولى الأمانة العامة للجامعة العربية القيام بأعمال الأمانة المحلية لمجالس السفراء العرب وإعداد وتوزيع جدول أعمال الاجتماعات وتوثيق المحاضر وتنسيق الاتصالات الجماعية بين هذه المجالس وهيئات الدولة المُضيفة . ويرى المحللون أن الموافقة المتوقعة من جانب وزراء الخارجية العرب لاقتراح مصر فى هذا المجال ستكون خطوة مهمة على طريق استثمار وتنشيط آليات التحرك الجماعى العربى فى الخارج لتصحيح المفاهيم حول الصورة العربية المُشوهة وكسب المواقف المؤيدة للحقوق العربية ودعم فرص التعاون والحوار مع مختلف القوى والتجمعات الدولية والإقليمية . وقد أكدت جامعة الدول العربية فى تقريرها نصف السنوى على ضرورة الترتيب الجيد لعقد المؤتمر الدولى للسلام تحت رعاية اللجنة الرباعية الدولية وبحضور جميع الأطراف المعنية لإعادة إطلاق عملية المفاوضات على كافة المسارات فى أقرب وقت ممكن مع تأكيد أن الحلول المؤقتة والجزئية ونهج الخطوة خطوة المُتبع منذ مؤتمر مدريد عام 1991 لم يفض إلى النتائج المرجوة والمطالبة بتحقيق التسوية النهائية الدائمة والشاملة للنزاع العربى الإسرائيلى، وكانت لجنة مبادرة السلام العربية قد اجتمعت صباح اليوم قبيل اجتماع وزراء الخارجية العرب لتقييم جهود تسويق مبادرة السلام خلال الفترة الماضية ونتائج تحركات مجموعات العمل العربية والخطوات المستقبلية فى هذا الشأن، حيث يناقش الوزراء العرب بلورة الرؤية العربية تجاه الاجتماع الدولى الذى دعا إليه الرئيس بوش لدفع عملية السلام،ويُشار إلى أن أعضاء لجنة مبادرة السلام العربية هى مصر والأردن والبحرين وتونس والجزائر والسعودية وسوريا وقطر وفلسطين ولبنان والسودان واليمن والمغرب . ومن جانبه أكد عمرو موسى أمين عام جامعة الدول العربية أن توصيات اللجنة العربية لتقصى الحقائق المقدمة لوزراء الخارجية العرب يمكن أن تشكل أرضية للبناء عليها لمعالجة الأزمة والإحاطة بتداعياتها خاصة ونحن أمام استحقاقات عربية ودولية تتطلب بلورة موقف عربى موحد وبصفة خاصة تجاه المؤتمر الدولى المُزمع عقده فى الخريف القادم والذى لا تتضح ملامحه بعد، وطالب موسى فى كلمته بافتتاح اجتماع وزراء الخارجية العرب بضرورة العمل على ألا يكون هذا الاجتماع مجرد مظاهرة سياسية بلا مضمون أو فائدة مُحذراً من أن اجتماعاً يعقد كمظاهرة سياسية بلا مضمون حقيقى لن يكون فقط عديم الجدوى وإنما سيكون ضار ضرراً بالغاً بالمصالح العربية وبالوضع الإقليمى وجهود إرساء الاستقرار وتأكيد الحركة نحو السلام، ونوه موسى إلى ضرورة التصدى لمحاولة تفريغ الاجتماع الدولى من مضمونه، مُشيراً إلى تأييد الطرح الذى تقدم به الرئيس بوش بشأن الاجتماع الدولى الخاص بعملية السلام فى الشرق الأوسط طالما توفرت المتطلبات الموضوعية لإنعقاده ونجاحه . ومن ناحية أخرى أكد السفير هانى خلاف مساعد وزير الخارجية ومندوب مصر الدائم لدى الجامعة العربية أن لجنة مختصة بالترشيح العربى لليونسكو سوف تعمل خلال أيام، مُشيراً إلى أن مصر ستتفق مع الدول العربية خلال اجتماع وزراء الخارجية العرب لتوحيد اختيار المرشح العربى حيث أن هناك قراراً صادراً من الجامعة العربية عام 1991 ينظم هذه المسألة من خلال لجنة مُصغرة مهمتها التنسيق بين الإدارة العربية فى الترشيحات وخاصة فى المراكز والمناصب الدولية ذات الوزن المهم، إلا أنها لم تفعل مُشيراً أن هذا الاجتماع الوزارى سيشهد تفعيل مهمة هذه اللجنة . ويأتى اجتماع وزراء الخارجية العرب فى ظل الأحداث الساخنة والمتسارعة فى المنطقة وفى ظل الموقف الإسرائيلى المُعرقل لمبادرات السلام وتجميد العملية برمتها وعدم اتخاذ المجتمع الدولى مواقف عملية تفرض على الجانب الإسرائيلى احترام القرارات الدولية وتنفيذها، وفى هذا السياق دعا الرئيس مبارك إلى تحرك دولى لكسر الجمود فى عملية السلام مؤكدا استعداد مصر للتعاون من أجل إنجاح المؤتمر الدولى فى نوفمبر المقبل ودعا إلى ضرورة الإعداد الجيد لهذا المؤتمر، مُحذراً من أن فشل المؤتمر الدولى سيُضاف إلى الفرص الضائعة وسيؤدى إلى تزايد مشاعر الغضب والإحباط التى تغذى التطرف فى المنطقة وخارجها، فهل ينجح اجتماع الوزراء العرب فى الاتفاق والخروج بسياسة عربية موحدة تكون قابلة للتنفيذ على الأرض وليس بالتصريحات والبيانات التى تخرج عن كل اجتماع دون أن يكون لها تأثيرً يُذكر على الشارع العربى . 5 /9/2007