تنظم على هامش معرض ابوظبي الدولي للكتاب سلسلة من النشاطات الثقافية التي تؤكد الالتزام بدعم صناعة الكتاب والحركة الثقافية العربية عامة. ويبدو منظمو المعرض مصممون على منحه كل الزخم المطلوب ليكرس موقعا جيدا بين نظرائه في المنطقة من جوائز الشيخ زايد للكتاب وجائزة "بوكر" العالمية للرواية العربية مرورا بمشروعي "كلمة" لدعم التعريب و"قلم" لدعم الكتاب الشباب في الامارات وصولا الى عشرات الندوات وتوقيعات العناوين الجديدة. وأصبحت عبارة "اهلا وسهلا في عاصمة الثقافة العربية ابوظبي" يكررها اكثر من مسئول مع ان اللقب ممنوح رسميا هذه السنة لدمشق وتحاول الدوحة انتزاعه لنفسها ، ويستمر المعرض الذي افتتح الثلاثاء حتى 18 اذار/مارس. وقال محمد خلف المزروعي المدير العام لهيئة ابوظبي للثقافة والتراث التي تشرف على المعرض ان "150 من الناشرين ليسوا من الدول العربية ومعظمهم من فرنسا والمانيا والهند والصين والولايات المتحدة" موضحا ان "المعرض الماضي زاره 400 الف شخص ونتوقع عددا اكبرا من الزوار هذا العام". وتنظم المعرض "كلمة" وهي شراكة بين هيئة ابوظبي للثقافة والتراث ومعرض فرانكفورت للكتاب ، ويؤكد المزروعي انه "لم تتم ممارسة اي شكل من اشكال الرقابة على الناشرين عدا الرقابة التي يفرضونها هم على انفسهم". ودعم امارة ابوظبي لا يتوقف عن حدود تنظيم المعرض والفعاليات المتزامنة معه بل شمل ايضا دعم البيع بتخصيص ثلاثة ملايين درهم (817 الف دولار) كمنحة لطلاب الامارات لشراء الكتب من المعرض. وأكد المزروعي ان "ولي العهد الشيخ محمد بن زايد ال نهيان قدم ثلاثة ملايين درهم لدعم مشتريات الطلاب حولتها الهيئة الى قسائم شراء توزع على طلاب المدارس والجامعات بالتعاون مع مجلس ابوظبي للتعليم". وعلى هامش المعرض تنظم عشرات الندوات الحوارية وحفلات التوقيع على كتب جديدة ومنها "كنت في افغانستان" للكاتب السعودي تركي الدخيل وروايتا الكاتبتين السعوديتين بدرية البشر "هند والعسكر" وليلى الجهني "جاهلية". وشاركت الروائيتان في ندوة حول الحب في روايات الكاتبات السعوديات. ومساء الاربعاء وزعت في قصر الاماراتبابوظبي جوائز الشيخ زايد للكتاب في حفل ضخم حضره عشرات المسؤولين والكتاب والصحافيين علما انه سبق ان اعلن تباعا عن اسماء الفائزين في الجوائز التي تمنح للسنة الثانية على التوالي. وحصل الوزير المغربي السابق محمد بن عيسى على جائزة الشيخ زايد لشخصية العام الثقافية لدوره في تاسيس مشروع اصيلة للفنون والثقافة والفكر وهي جائزة مرفقة بمبلغ مليون درهم (274 الف دولار). وفاز الليبي ابراهيم الكوني بجائزة فرع الاداب والمغربي محمد سعدي بجائزة المؤلف الشاب والاردني فايز الصياغ بجائزة الترجمة والمعماري العراقي رفعت الجادرجي عن فرع الفنون. كما منح مركز الامارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية جائزة فرع النشر والتوزيع فيما حجبت جائزتا فرعي التنمية وبناء الدولية وافضل تقنية في المجال الثقافي ، وتبلغ قيمة كل من هذه الجوائز 750 الف درهم (204 الاف دولار). وجاء توزيع هذه الجوائز بعد يومين من توزيع جوائز بوكر للرواية العربية للمرة الاولى. وهي تعد نسخة عربية عن جوائز بوكر البريطانية العريقة للرواية وتدعمها "مؤسسة الامارات" في ابوظبي. وفاز الروائي المصري بهاء طاهر بالجائزة الاولى وهي مرفقة بخمسين الف دولار وبتعهد لترجمة روايته الفائزة "واحة الغروب" الى خمس لغات عالمية ووقع روايته هذه مساء الاربعاء في معرض الكتاب. وكشف مدير دار الكتب الوطنية في هيئة ابوظبي للثقافة والتراث عن اهداف مبادرة "كلمة" للترجمة الى اللغة العربية. وقال جمعة القبيسي ان "مشروع كلمة يهدف الى سد النقص في المكتبة العربية عبر حركة ترجمة الى اللغة العربية من عدة لغات وثقافات على ان نبدأ بمئة عنوان سنويا كمرحلة اولى". وذكر القبيسي ان المبادرة التي تنظم بالتعاون مع الناشرين "يمكنها من دون شك ان تساهم في ازالة عدم الفهم بين الثقافات" مشيرا الى ان الترجمة ستشمل جميع انواع الكتب من فلسفة وادب وتاريخ وانتروبولوجيا وغيرها. كما ذكر القبيسي ان المعرض سيشهد ايضا اطلاق مشروع "قلم" لدعم وتشجيع الكتاب الشباب في دولة الامارات العربية المتحدة. من جانبه قال الناشر السعودي محمد العبيكان ان مشروع "كلمة" الذي تشارك مؤسسته فيه "سيحدث حراكا مهما على ساحة النشر والكتب اذ يستفيد منه المترجمون الذين يعانون بالحقيقة من قلة العمل اضافة الى الناشرين والمدققين والقراء وغيرهم". (ا ف ب)