اُسدل الستار على الموسم الثاني لمهرجان مسرح المضطهدين الدولي بعد تقديمه 45 عرضا ل7 فرق فلسطينية واجنبية تحت شعار (ارفع صوتك..طالب بحقك). وقالت ايمان عون المديرة الفنية للمهرجان الذي نظمه مسرح عشتار في حفل الختام "نهدي الدورة الثانية لمهرجان موسم مسرح المضطهدين لروح بوال صاحب الشعلة المنيرة والحوار المضيء الذي رحل في الثاني من مايو/ايار بعد ان كان قد شاركنا في حفل الافتتاح برسالة مسجلة." ورحل اوجستو بوال مؤسس مسرح المضطهدين عن 78 عاما بعد ما يقارب من 30 عاما من العمل على تطوير ادوات واساليب مسرح المضطهدين. وحملت نشرة خاصة بعنوان (كلنا مسرح) اصدرت في ختام المهرجان الذي انطلق من القدس في 18 ابريل نيسان صورا لبوال وسيرته الذاتية قائلة "نظرا لرغبته في اضفاء الطابع الإنساني على التعامل البشري وبناء جسور ما بين شواطيء متعارضة الاتجاه والحفاظ على الحق الطبيعي للانسان للعيش بحرية وكسر الحصار عنه حاول (بوال) توظيف كامل طاقاته الفنية في وضع تقنيات مسرحية جديدة تسلط الضوء على قضايا الاضطهاد..." وتضيف النشرة "انه اوجستو بوال مؤسس نظرية مسرح المضطهدين ومبتكر تقنياتها والذي غادر العالم في الثاني من شهر ايار من هذا العام مخلفا حزنا كبيرا وخسارة عظيمة في الحركة المسرحية العالمية..غاب قبل ان نحظى بشرف تكريمه واستضافته في نهاية موسمنا كما كنا آملين ولكن النظرية التي تركها لنا لن تموت فسنبقى اوفياء لهذه المسؤولية وستستمر شعلة الحياة مقابل ظلام الاضطهاد متقدة." ويتميز مسرح المضطهدين باشراك الجمهور في العروض المسرحية من خلال تقديمهم الحلول للمشاكل التي يطرحها العرض والتي عادة ما تكون من الحياة اليومية للمجتمعات سواء تعلق ذلك بالتمييز بين المرأة والرجل او الاغنياء والفقراء او البيض والسود اضافة الى قضايا المخدرات وغيرها. وشمل حفل الختام تقديم العرض المسرحي (حكاية سعيد المسعود) لمسرح عشتار التي تبحث عن حلول تساهم في الحد من انتشار ظاهرة تعاطي المخدرات في المجتمع الفلسطيني من خلال حكاية طالب مدرسة يعيش في بيت قديم وسط عائلة مكونة من تسعة افراد تعاني من اوضاع مالية صعبة يفصل من المدرسة ليصبح فريسة سهلة لتجار الموت الذين يجدون له عمل في بيع المخدرات. وتتناول المسرحية التي اخرجتها ايمان عون وكتب نصها وضاح زقطان ويشارك 4 ممثلين في تقديمها جوانب اخرى من حياة سكان القدس وما يتعرضوا له من اغراءات لبيع منازلهم والضرائب التي عليهم دفعها وكيف تغض السلطات الاسرائيلية الطرف عن تجار المخدرات الذين يعملون في المدينة. كما قدمت في حفل الختام الذي شاركت فيه المطربة سناء موسى برفقة شقيقها محمد عازف العود مجموعة من الاغاني الوطنية الفلسطينية وقدم أيضا مقطعا من مسرحية ( يوم من الماضي ..يوم من المستقبل) لطلبة المدرسة الانجيلية الاسقفية العربية تحدثت عن العنف في المدارس. وقال ادوار معلم مدير المهرجان بعد حفل الختام:"حصلنا على موافقة مبدئية للبدء في مشروع يستمر 3 سنوات لتدريب فرق وانتاج مسرحيات باسلوب مسرح المضطهدين في مصر والاردن واليمن ونأمل ان يكون مهرجاننا القادم بمشاركة فرق عربية، وتقام الدورة المقبلة للمهرجان عام 2011. واضاف "ما ميز عروض مهرجان هذه الدورة هو مشاركة اوسع للفرق العالمية التي قدمت ثقافاتها للجمهور الفلسطيني الذي تفاعل معها كثيرا فهناك العديد من القضايا المشتركة للشعب الفلسطيني الذي يعاني القمع والاضطهاد وما قدمته فرق من جنوب افريقيا والبوسنة والهرسك والبرتغال والمانيا والسويد والنرويج." ويرى معلم ان هناك نجاحا "في اطلاع الفرق المشاركة التي يزور عدد منها الاراضي الفلسطينية للمرة الاولى على حقيقة الاوضاع في الاراضي الفلسطيني التي يقطع اوصالها الجدار والحواجز العسكرية ورغم ذلك هناك حياة ثقافية وفنية فيها." وقال "برحيل اوجستو بوال يتلقى مسرح المضطهدين خسارة كبيرة كونه فنان كرّس حياته لتطوير هذا المسرح الذي يعمل على اسماع صوت المضطهدين وفضح ما يتعرضون له من اضطهاد ديني وسياسي واجتماعي واقتصادي." (رويترز)