نلاحظ ذلك بصفة خاصة مع الناموس والذباب فحركتهما تتم في كل الاتجاهات، يمينا ويسارا إلى أعلى وإلى أسفل، و أحيانا يتغير الاتجاه فجأة. الطيور تبدو حركتها أثناء الطيران أكثر استقامة ، مع ذلك تتشابه إلى حد كبير آلية طيران الطيور والحشرات. من أين يأتي إذن الفرق؟ للحشرات زوج أو زوجان من الأجنحة تحركها عبى نحو مختلف. عند بعض أنواع الحشرات كاليعسوب تكون العضلات اللازمة لتحريك الجناح منغرسة مباشرة عند قاعدة الجناح، وتكون حركة الجناح شبيهة بحركة المجداف في القارب فعند خفض طرف المجداف في المياه يرتفع الطرف الآخر. ومع وجود زوجين من الأجنحة يمكن لليعسوب تغيير السرعة والاتجاه على نحو مفاجئ. عند الحشرات الأخرى لا تكون الأجنحة متصلة مباشرة بالعضلات المسؤولة عن حركتها، وتكون العضلات متصلة بالقصبة الهوائية، ويكون معدل خفق الأجنحة من خمسة إلى ماتين خفقة في الثانية ويمكن أن يصل إلى 1000. لذلك عند بعض الحشرات تكون نبضة عصبية واحدة كافية لإحداث انقباض متكرر للألياف العضلية. إذا كانت نفس المبادئ الديناميكية تتحكم في طيران كل الكائنات الطائرة فإن الاختلاف يأتي من عوامل أخرى. فالحشرات تكون أكثر عرضة للتيارات الهوائية نظرا لخفة وزنها. مع ذلك تستطيع بعض الحشرات كالنحل واليعسوب الطيران في خط مستقيم كالطيور، لكن الطيران على خط متعرج يحميها أكثر من أن تقع فريسة للصيد. على عكس الطيور، تطير بعض الحشرات بالاعتماد على الرائحة التي تلتقطها بواسطة قرون استشعار متواجدة أعلى الرأس. لذلك تطير وفقا للتيارات االعطرية وتحاول أثناء الطيران مساواة كثافة هذه التيارات على قرونها فيكون الطيران نوعا من الباليه هوائي.