تربي لوجه الله، إعلان وظيفة رسمية للعمل بجبانات أسيوط يثير الجدل ومتابعون: هيعيش على الصدقات    عيار 21 يسجل الآن رقمًا جديدًا.. أسعار الذهب والسبائك اليوم السبت بعد الارتفاع بالصاغة    بعد انخفاض الأسعار.. أرخص سيارة هيونداي في مصر    حزب الله يستهدف 6 مواقع لجيش الاحتلال في القطاعين الشرقي والغربي من جنوب لبنان    بايدن: إنتاج أول 90 كجم من اليورانيوم المخصب في الولايات المتحدة    شعبة المخابز: مقترح بيع الخبز بالكيلو يحل أزمة نقص الوزن    فودة وجمعة يهنئان أسقف جنوب سيناء بسلامة الوصول بعد رحلة علاج بالخارج    بعد سنوات من الغياب.. «مراكز متقدمة للجامعات المصرية فى «الآداب والعلوم الإنسانية»    الوداع الحزين.. ليفربول خارج الدورى الأوروبى    الإفتاء: التجار الذين يحتكرون السلع و يبيعونها بأكثر من سعرها آثمون شرعًا    بيان عاجل من الجيش الأمريكي بشأن قصف قاعدة عسكرية في العراق    طريقة عمل تارت الجيلي للشيف نجلاء الشرشابي    سفيرة البحرين بالقاهرة: زيارة الملك حمد لمصر تأكيد على التكامل الإستراتيجي ووحدة الصف بين البلدين    تراجع سعر الفراخ البيضاء واستقرار البيض بالأسواق اليوم السبت 20 أبريل 2024    ميدو يكشف احتياجات الزمالك في الميركاتو الصيفي    ابسط يا عم هتاكل فسيخ ورنجة براحتك.. موعد شم النسيم لعام 2024    الوزيرة فايزة أبوالنجا    وزير الخارجية الإيراني: سنرد على الفور إذا تصرفت إسرائيل ضد مصالحنا    داعية إسلامي: خدمة الزوج والأولاد ليست واجبة على الزوجة    اندلاع مواجهات عنيفة مع قوات الاحتلال في بلدة بيت فوريك شرق نابلس    3 إعفاءات للأشخاص ذوي الإعاقة في القانون، تعرف عليها    هل يتم استثناء العاصمة الإدارية من تخفيف الأحمال.. الحكومة توضح    العميد سمير راغب: اقتحام إسرائيل لرفح أصبح حتميًا    كوريا الشمالية تختبر صاروخا جديدا للدفاع الجوي    GranCabrio Spyder| سيارة رياضية فاخرة من Maserati    رسميا.. سعر الدولار مقابل الجنيه المصري اليوم السبت 20 إبريل 2024 بعد الانخفاض الأخير    ملف رياضة مصراوي.. إغماء لاعب المقاولون.. رسالة شوبير.. وتشكيل الأهلي المتوقع    سيف الدين الجزيري: مباراة دريمز الغاني المقبلة صعبة    بركات قبل لقاء الأهلي: مباراة مازيمبي وبيراميدز شهدت مهازل تحكيمية    كرة يد.. تعليمات فنية مطولة للاعبي الزمالك قبل مواجهه الترجي التونسي    يوفنتوس يواصل فقد النقاط بالتعادل مع كالياري.. ولاتسيو يفوز على جنوى    دوري أدنوك للمحترفين.. 6 مباريات مرتقبة في الجولة 20    "شقهُ نصُين".. تشييع جثة طفل لقي مصرعه على يد جاره بشبرا الخيمة (صور)    أهالى شبرا الخيمة يشيعون جثمان الطفل المعثور على جثته بشقة ..صور    ضبط نصف طن لحوم فاسدة قبل استعمالها بأحد المطاعم فى دمياط    بالأسماء ... ارتفاع ضحايا حادث تصادم بالدقهلية إلى 10 مصابين ومتوفى    "محكمة ميتا" تنظر في قضيتين بشأن صور إباحية مزيفة لنساء مشهورات    حريق هائل بمخزن كاوتش بقرية السنباط بالفيوم    وزارة الداخلية تكرم عددا من الضباط بمحافظة أسوان    نشرة منتصف الليل| الأرصاد تكشف موعد الموجة الحارة.. وهذه ملامح حركة المحافظين المرتقبة    بصور قديمة.. شيريهان تنعي الفنان الراحل صلاح السعدني    حدث بالفن| وفاة صلاح السعدني وبكاء غادة عبد الرازق وعمرو دياب يشعل زفاف نجل فؤاد    إياد نصار: لا أحب مسلسلات «البان آراب».. وسعيد بنجاح "صلة رحم"    نسرين أسامة أنور عكاشة: كان هناك توافق بين والدى والراحل صلاح السعدني    يسرا: فرحانة إني عملت «شقو».. ودوري مليان شر| فيديو    انطلاق حفل الفرقة الألمانية keinemusik بأهرامات الجيزة    بعد اتهامه بالكفر.. خالد منتصر يكشف حقيقة تصريحاته حول منع شرب ماء زمزم    خالد منتصر: ولادة التيار الإسلامي لحظة مؤلمة كلفت البلاد الكثير    تجليس نيافة الأنبا توماس على دير "العذراء" بالبهنسا.. صور    أعظم الذكر أجرًا.. احرص عليه في هذه الأوقات المحددة    أدعية الرزق: أهميتها وفوائدها وكيفية استخدامها في الحياة اليومية    بجوائز 2 مليون جنيه.. إطلاق مسابقة " الخطيب المفوه " للشباب والنشء    آلام العظام: أسبابها وكيفية الوقاية منها    باحث عن اعترافات متحدث الإخوان باستخدام العنف: «ليست جديدة»    مرض القدم السكري: الأعراض والعلاج والوقاية    متلازمة القولون العصبي: الأسباب والوقاية منه    «هترجع زي الأول».. حسام موافي يكشف عن حل سحري للتخلص من البطن السفلية    نصبت الموازين ونشرت الدواوين.. خطيب المسجد الحرام: عبادة الله حق واجب    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



هو وهي
وبينهما برزخ‏..!‏
نشر في الأهرام اليومي يوم 12 - 06 - 2010

طبيعي أن تقوم الدنيا في أمريكا وماتقعدشي‏..‏ بديهي أن الكل هناك مسبهل وفاتح بقه من الدهشة للي حصل‏..‏ أصل اللي حصل عمره ما يحصل ولا كان ولا يكونشي ولا أحد كان ينتظر له حدوث‏. ولا كانت الشواهد أو الأفعال أو الأفلام أو الصور والندوات والحفلات واللقاءات علي مدي الأربعين عاما الماضية تعطي أية إشارة بدء لما قد حدث‏,‏ ولم تظهر بوصلة التوقعات مجرد إرهاصة بأن البناء المهيب الظاهر للعيان ثابت الأركان سيقوض فجأة تاركا كل هذا الهدد وجبال ذلك الركام وسحب ذاك الدخان‏..‏ والأمر هنا ليس معنيا بحادث برجي المركز التجاري العالمي بنيويورك‏,‏ فالتحقيق فيه مازال مستمرا‏,‏ بجوار استمراره في حادث مقتل كيندي وانتحار مارلين مونرو‏,‏ علي نسق ملفاتنا التي لم تزل مفتوحة لمعرفة مين اللي سرق الونش‏,‏ ومين اللي قتل ضحايا بني مزار‏,‏ ومين اللي شفط الصحفي رضا هلال‏,‏ ومين اللي الحق عليه هذا الأسبوع في حادث انتحار الجدع عمرو ابن الثلاثين معلقا من رقبته في عامود كوبري قصر النيل‏..‏ القلب ولا الغلب ولا العين؟‏!!..‏ الدهشة الكبري في أمريكا أتت من أن رجلا كبارة وملء هدومه مثل آل جور والآل هنا ليست أداة تعريف ولا تسبق لقب عائلي مثل آل السكاكيني أو آل الشواربي وإنما اسمه كده وخلاص مثل آل بوتشيني الذي كان يوما قاب قوسين أو أدني من رئاسة العالم والسكني في البيت الأبيض بحكم منصبه نائبا للرئيس بيل كلينتون‏,‏ وهو صاحب النظرية العلمية العالمية في مجال البيئة التي تري أن جبال الثلوج في القطب الشمالي سوف تذوب من جراء الاحتباس الحراري بفعل زيادة نسبة الكربون في الجو لتبتلع البحار كتلة اليابس علي مدي القرون القليلة القادمة أي أن مصير البشرية جمعاء في بطن الحوت وإن كانت نظريته تلك قد أصبحت عرضة للعطب بعد ظهور آل جور بجدية تحذيره في فقرة إعلانية لتسويق نوع من الغسالات تدور بدون كربون وهو الذي قدم مثالا يحتذي به للاستقرار العائلي كان من معطياته الصحية كتاب ضخم قوامه‏432‏ صفحة بعنوان اثنان محبان قام بتأليفه مع زوجته الدكتورة تايبر‏,‏ مستشارة البيت الأبيض للصحة العقلية‏,‏ قدما فيه توصيفا لعلاقتهما الزوجية الناعمة الناجحة في معرض بحث جدي حول تطور الحياة العائلية في أمريكا والمشكلات التي تواجه الأسرة بعد دخول المرأة ميادين العمل المختلفة وتغيبها عن المنزل‏,‏ وقد تناول الكتاب تجربة‏12‏ عائلة أمريكية وضعها المؤلفان آل جور تحت المجهر كعينات بحث بهدف التعرف علي مدي ثبات أو تزعزع القيم القديمة في المجتمع الأمريكي في مهب رياح التطور السريع المتلاحق‏..‏ وفي خاتمة الكتاب قام الزوجان من موقع مظلة الهناء العائلي بإسداء العديد من النصائح خرج بيت لاستقرار الأسرة الأمريكية‏,‏ وبسبب شهرتهما ومجال تخصص الزوجة وموقعها المرموق حقق الكتاب نجاحا منقطع النظير ليصبح أكثر الكتب مبيعا في جميع الولايات المتحدة خاصة بعد دعم طبعاته بتوقيتات المؤتمر السنوي الذي يقيمه الزوجان تحت شعار الاتحاد العائلي‏..‏ كل هذا شيء طيب‏..‏ وللغاية‏..‏ خاصة وأن الأسرة الآلجورية قد اكتمل نصابها بإنجاب شابين هما الآن في عمر الورد‏,‏ وأنها تعيش في بحبوبة من العيش تحت كنف الأجداد المقيمين معها الله يعطيهم العافية‏.‏
و‏..‏فجأة‏..‏ هذا الأسبوع قام السيد الزوج المبقوق سرا آل جور بتطليق الدكتورة تايبر‏..‏ والسبب؟‏!‏ كما جاء في تصريحاته للمؤتمر الصحفي في ظل انعقاده الدائم أنها ست بايخة بمعني سخيفة بمفهوم الرذلة أي الكبة وفي سلو بلدنا الرخمة وعند أولاد البلد الأشكيف‏..‏ وقد يبدو الطلاق هنا نوعا من التهور فالسبب فيه لا يستدعي ذلك القرار المصيري آلذي يقتطع من دخل آل جور‏80%‏ لصالح مطلقته والأبناء‏,‏ ولكن كل شيء يهون في سبيل أن بابا آخر يفتح أمامه غير باب القفص الذي دخله زمان برجليه‏,‏ فالكيل طفح بعد نفاد وقود الحب‏,‏ حتي لو استغرق فك رباط الحذاء وقتا طويلا للغاية بلغ أربعين عاما بالتمام والكمال‏,‏ ولا تقللوا هنا من شأن قوة الضعفاء والعاجزين‏,‏ فعندما يختنق الواحد منهم في عالم عنق الزجاجة‏,‏ وهو عنق رفيع وضيق للغاية‏,‏ يقوم بكسر الزجاجة كلها بخبط رأسه ورأسها في الحيط‏,‏ ولا يعنيه وقتها لو اندلق عالمه الداخلي‏,‏ وانكسر صندوقه الأسود‏,‏ وتبعثرت من حوله مواقف خذلانه ونقاط ضعفه تشغل بتفاصيلها كل اتجاه حتي يعجز عن لملمتها‏..‏ ولابد أن يكون ذلك السخف الذي دفع بآل جور لقراره العملاق صفة متأصلة ضاربة في العمق وفي تكوين طبقات خلايا وجينات وتربة السيدة تايبر‏,‏ ولابد أن يكون البرزخ بينهما قد اتسع إلي حد انفصال القارتين تماما كل إلي فلك به يدور وهو الذي مرج البحرين يلتقيان هذا عذب فرات وهذا ملح أجاج وجعل بينهما برزخا وحجرا محجورا‏..‏ ومن الغريب أن أخصائية علم النفس والمخ التي تمنهج الغرائز وتسمو بها إلي فوق لم تضع في مخططها الزوجي المستقبلي أنه إلي جانب الغرائز الخمس المعترف بها‏,‏ هناك غريزة الحرية الموجودة وبشدة عند الحيوان والطير‏,‏ إلي حد أنه لو قيدنا حرية أي منهما بأية طريقة فإنه يمتنع فورا عن الطعام ولا يلبث أن يذبل ويموت‏,‏ وأي كائن حي لو قيدت حركته أو حريته سوف يناضل ويكافح حتي الموت‏..‏ أو الطلاق‏!..‏ وآل جور هنا قد قيدت تايبر غريزة حريته بسخفها‏,‏ فظل محتملا لها في جميع أوجه نشاطه وتحركاته حتي فاض به الكيل بلسان حال يقول‏:‏ إنني أعطيت ما استبقيت شيئا وآه من قيدك أدني معصمي ورقبتي وقدمي ومسيرتي وروحي‏..‏ يخرب بيت كده‏..‏ ضاربا عرض الحائط بالقول الذي قد يرتق الشق ويعدل المائل بأن البحر مايتعكرش من ترعة‏..‏ فأعلنها أنه علي الباغي تدور الدوائر‏,‏ وقضي أمرا بالانفصال عن خميرة العكننة والسخافة غير عابئ بمسائل المال والعيال‏..‏ هذا بينما تايبر في غلوائها وعليائها وسخفها قد عميت عينها عن العودة إلي كتبها لتتأكد من بدهية أن جبال النار تأتي من مستصغر الشرر‏,‏ وأن الرجال الجمال الجبال يخزنون كما الإبل غضباتهم‏,‏ ويبتلعون لبوز النكد غصاتهم‏,‏ مرارا وتكرارا‏,‏ ويرضون سنينا وأياما بنص العمي ولا العمي كله‏,‏ ويلبون معيشة النعام درءا للغلاسة والغتاتة والبواخة والسماجة والفجاجة والقتامة والعتامة والتلاحة والبجاحة والتناحة والسخف وطلبات المحال من دهن ركب النمل ولبن العصفور وعين العفريت الشمال‏..‏ لكن لكل شيء آخر مع عالم يخاف مايختشيش‏,‏ وللصبر حدود إذا ما الكيل طفح‏,‏ فهناك لحظة قد تأتي علي أوهن سبب يولد فيها من قلب العصفور مارد مستعف جبار يرمي يمين الطلاق بالعربي والأمريكاني‏,‏ وعلي وعلي أعدائي في يوم ماطلعتلوش شمس‏,‏ ويمهل ولا يهمل‏,‏ وداين تدان‏..‏ وآه من السخف والسخفاء الله لا يوريكم فهو الوجه الآخر للأشكيف‏,‏ تلك الصفة الملتصقة بالشخص اللي تسيب له بلاد وبلاد وتغني له من بعيد لبعيد‏..‏
يسائل زوج الأشكيف في كل مكان النفس الحيري حقيقة مادامت الحياة آخرتها الموت‏,‏ ومادام لها نهاية محتمة‏,‏ فلماذا البداية أصلا؟‏!‏ وما معني البداية والنهاية مادامت نهايتي ستكون علي يد هذه المتسلطة مستقوية القلب القاعدة له علي السقطة واللقطة ومستنية له علي غلطة‏,‏ التي سترتدي عليه السواد وتذهب علي رأس حربة للقرافة تفقع لها صوتين حياني من الوزن الثقيل لزوم ضبط الإيقاع المكلوم لحظة هبوط النعش لمثواه الأخير قبل ما يحلوا الكفن ويوجهوا الرأس اللي كانت توزن بلد تجاه القبلة‏..‏ ودوغري تقلع السواد بأمر الطبيب المجهول بحجة حساسية جلدها من الصبغة الغامقة‏,‏ والحزن يا روحي في القلب مش بهدوم الحداد‏,‏ والمؤمنة الموحدة زيك لابد عارفة إن كلنا لها‏,‏ وكل نفس ذائقة الموت‏,‏ واللي قبلنا راحوا فين‏,‏ وحقيقي الفراق صعب لكن العياط عمره ما يرجع لنا مراحيم‏,‏ والحي يا عاقلة العاقلين أبقي من الميت‏,‏ والله جاب الله خد الله عليه العوض‏,‏ ولابد من الترويح عن النفس العليلة‏,‏ وشم هواء نقي للصدر الحزين‏,‏ وربنا يجيب العواقب سليمة‏..‏ وتذهب حزينة الصدر والقلب والنفس العليلة سليمة العاقبة قالعة الحداد لشم الهواء النقي في الشاليه الذي دفعت مرحومها لشرائه بلوي البوز والنكد وبالوش المقلوب وبالرد السكين وبالزجر بالهجر بالآهات بالشطحات بكلمات كاللكمات بالقول السخيف‏..‏ واشمعني‏.‏ وأنا اللي بس وقعت من قعر القفة‏,‏ وأنا اللي لما قسموا القسايم رضيت أنا بكومي قالوا مسكينة قلت من يومي‏,‏ وأنا اللي آخر خدمة الغز علقة‏,‏ وأنا اللي فيك بدادي وانت بتقطع أوتادي‏,‏ وأنا يا شاكر غيري يا ناكر خيري‏,‏ وأنا اللي أستاهل كل اللي يجري لي‏..‏ يا شيخ ارحم‏..‏ يا شيخ خللي في عينك حصوة ملح‏..‏ يا شيخ روح كده ماتلمسنيش‏..‏ و‏..‏خصام وبغددة في الصلح‏,‏ وكل مرة تتكاثر شروط الصلح ليضاف لها وجع الظهر الذي لا يعود يلازمها إلا في أوقات معينة‏,‏ ولا يحلو لها الشكوي منه إلا في عز الليل وهو نائم فتظل تشكو بصوت مسموع وتتباكي وتتأوه وتنثر الآهات‏,‏ وتنادي علي أمها البعيدة خارج أسوار البيت والشارع والحياة لأجل تيجي تلحقها تشوف غلبها وهوانها علي جوزها‏,‏ وتفتح النور‏,‏ وتقفل النور‏,‏ وتدور تدور‏,‏ تدور في الرفوف والأدراج وتبلبع الأقراص بصوت مسموع‏,‏ وتتباكي من الألم الزاحف علي الكلوة التانية‏,‏ وتطرقع بالشبشب الملعون راحة وجاية من الحمام مستخدمة جميع آلياته‏,‏ مستقبلة جميع إرسالياته حتي‏..‏ يستيقظ‏,‏ فإذا ما تناوم جذبت من فوقه الغطاء لتسند به ظهرها الموجوع‏..‏ طق راح‏..‏ وراحت هي تروح عن نفسها مع ناسها‏,‏ إخواتها وخالها وبنت عمهاوبالطبع أمها‏,‏يشموا هواء البحر ويقزقزوا كابوريا ويلغوا في صاج سمك وقار بالردة علي الطريقة السنجاري‏,‏ ويحبسوا بشاي العصاري مع كنافة بالقشدة من بعد الكنتالوب والمانجة العويس‏,‏ وينسوا ساعة الأكل والشرب والضحك يترحموا علي من فتح لهم الشباك علي البحري‏,‏ وإن كان ولابد حفظا للمظاهر والبواطن من تنهيدة دخيلة ربما تأتي في سياق سرد نكتة تدعي حرقة القلب ع اللي سابني لايصة مكسورة الجناح مهضوم حقي وحق ولادي مع أهله الثعالب والديابة اللي ياكلوا مال النبي‏,‏ حتي الأفوكاتو ذات نفسه متصعب ومستغرب وقال لي عليهم دول زي الصوف ياهانم دوسه ولا تبوسه‏!‏
ولأن البرزخ يبدأ بشرخ يلحق به الآخر ثم الآخر حتي تغدو الشروخ شارعا وميدانا وهوة وبرزخا قوامه عدم التفاهم والتحفز والانفصال إلي معسكرين متواجهين في العداوة يتم تجييشهما بمعدات الإهانات الثقيلة‏,‏ وآليات التصيد المتطورة‏,‏ والقنابل المسيلة للدموع‏,‏ يؤجج صراعهما علي الجبهتين الطابور الخامس من الأبناء والشغالات‏,‏ بجوار سلاح الدعاية والتفاخر بالأصل والأنساب‏,‏ ومنصات إطلاق مدفعيات السباب‏:‏ أهو ده اللي انت فالح فيه‏..‏ مش عاجبك راجل ميتعيبشي شارب من لبن أمه راجل ولا كل الرجالة راجل والرجال قليل راجل ملو هدومه‏..‏ يوه‏..‏ قطيعة راجل مش داري بالدنيا بتهوي واللا بتدوي‏..‏ تعالي يا ابني سيب أمك و اقعد هنا جنبي حجوزك أربعة‏..‏ شرع الله‏..‏ تبقي راجلهم‏..‏ فاهم يا روح بابا يعني إيه راجلهم‏..‏ مش فاهم‏..‏ بكرة حتفهم‏..‏ يعني سبع البرمبة‏..‏ يعني مافيش واحدة ست علي وجه البسيطة تقدر ترفع عينها فيك‏..‏ انت السبب في اللي جري واللي حصل‏..‏ لأ انت السبب بدماغك اللي زي الحجر‏..‏ و‏..‏كلاهما السبب لعدم عقد اتفاقية نزع السلاح والشروع في محاولة جدية للإرسال والعطاء وليس فقط للاستقبال والأخذ‏,‏ وأن يحرص كل منهما علي راحة الآخر ولو بلفظة امتنان وضبط نفسه عليه‏,‏ وحتما إذا ما استشعر أحدهما مردودا إيجابيا لعطائه لدي الطرف الآخر فسوف ترتفع درجة التوافق والوئام والالتحام وعاشق ومعشوق‏,‏ والله يرحم أمهات زمان جيل الرهبنة والعطاء وإنكار الذات‏,‏ ولو كان الأستاذ غاوي كوارع النهاردة كوارع علي الغداء بالفتة والخل والثوم‏,‏ وبكرة كوارع مع ورق العنب‏,‏ وبعده ملوخية مسقية بشوربة كوارع‏,‏ هذا علي الرغم من أن ست البيت الحنون الوارفة الظلال مالهاش في الكوارع من أصله‏..‏ ملائكة علي أعلي مستوي من التفاني والعطاء علي عكس جيل جديد تربي علي الأخذ والمردود فقط رافع شعار كبر التت وكله يدلع نفسه‏,‏ وليس مهما إصرار الزوجة في كل مرة علي غسل راسها في الحوض وانسداده بشعرها الساقط رغم استياء زوجها فالبيت بما فيه الحوض مش بتاعه لوحده‏..‏ و‏..‏عايز بصارة بالبصل روح كلها هناك بعيد عند طانت‏..‏ و‏..‏اسمع أم كلثوم ماحدش قال لك لأ ولا منعك لكن في عربيتك‏..‏ و‏..‏بلاش تقول قدام الولاد إن مصروفك وانت تلميذ كان قرش تعريفة حاجة مش لطيفة‏..‏ الدنيا تغيرت والأرض زلزلت وتصدعت وانهارت جبال وصعدت أودية وتشكلت الطبيعة من جديد علي نحو لم نستطع التكهن به مع كل علمنا وإحصائياتنا‏,‏ والنفس البشرية أيضا تتصدع مع الأيام وتنهار فيها جبال وتصعد أودية وتتشكل تضاريسها علي نحو يتحدانا جميعا‏..‏ ومن قال إن النفس ثابتة وإن أعماقها مستقرة؟‏!..‏ إننا جميعا نحيا في أعقاب الزلزال وسهولنا أصبحت جبالا ونخيلنا أضحي مصانع وحميرنا تحولت إلي تكتك مكتظ وعيالنا أصبحوا قنابل موقوتة وعمر أفندي باعوه‏,‏ وحكاياتنا الجميلة القديمة ماعدنا نجدها إلا في أبحاث دارسين ينالون بها درجاتهم الجامعية ثم ينسونها علي رفوف يتراكم عليها التراب‏!‏
ورغم الزلزلة‏,‏ وحميرنا المحولة‏,‏ وحكايات الزمن الجميل التي يقطع الأبناء شهوة سردنا لها لهم للرد علي الموبايل‏,‏ وبعدها الاستئذان قوام بحجة الموعد الهام‏..‏ رغم ذلك فالأمر لا يخلو من طاقة نور تومض وسط الحلكة هنا وهناك مثلما نقلت لنا الأنباء القادمة من مدينة سيساك في كرواتيا أن رجلا اسمه زالتيكو سيمييك عمره‏69‏ سنة قد توفي هذا الأسبوع ومعه زوجته كاتيا 64‏ سنة حيث صعدت روحهما إلي بارئها معا بعد حياة زوجية دامت‏20‏ عاما كللها الهناء والرفاء والوفاء‏,‏ وقد صرح الطبيب بأن قلبيهما قد توقفا عن النبض في نفس اللحظة مما جعل الكرواتيون يحولون حالة الوفاة الثنائية الرومانسية تلك إلي أسطورة شبيهة بقصة روميو وجولييت‏,‏ حيث لم يستطع أي من الشريكين الحياة بدون نصفه الآخر‏..‏ ومن كرواتيا أيضا تأتينا حدوتة عشق شاعرية نسيجها دانتيل الحنان والاحتواء وموسيقاها شقشقة وزقزقة وشدو ممتدة من عام‏1993‏ حتي الآن‏,‏ بطلاها طائر ووليفته من فصيلة السمبر حيث أصابت الأنثي مللينا رصاصة صياد إيطالي كادت تودي بحياتها لكن طبيب القرية قام بعلاجها وأعادها لعش الزوجية لتحيا مع صغارها‏,‏ لكنها لم تعد قادرة علي الطيران بسبب شلل الإعاقة المزمنة‏,‏ ومن يومها وعلي مدي‏17‏ عاما ووليفها رودان صعبانة عليه حالته تبكي الجماد‏,‏ يقوم برعايتها وتغذيتها وتنظيف العش حولها والغيار للصغار طوال العام حتي إذا ما أتي وقت هجرة طيور الشمال مع فترة قدوم الثلوج تركها مصطحبا صغاره في رعاية أهل القرية ليعود مع السرب بعد رحلة شوق غامر ليفقس عش الحب دفعة جديدة من الصغار‏..‏ وياريتني طير أطير حواليك مطرح مطروح عيوني عليك‏!‏
علي أرجوحة البرزخ ينام الزوج المحبط بعين واحدة‏,‏ فعينه الأخري يقورها علي الدوام خابور صداع نصفي مزمن وقع معه عقد إذعان‏,‏ وأي حركة مع خيوط الفجر انشالله دبيب نملة أو تصفيق ملاءات غسيل الجيران فوق الحبال توقظ العينين عنوة‏..‏ الشباك في مواجهته‏..‏ حاجز كالجبل يحجب الضوء المتسلل فلا يبدو سوي شعاع يحيط كهالة شاحبة بكتلة السواد الأعظم بجواره‏..‏ يفك اشتباك جفنيه ويمسح عدسة عقله ليقترب من حافة الوعي ليتعرف علي الساتر المعتم‏..‏ زوجته‏..‏ الأشكيف‏..‏ تشاركه السرير وتغط كماسورة مسدودة بالرمال والدبش والزلط‏..‏ تلك المرأة التي اختارها من دون الخلق لتشاركه هواء الجدران وتقتسم معه الأطباق وتزاحمه في مربع الحمام وتستولي علي المخدة بعدما تزرع رأسها بغابة من السافانا الحديدية‏,‏ وتحيط وجهها بطبق سلاطة زبادي وخيار وعسل وليمون‏..‏ زوجته المتحفزة دوما في البيت والشارع والتليفون وقعدة الكنبة وفوق المخدة‏..‏ الكتلة الوارفة من الهضاب التي لم تكن أبدا بمثل هذا التشكيل العشوائي عندما ضمهما فندق الشاطئ الحالم في شهر العسل زمان‏..‏ هذه المرأة الصاخبة صحوا ونوما انتهت معها لغة الحوار ولغة العيون ولغة التليفون‏,‏ فالعيون متجهة إلي الشاشة‏,‏ والتليفون المختزل حاضر‏..‏ حالا‏..‏ أيوه‏..‏ جاي‏..‏ مسافة السكة‏..‏ والقلب صامت بلا حديث‏,‏ ورصيد الكلمات قد بلغ النفاد ليأتي دهر الصمت الأزلي‏..‏ زمان كان حبه فضفاضا إلي حد غطي كل عيب فيها‏,‏ وأصبح حبه ضيقا إلي حد لم تبق شعرة في وجهها لم يطلها الملقاط إلا ورآها‏..‏ يراها الآن بعدسة زوم مقربة تضخمها إلي حد تستطيع من خلالها ابتلاعه في جوفها‏..‏ مع الضوء الزاحف يمسح بعيونه الكتلة الجاثمة‏..‏ قميص نومها الذي تفضله باللون الأصفر‏..‏ لون نفس الزهور التي نصر علي اصطحابها عندما نطلع القرافة‏..‏ لون صفار بيض الإوز الزاعق‏..‏ لون السماء ساعة الكسوف الكلي في عز لفح حر الظهيرة وسط وحشة الصحراء المجدبة‏..‏ الأصفر دليل الغيرة‏..‏ ليتها تغار وتتهور وتهد البيت فيخرسهاالخيال بكتلة يده لتتداخل وتتقلص في نهاية قبضته‏..‏ يهوي علي أم رأسها‏..‏ يفقعها روسية ليسمع اصطكاكة العظم بالعظم‏..‏ أن تطبق أسنانها علي لسانها ويملح ريقها بطعم الدم‏..‏ يهوي علي الصدغ السمين بعين المني يري باستمتاع أين وكيف تهبط قبضته وكفه‏,‏ ويلف سيل كيل الصفعات الرأس في دوائر حلزونية مروحية لا تنتهي‏..‏ عفريت خرج من مخبئه معربدا لتغدو أرض اللكمات كتلة معجونة لا يعرف أين هو منها أو أين هي منه‏..‏ وعندما تظهر المطرقة تتحول جميع الموجودات إلي مسامير لازم تندق‏..‏ من باطن الذكريات وكأنه يسحب خيرزانة والده وكالسيف يشرعها ويتراجع للخلف ويستعين بالأولياء ليهبط بها بعزم قوته‏..‏ وفين يوجعك‏..‏ لكن‏..‏ حقيقة العفريت أنه ظل ساكنا لم يغادر مخبأه‏,‏ والمسامير لم تزل مشرعة لعدم وجود المطرقة من الأصل‏,‏ والصدغ السمين ينتفخ بانتظام كبالونة هواء تطرد حملها متي حان الزفير‏!‏ والزوجة الأشكيف بالقانون تخرج علي القانون‏,‏ وتستطيع دائما أن تحيل ظلمها لزوجها عدلا‏,‏ وتحيل عدله وحقه إلي خروج علي العرف والقانون‏,‏ وحتي لو لم يخطئ فإنها تستدرجه حتي يخطئ‏,‏ فإذا ما بادر بالتصحيح أطالت له الحبل لاستدراجه ليخطئ أكبر وأكثر‏,‏ والكارثة الكبري أنها أبدا لا تصفح‏,‏ وأبدا لا تغفر‏,‏ وأبدا لا تعذر‏,‏ وأبدا لا تنسي‏,‏ وتظل تؤرقه بتأنيبه أياما وربما سنين‏,‏ بل تؤنبه علي أخطاء ارتكبها وهو طفل وكان قد رواها لها من سذاجته علي سبيل التسالي وحدوتة قبل النوم‏..‏ والبني آدم يتعطل إذا ما تعطلت عواطفه‏,‏ وفي هذه الحال العمر لا يحسب بالسنين‏..‏ الشباب يشيخ‏..‏ شاب شيخ حتي ولو كان حريريا‏,‏ فالحرير نفسه علي متانته إذا لم يشم الهواء يبلي ويتفتت ويتناثر شظايا‏..‏ يمضي المبتلي بتلك المرأة يكتم قطع الفحم المتقدة في صدره فيسكنه الضغط والسكر وجلطات الطريق ويشتعل في رأسه الحريق‏..‏ هذا الإحساس الممعن القاتل نتاج تأنيبها بأنه أهمل‏..‏ بأنه مقصر‏..‏ إحساس التلميذ الذي يزوغ عن المذاكرة أيام الامتحان‏,‏ وعنده كل الأيام امتحانات‏,‏ وعين المراقب لا تتركه لحظة ليزوغ‏..‏ وما نفع أن تمضغ المرارة وتطل كجندي مهزوم من نافذة خشبية علي ساحة المعركة‏,‏ وفي يدك سيف من خشب؟‏!..‏
انقلب علي جنبه معطيا ظهره للتل‏..‏ لو سمحت ولو فيها مضايقة تتاخري شوية‏..‏ حركة جسده جعلتها تتململ‏..‏ سألته بصوت مثقل بالنعاس‏..‏ مالك؟‏!‏ سلامتك‏..‏ إيه اللي مغير حالك؟‏!..‏ ولا حاجة‏..‏ مش قلت لك بلاش الزفت القهوة‏..‏ حاضر‏..‏ بذمتك وحياة أبوك مانتاشمضايق من حاجة‏..‏ لأ‏..‏ حاسة إن شكلك مضايق‏..‏ لأ‏..‏ خلاص ذنبك علي جنبك والحق علي أسألك إن كنت متضايق ولا لأ‏..‏ لأ‏...‏ وعاد شخيرها منتظما‏..‏ في ساعة نومها تظهر انفراجة علي وجهها بعد تعبها في يقظتها من التكشير والتقطيب وكأنها قد نزعت حزام مسدساتها وخناجرها ووضعته جانبا لتتخفف من ثقله‏,‏ لهذا فنوم الظالم عبادة ونومها بالنسبة إليه بمثابة فاكهة في غير أوانها يشعر معها بأنها مثله من دم ولحم وليست أمنا الغولة‏..‏ بجواره علي زجاج الكومودينو يفرغ شحنة ذكرياته المحبطة مع أمنا الغولة في الضغط علي أنبوبة المرهم فينبثق شريط أحمر يتلوي علي السطح الأملس كأفعي زاحفة‏..‏ ذبابة انتشت لنور الفجر قفزت مع الضوء القادم لتتوقف في الهواء ترف بجناحيها تجفف التصاقهما‏..‏ حطت وسط بقعة ضوء عكستها المرآة في حجم القرش علي فتحة صدر النائمة فأزاحتها بعشوائية مرة وثانية وثالثة‏..‏ عندما رفت الحشرة فجأة في مخططها المقيت لتخبط وجهها هشتها لا إراديا بانتفاضة غاضبة اصطكت فيها عظام معصمها داخل تضاريسه المتكلسة‏..‏ اهتزازاتها أزاحت قميص نومها عن ساقيها‏..‏ تساءل لو أن هذه السيقان الضخمة انفصلت عن جسدها فستدور وحدها كسيقان بهيمة تفتح عليه الأبواب المغلقة وتدق الأرض مؤذنة باقتراب هبوب عاصفة من أفقدها الانتظار طول صبرها‏..‏ فتح درجا بجواره‏..‏ ابتلع قرصا‏,‏ وآخر وآخر بلا رشفة ماء‏..‏ التصقت المرارة علي جدار الحلق ليغدو كلوفة حمام لم تستخدم من قبل قد صدأت بذورها‏..‏ تمدد محلقا في لا شيء‏..‏ فجأة تهاوت سيطرته علي حنجرته وتعجب لرنة صوته المتحشرج في الغرفة الساكنة‏:‏زهقت وطقيت‏..‏ كم هو يسير وضع حد للعذاب‏..‏ أية سهولة أن تنطق الحق‏..‏ يستطيع المرء أن يتقبل مصيبة ما عندما لا يدرك كنهها بالضبط عندما تأتي بشكل مفاجئ وتهبط كثقل هائل لا فكاك منه‏,‏ لكن عندما تعرف التفاصيل الكاملة لها وتكون قد قضيت سنين تحت وطأتها‏,‏ وعانيت كافة مراحلها‏:‏ الآمال الزائفة‏,‏ الأرق‏,‏ القلق‏,‏ القرف‏,‏ السخافة‏,‏ وعندما تكون قد تجاوزت هذا الجحيم وتشعر أنك بتركه ستكون قد نجوت‏..‏ تكفي كلمة واحدة‏..‏ قلها‏..‏ اطلقها ولا تحبسها ولا تقنعها أو تغلفها‏..‏ وقد قالها آل جور هذا الأسبوع‏!‏
وحتي لا ننخدع طويلا بما تضمه كتب النصائح الزوجية وعلي رأسها كتاب اثنان محبان لآل جور ومطلقته الحديثة تايبر في كيفية درء شروخ البرزخ الذي يوسع الهوة بين الأزواج بهدف أن يمتد شهر العسل عشرات السنين‏,‏ فالأمر قد خرج من أيدينا جميعا بما وصلت إليه نتائج أحدث أبحاث أهم مؤسسة متخصصة في شئون الزواج في بريطانيا الذي شمل أربعة آلاف حالة زواج من أن معدل السعادة الزوجية يختلف بحسب مراحل الزواج‏,‏ وأن السعادة تلك تبلغ أعلي معدلاتها قبل الاحتفال بالذكري السنوية الثالثة‏,‏ وبعدها يعلن المؤشر الانحدار‏,‏ وقالت العالمة كارول ريشاردسون المتحدثة باسم المؤسسة إن الأزواج البريطانيين تبقي مظاهر السعادة تغمرهم حتي‏11‏ شهرا و‏8‏ أيام فقط من الزواج‏,‏ وأوضحت الخبيرة أن سر السعادة ليس في الهدايا الفاخرة والحياة المترفة‏,‏ وإنما في التواجد معا في الأوقات المميزة‏,‏ وأنه قد اتضح أن الأزواج الراشدين يستمتعون بحياتهم الخاصة وبالليالي الرومانسية مع الخلان بعد مضي سنتين وأربعة أشهر فقط لا غير‏!!..‏ ومن هنا يحق لآل جور قيامه بخطوته الثورية‏,‏ فقد قضي مع السخافة أربعين عاما‏..‏ أي‏480‏ شهرا‏..‏ أي‏14600‏يوما‏..‏ أي‏22220000‏ دقيقة‏..‏ أي‏1440000000‏ ثانية‏,‏ ولتطلق تايبر سراحه ليلهو مع ثاني أكسيد الكربون قبل ما تسيح قمم الثلوج ففي يوم‏..‏ في شهر‏..‏ في سنة‏..‏ تهدأ الجراح وتنام وجرح ابن جور فضل يتغلغل ويتغلغل وينتشر علي مدي أربعين عام‏..‏ ده كلام‏!!‏
[email protected]
المزيد من مقالات سناء البيسى


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.