مجموعة من علماء مصر فى مجال وقاية النباتات دقوا ناقوس الخطر حول وجود آفات وحشرات ضارة تصيب الأخشاب في مصر وتؤثر في اقتصادنا القومي .تم ذلك خلال ورشة عمل حول النمل الأبيض ومشاكله في مصر شهدها نادي الزراعيين بالدقي . في سبيل معرفة أبعاد مشكلة الآفات التي تصيب الأخشاب في مصر وكيفية القضاء عليها والوقاية منها التقى موقع أخبار مصر على الانترنتegynews.net والأستاذ الدكتور يسري السباعي الأستاذ بمعهد وقاية النباتات بوزارة الزراعة *ما هى آفات الأخشاب بمصر؟ يعتبر النمل الأبيض وسوس الخشب المعروفين باسم "ناخرات الأخشاب" ليسا شيئا جديداً على الأراضي المصرية. في مصر الكثير من تلك الحشرات التي تتسبب في إهلاك الكثير من المباني والمزروعات على حد سواء. فلنأخذ النمل الأبيض على سبيل المثال نجده يتغذى على مادة "السليلوز". ومادة السليلوز موجودة في كل ما حولنا ليس فقط في النباتات والأخشاب فقط بل نجدها أيضا تدخل في صناعة المواد البلاستيكية والملابس والموكيت والحصير والأوراق... وغيرها. لذا يهاجم النمل الأبيض –المعروف في بعض المحافظات باسم " الأرضة" أو "العثة"- المنازل والشون والصوامع المعدة لتخزين الحبوب والمحاصيل الزراعية ليس فقط ليتغذى على تلك الحبوب ولكن ليلتهم الأجولة التي تخزن فيها. كما يهاجم أيضا أشجار النخيل والفاكهة والمزروعات. *وهنا يأتى السؤال حول كيفية الحفاظ على الأشجار والأخشاب من الآفات التي تصيبها؟ - لقد خلصنا في ورشة العمل التي أقامها معهد وقاية النباتات التابع لوزارة الزراعة إلى عدة توصيات قد تؤدى الى الحفاظ على ثروتنا الخشبية إذا تم تنفيذها أهمها: • ضرورة حصر انتشار الإصابة على مستوى الجمهورية؛ فلا يوجد إلى الآن حصر دقيق لها لعزوف التجار والمستوردين عن الإبلاغ عن وجود إصابات ولجهل المواطنين بمظاهر الإصابة وتكاسلهم في الإبلاغ عنها. • إصدار تشريع يجبر المباني الحديثة والمنشآت على إجراء أعمال الوقاية من الحشرات قبل البناء. لأن تكلفة الوقاية قبل التعمير والبناء اقل ب 80% • التوعية الإعلامية للمواطنين بمظاهر الإصابة فور اكتشافها وتشجيعهم على الإبلاغ عنها . • التعاون بين وزارة الزراعة ووزارة الإسكان لفحص الأراضي الجديدة المتاحة للبناء لاكتشاف الإصابة قبل البدء بتعميرها. *تهجير قرية كاملة وحول مشكلة النمل الأبيض التي واجهت مدينة الأقصر اجرينا هذا اللقاء مع مدير عام مكافحة آفات مدينة الأقصر الأستاذ/ محمد كمال احمد - ظهرت مشكلة النمل الأبيض عام 1992 عندما وجدنا مستعمرات كبيرة للنمل تهدد قرية كاملة – وهى قرية "نجع البركة" بالقرنة - التي كانت مقامة على مخرات السيول مما أصبح معه من المستحيل للسكان العيش في تلك القرية فقامت الحكومة بتهجيرهم وبناء قرية جديدة لهم هي قرية "سوزان مبارك" بالضبعية. تخصص وزارة الزراعة 15 ألف جنية سنويا لمكافحة الآفة للأهالي الغير قادرين في الأقصر فقط. اجمالى الوحدات المصابة بالنمل الأبيض بالأقصر حوالي 5400 ألف وحدة على مستوى 28 قرية تمت معالجة 1912 وحدة مجانا. توجد حاليا 600 وحدة سكنية في مدينة تم إنشاءها حديثا تابعة لهيئة المجتمعات العمرانية الجديدة هي مدينة "طيبة الجديدة" مهددة من مستعمرات النمل الأبيض كان من الواجب أن تتم مكافحتها قبل البدء في البناء. *دور الجحر الزراعي أما الدكتور / على سليمان مدير عام الحجر الزراعي فقد تحدث عن دور الحجر الزراعي الذي يعتبر بمثابة بوابة حصينة تحمى مصر من الآفات الزراعية الآتية من الخارج فقال: لا تعتبر الثروة الخشبية في مصر كبيرة. فليس لدينا غابات ولكن في الوقت نفسه لدينا أشجار في المحميات والحدائق العامة والخاصة وأرضيات خشبية وأثاث خشبي في كل منزل ، كلها أشياء هامة يجب الحفاظ عليها وحمايتها. ويوجد بمصر 36 منفذ للتصدير والاستيراد يخضع لرقابة الحجر الزراعي لضمان عدم دخول الآفات. مهمتنا فحص الأخشاب المستوردة سواء كان خشب خام أو معد للصناعة او مصنع من أثات وغيره وحتى الأخشاب المستخدمة في تعبئة المواد المصدرة كالصناديق وحاويات البضائع ومعالجتها كيماويا حراريا إذا وجدنا بها أية إصابة. *مواد التعبئة مصابة المشكلة الرئيسية التي تواجهنا هي الخشب المستخدم في مواد التعبئة حيث انه يتم تصنيعه من بواقي الأخشاب التالفة ومعظم تلك المواد مصابة بالآفات وتكلفة معالجتها أو إعادة تصديرها عالية، وإعدامها بالمواني يشكل خطورة كبيرة. ولكننا حاليا بصدد التوصل إلى حل لتلك المشكلة إذ اتفقنا مع إحدى شركات النظافة في الإسكندرية لتقوم بجمع وإعدام تلك العبوات في مدفن صحي بالإسكندرية. وحول آلية العمل في مكافحة الآفات قال الدكتور على سليمان يوجد في مصر عشر شركات خاصة عاملة في مجال مكافحة الآفات الزراعية والخشبية حاصلة على الترخيص بمعرفة الحجر الزراعي وتتم مراقبتها والتفتيش عليها كل فترة قبل تجديد تراخيصها. إذا ثبت مخالفة أحداها يسحب منها الترخيص فورا وإذا ثبت مخالفة احد المستوردين يوجه إليه إنذارا ثم يوقف عن العمل مدة محددة أو يسحب ترخيص الاستيراد منه إذا تكررت مخالفته لإجراءات الحجر. وكان من الضرورة ان نتوجه بالحديث الى احد مستوردي الأخشاب بمصر،الحاج/ سعيد السيد احمد عضو مجلس إدارة غرفة صناعة الأخشاب بالقاهرة لنعرف منه المشاكل التي يواجهها كمستورد للأخشاب. *ما هي أسباب وجود أخشاب مصابة في مصر؟ يرجع وجود أخشاب مصابة في مصر إلى عاملين أولهما احتمال أن الخشب المستورد يكون حاملا للآفة بالفعل وفى هذه الحالة يجب معالجته بالمواد الكيماوية وتبخيره بواسطة المتخصصين فور وصوله إلى المواني أو أن يكون الخشب يحتوى على نسبة عالية من الرطوبة مما يشكل بيئة صالحة لنمو الآفات حتى بعد تصنيعه وهنا يجب تجفيفه باستخدام أفران مخصصة لذلك. *غرفة صناعة الأخشاب التعاون مستمر بين غرفة صناعة الأخشاب وبين الحجر الزراعي لأنه المسئول الأول عن حماية الأخشاب الواردة إلى البلاد. حقيقة إن الحجر الزراعي يقوم بعمليات فحص الأخشاب المستوردة وعلاجها ولكن مع تزايد الكميات المستوردة من الأخشاب لمواجهة متطلبات السوق المصري أصبح من الصعب على الحجر الزراعي في المواني فحص كل واردات الأخشاب إلى مصر فيكتفي الآن بآخذ عينات عشوائية من رسائل الخشب لفحصها ومعالجتها إذا لزم الأمر مما اوجد مجالا لدخول بعض الآفات إلى مصر اوحتى دخول أخشاب بها نسبة رطوبة عالية من هنا تقوم غرفة صناعة الأخشاب الآن بإنشاء "مركز تكنولوجيا الأخشاب" في مدينة العاشر من رمضان ونحن بصدد افتتاحه في ابريل 2008 وسيكون به قسم خاص بالأخشاب وآفاتها وطرق علاجها وستقدم خدماتها لمستوردي الأخشاب وللورش والمصانع وللمستهلك الذي اشترى أثاث مصاب بالسوس. ويقدم المركز شهادة علاج موثقة تمت بايدي متخصصين بالتعاون مع معاهد الوقاية بوزارة الزراعة والجامعات المصرية. هذا المركز سيكون الأول من نوعه في مصر . وسيقدم خدمات كثيرة في مجال قطاع الأخشاب منها طرق علاج الأخشاب قبل وبعد التصنيع. وفى الوقت نفسه غرفة صناعة الأخشاب تتلقى الشكاوى من المستهلكين الذين أضيروا بسبب شرائهم أثاث خشبي تبين إصابته بالسوس وتقوم بالتحكيم بين البائع والمشترى وإلزام البائع بعلاج أو تعويض المشترى. *أفران التجفيف العملاقة مسألة أخرى نسعى إلى علاجها؛ الرطوبة التي كما قلنا تعد العدو الأول للأخشاب حيث أن الأخشاب قد تكون سليمة ولكن الرطوبة تسبب إصابته بالآفات أثناء التخزين أو بعد التصنيع لذلك عملت عدد كبير من المصانع الكبيرة على شراء مجففات لتضمن تجفيف الخشب. كما إن غرفة صناعة الأخشاب بالتعاون مع كندا أقامت في دمياط مجففات عملاقة لمن يريد استخدامها من الورش والمصانع في تجفيف الأخشاب. والغرفة الآن بصدد تعميم هذه المجففات في الجمهورية برسوم زهيدة. *كيف يعرف المواطن غير المتخصص بوجود إصابة؟ 1. من أوضح مظاهر الإصابة وجود بودرة ناعمة. 2. وجود ثقوب رفيعة جدا في أرجل الكراسي وقوائم الأدراج بالمكاتب 3. سماع أصوات طقطقة في جوانب الدواليب. 4. بوجه عام لابد أن نعرف إن الآفات ليست موجودة فقط في الأخشاب الجديدة بل توجد أيضا في قطع الأثاث القديمة وإطارات الصور الأثرية. لذا يجب الاحتراس عند شراء مثل هذه القطع من المزادات ومحال الانتيكات وفحصها جيدا قبل شراءها. ********************* وفى النهاية، هل سيتم الاخذ فى الاعتبار ما وصلت اليه هذه الورشة العلمية فى وضع الحلول للتغلب على هذه الافات التى تهدد الاقتصاد القومى حتى نحافظ على ثروتنا الخشبية ...؟ ام سيكون مصيرها - كغيرها - مطوية فى احد الادراج بين الملفات لايعلم عنها احد شيئا الى ان تاكلها الافات ايضا، سؤال يحتاج الى اجابة...