تصوير محمد اللو أمراض العظام تنتشر في العالم بمعدلات مرتفعة، لكنها تزداد في مصر بنسبة أعلى، حيث أشارت أحدث الإحصاءات إلى أن 38 % من السيدات تعانين من ضعف بالعظام مقابل 11 % من الرجال، و26 % من السيدات تعانين من هشاشة العظام – المعروف في الوسط الطبي ب"اللص الصامت" - مقابل 5 % من الرجال بحسب النشرة الطبية الدولية التى تصدر من جمعية هشاشة العظام العالمية. وأرجع أطباء ارتفاع معدلات الإصابة بأمراض العظام في مصر إلى العادات الخاطئة المنتشرة بين الكبار والصغار، وأهمها سوء التغذية وعدم ممارسة الرياضة، فضلا عن العوامل الوراثية. وقال استشاري جراحة العظام والعمود الفقري بكلية الطب جامعة عين شمس الدكتور "أحمد حسني" إن أمراض العظام تنتشر في مصر بنسبة عالية، حيث يعاني الأطفال منذ ولادتهم من نقص الكالسيوم ما يصيبهم ب"لين العظام"، الذي تتمثل أعراضه في اعوجاج الساقين وتأخر سن المشي، أما الكبار فينتشر بينهم "هشاشة العظام" الذي يزداد بين النساء أكثر من الرجال خاصة في مرحلة ما بعد انقطاع الطمث – أو ما يطلق عليها سن اليأس وأضاف – في تصريح خاص لموقع أخبار مصر www.egynews.net - أن سوء التغذية وعدم الاهتمام بممارسة الرياضة وعدم التعرض لأشعة الشمس من العوامل الرئيسية المسببة ل"لين أو هشاشة العظام"، بالإضافة إلى العامل الوراثي. وأشار إلى أن طريقة الحياة اليومية تؤثر بشكل كبير على الجهاز الحركي للإنسان، الذي يشمل العظام والعضلات والأربطة. وقال إن المصريين من الشعوب غير النشيطة خلافا لدول أوروبا وأمريكا، فالرياضة في حياة الشعوب الغربية روتين يومي يمارس منذ الطفولة وحتى الشيخوخة، لكن في مصر – للأسف – لم ينشأ الطفل على الاستيقاظ مبكرا وممارسة الرياضة ولو لمدة 10 دقائق، بالإضافة إلى عدم توفر أماكن مناسبة لمزاولة الرياضة، وإن وجد بعضها فلم يتح لفئات المجتمع كافة، هذا فضلا عن صعوبة الحياة في مصر مثل الزحام. وأضاف أن طريقة طهي المصريين للطعام أيضا من العوامل المؤثرة سلبيا على الصحة، لأن الطعام الدسم يحتوى على دهون كثيرة تؤثر على الغضاريف - سواء بين المفاصل أو ما بين الفقرات – ما يزيد من مشكلات الجهاز الحركي للإنسان. وقال د. أحمد حسني إن نقص الكالسيوم والذي يعاني منه نصف المصريين تقريبا، والمسبب بالتالي لمرض هشاشة العظام، هو ناتج أيضا عن العادات الغذائية الخاطئة، حيث الإكثار من تناول النشويات والإقلال من الألبان ومشتقاتها، وتناول الصودا بكميات كبيرة، مع الخمول وقلة الحركة، كما أن التدخين يعد من أسوأ العادات المسببة لهذا المرض أيضا. وأوضح أن هشاشة العظام يعني أن كثافة العظام أو مكونات العظام كلها ضعيفة وهشة نتيجة نقص الكالسيوم، مشبها العظام في هذه الحالة ب"الكيك الإسفنجية" حيث كثافة الكيك قليلة ويملؤها الهواء فتصبح هشة. وفرق د. حسني بين حالتين يخلط الكثيرون بينهما وهما "نقص الكالسيوم فقط"، ونقص "مكونات العظام" بشكل عام إضافة للكالسيوم وهذه هي الهشاشة. فالعظام تحتوي على الكالسيوم، وأنواع أخرى من البروتين وهو المكون الأساسي لها، بالإضافة إلى مواد أخرى خاملة، نقصها يقلل نشاط العظام. من جانبه، قال أخصائي العظام بمستشفى المنيرة العام الدكتور عبد الناصر مصطفى سيد- في تصريح خاص لموقع أخبار مصر www.egynews.net - إن الكالسيوم مهم جداً لتقوية العظام وحمايتها من الكسور والآلام. وأضاف أن الوقاية من مرض هشاشة العظام ممكنة من خلال التغذية الجيدة بتناول الأطعمة والمشروبات الغنية بالكالسيوم كمنتجات الألبان والزبادي والجبن القريش، وكذلك الأسماك وفواكه البحر، بالإضافة إلى الفاكهة الطازجة والخضروات، ومصادر البروتين، مع ممارسة الرياضة التي تعد من الركائز الأساسية في عملية الحماية من هذا المرض، مشيرا إلى أهمية المشي. وقال د. أحمد حسني إن هشاشة العظام - أو ترقق العظام – يتفاوت من شخص لآخر فسيولوجيا حسب العمر، وما إذا كان المكون الخاص للكالسيوم أو المخزن الخاص به كبير أم لا. وأوضح أن العمود الفقري هو المنطقة الأكثر تأثرا بهشاشة العظام، وغالبا ما تحدث بالفقرات مضاعفات من آلام وكسور، مشيرا إلى أنه عندما تقل الحركة جراء الإصابة بالهشاشة، تصبح القشرة الخارجية لعظام الفقرات أرفع بكثير وتتغير نسبة كثافة العظام، على سبيل المثال إذا كانت النسبة 2 : 1 تصبح 4 : 1، وأن المفاصل هي أول ما يتأثر بالهشاشة. وقال إن الهشاشة تسبب تطبيقا للفقرات، بحيث يقل المكون الأساسي للعظام، وتصبح الفجوات بين المكون الاسفنجي لتدفق الدم بسرعة في الداخل والخارج، ما يسبب ألما على شكل نبضات، وتنخفض الفقرة وتطبق وينحني، ضاغطا على النخاع الشوكي والأعصاب. وأضاف يتم علاج التطبيق بعملية حقن للفقرات. وأضاف أن طرق العلاج متعددة حسب سبب المرض، ففي حالة السيدات اللائي ينقطع لديهن الطمث كان يتم تعويض ما يفقدونه من هرمون بإعطائهن بديلا عنه، مشيرا إلى أن هذه الطريقة رغم نجاحها في علاج هشاشة العظام لكن في الوقت نفسه تبين أنها قد تسبب السرطان نتيجة تغيير الهرمون. وخلال ال10 سنوات الأخيرة تم اكتشاف مواد أخرى – مستخرجة من القواقع والشعاب المرجانية - تقوم بتنشيط الخلايا المسئولة عن العظام، حيث يوجد نوعان أساسيان لخلايا العظام خلايا بناءة وخلايا هدامة، وبالتالي يتم العمل على تحسين الخلايا المنتجة للعظام وجعلها في حالة تجدد دائم، مع خفض نشاط الخلايا الهدامة التي تعمل على تآكل العظام، مؤكدا أنه حتى الآن لا يوجد علاج في أي دولة بالعالم يعيد العظام إلى حالتها الطبيعية. من جهته، قال د. عبد الناصر إن طرق العلاج تتمثل في ثلاث نقاط، أولا الوقاية من خلال التغذية والرياضة والتعرض لأشعة الشمس، وثانيا علاج المرض عن طريق تناول الأدوية الخاصة بهشاشة العظام، وثالثا علاج مضاعفات الهشاشة كعلاج الكسور في العمود الفقري.