أوصى مؤتمر علمى حول أمراض الظهر وهشاشة العظام والتهاب المفاصل والآلام الروماتيزمية المصاحبة له، أن العادات الغذائية غير السليمة - خاصة الإفراط فى تناول المشروبات الغازية والوجبات السريعة وعدم ممارسة الرياضة إضافة إلى السمنة والعوامل الوراثية فى بعض الأحيان - وراء انتشار أمراض العظام بشكل واسع فى مصر، كما حذر الخبراء من أن التهابات المفاصل الروماتيزمية، تؤدى لدرجة عالية من الإعاقة، كما أن لها تأثيرات واسعة على الدم والرئتين والعيون وغيرها، بما يؤدى إلى الوفاة، وحتى الآن لم يتم اكتشاف أسباب المرض بشكل محدد، ولكن العوامل التى تتسبب فيه تشمل العوامل الوراثية والعدوى والنشاط الزائد للجهاز المناعى، حين يهاجم خلايا الجسم ذاتها. وشارك فى المؤتمر حوالى 300 طبيب، إلى جانب نخبة من أبرز العلماء وأساتذة الجامعات العاملين فى هذا المجال، حيث أشار المشاركون إلى أن الحكومات والمسؤولين عن الصحة فى مصر ودول المنطقة بصفة عامة قد بدأوا يهتمون بشكل متزايد بأمراض العظام والمفاصل مثل هشاشة العظام والتهاب المفاصل الروماتيزمى والتهاب المفاصل المصاحب للنقرس وخشونة الفقرات باعتبارها مشاكل صحية خطيرة، تؤثر على إنتاجية الفرد والمجتمع بشكل عام، لافتين إلى أن غياب الإحصاءات الدقيقة حول معدلات انتشار المرض، وإن كانت التقديرات تقول إن 50% ممن هم فوق سن الأربعين يعانون من أمراض هشاشة العظام والتهاب المفاصل والآلام الروماتيزمية. وحسب تقرير لمنظمة الصحة العالمية، تعد خشونة المفاصل والتهاب فقرات العمود الفقرى هى رابع أكبر وأهم مسبب للإعاقة فى النساء، وثامن أكبر وأهم مسبب للإعاقة فى الرجال على مستوى العالم، ويتوقع التقرير زيادة «مفزعة» فى معدل انتشار المرض إلى 18.2% بحلول عام 2020 نتيجة الزيادة فى أعداد كبار السن. وخلال مؤتمر صحفى على هامش أعمال الندوة، قال الدكتور سمير البدوى، أستاذ الروماتيزم بجامعة القاهرة، رئيس الجمعية المصرية للوقاية من هشاشة العظام: «هناك حاجة لتطوير طرق علاج مبتكرة لأمراض التهاب المفاصل. فقد أصبحت تلك الأمراض بمثابة مشاكل كبيرة فى الصحة العامة، وإذا لم تُكتشف وتُعالج فى الوقت المناسب فيمكن أن تعوق حياة الناس فى أعمار مختلفة. وأكد الدكتور صلاح الشرقاوى، نائب رئيس الشركة المنظمة، أهمية الاهتمام بالدراسات والتقارير خاصة الاحصائية حول معدلات انتشار الأمراض المختلفة فى مصر بصفة عامة، لما لذلك من أهمية قصوى فى رسم سياسات واستراتيجيات الوقاية ومكافحة تلك الأمراض. كما أكد الدكتور أشرف النحال، أستاذ جراحة العظام بجامعة القاهرة، أن زيادة الوزن، وعدم ممارسة المشى والرياضة، اعتمادا على وسائل المواصلات، هى الخطوات الأولى لينضم الإنسان إلى قائمة مرضى التهاب المفاصل والعمود الفقرى، المرض الذى يعد من أكثر الأمراض شيوعا والذى يؤثر على إنتاجية الفرد وعلى قدرته على القيام بالأنشطة اليومية، وأكد الدكتور نبيل خليفة، أستاذ العظام بجامعة عين شمس، الرئيس السابق للجمعية المصرية لأطباء العظام، ضرورة استشارة الطبيب، خاصة أن تناول أدوية دون وعى، خاصة المسكنات ليس الحل الأفضل لهذا المرض، وإنما هو الأسوأ، مشيرا إلى أن هناك مهناً عديدة تساهم فى انتشار تلك الأمراض لدى أصحابها، خاصة تلك المهن التى تساعد على زيادة التحميل على المفصل كمهنة عساكر المرور وكل المهن التى يستخدم أصحابها الكمبيوتر، مما يؤدى إلى جلوسهم فترة طويلة.