عززت مكاسب أسواق الأسهم العالمية وأسعار المعادن الصناعية أسعار النفط ليصعد البرميل بأكثر من دولارين، وسط استبعاد خفض جديد للإنتاج من أوبك في اجتماعها المقبل. وبحلول الساعة 08:16 بتوقيت جرينتش زاد سعر الخام الأمريكي في عقود مايو/ أيار 1.75 دولارا ليصل إلى 51.13 دولارا للبرميل. وهو ما انسحب على خام القياس الأوروبي ليرتفع مزيج برنت 1.60 دولارا إلى 53.19 دولارا للبرميل. وعلى صعيد سلة خامات اوبك القياسية، واصل متوسط أسعارها الهبوط الاربعاء الى 50.25 دولار للبرميل من 50.96 دولار الثلاثاء. وتضم سلة أوبك 12 نوعا من النفط الخام هي، خام صحارى الجزائري، وجيراسول الانجولي، والايراني الثقيل، والبصرة الخفيف العراقي، وخام التصدير الكويتي، وخام السدر الليبي، وخام بوني الخفيف النيجيري، والخام البحري القطري، والخام العربي الخفيف السعودي، وخام مربان الاماراتي، وخام بي.سي.اف 17 من فنزويلا، واورينت من الاكوادور. يأتي ذلك في الوقت الذي زادت فيه التوقعات باستبعاد أن تقوم أوبك بخفض جديد للإنتاج في اجتماعها المقبل المقرر في 28 مايو/ أيار 2009 في فيينا، وسط التزام أعضاء المنظمة بمستويات خفض الإنتاج المتفق عليها بنسبة غير مسبوقة. وحتى الآن نفذت منظمة البلدان المصدرة للبترول نسبة نحو 80 % من تخفيضات الإنتاج القياسية التي اتفقت عليها، والتي تبلغ 4.2 مليون برميل يوميا اعتبارا من سبتمبر/ أيلول 2008 ، وتعد نسبة التزام هذه أعلى نسبة التزام - بحسب المحللين - مقارنة بالنسب المعتادة في السابق والبالغة نحو 60 %. وقال مايك ويتنر من سوسيتيه جنرال "لا أعتقد أنهم سيخفضون برميلا واحدا أخر... لكن ذلك لا يضعف الأسعار لأنهم لا يحتاجون لخفض الإنتاج بدرجة أكبر." واحدث انتعاش أسعار الخام إلى نحو 50 دولارا تغير الاتجاه داخل أوبك، اذا يرى البعض ان هذا المستوى يعد تسوية مقبولة بين احتياجات المستهلكين والمنتجين الذين يواجهون كسادا اقتصاديا. وأكد مندوب بارز لدى أوبك أن سعر 50 دولارا للبرميل "جيد" ، ووافقه الرأي الأمين العام لأوبك عبد الله البدري مشيرا إلى أن المنظمة قد تتمكن من قبول سعر عند هذا المستوى في بقية عام 2009. وعلى عكس التصريحات السابقة لرئيس أوبك خوسية بوتيلو فاسكونسيلوس في مارس/آذار 2009 التي قال فيها انه يأمل أن يبلغ سعر النفط ما بين 70 و75 دولارا في عام 2009 ، كشف مصدر مقرب من رئيس أوبك الانجولي أن أوبك قد تقبل سعرا بين 50 و60 دولارا في عام 2009 . ويستبعد لورانس ايجلز من جيه.بي مورجان اتجاه أوبك لخفض الإنتاج، بل يرى انه ربما تكون هناك حاجة لزيادته في النصف الثاني من 2009 إذا أراد أعضاء المنظمة منع الأسعار من الارتفاع بدرجة كبيرة في الربع الأخير. وحذر ايجلز من تعرض الخام لضغوط اخري تدفع المنظمة لخفض أخر في حالة حدوث تراجع أخر في أسواق الأسهم أو عدم تيقن مالي وهو ما يحد من الطلب ويعطل الانتعاش الاقتصادي. ومن المرجح أن تعدل توقعات الطلب على الوقود بالخفض بدرجة أكبر، خاصة مع زيادة المخزونات ، حيث بلغت مخزونان الخام الأمريكي أعلى مستوياتها منذ عام 1993 . وان كان هيكل سوق النفط الراهن يشير إلى نقص في المعروض في المستقبل، وبلوغ الاسعار 60 دولارا للبرميل بحلول نهاية 2009 ، في حين يقول المحللون أن إقبال صناديق التحوط بدأ يعود مما أثار بعض عمليات الشراء. (رويترز)