"القاهريات" لا يصلحن للعمل بالملاجئ تعاقب الأمهات خطر على الطفل تحقيق: إيناس البسيوني وسماء المنياوي مشكلة تغيير "الأم البديلة" أزمة رئيسية يواجهها الأطفال داخل الملاجئ، فبعد أن يتعلق الطفل بمن ترعاه وتستمع له – وهي الموظفة العاملة بالدار - إلى حد أن يعتبرها أما له بدلا عن أمه الحقيقية، تترك هذه العاملة وظيفتها لسبب ما، فيهتز الطفل معنويا إلى حد كبير قد يؤثر على صحته النفسية. ومع إحياء "يوم اليتيم" في مصر – الذي يوافق يوم الجمعة الأول من أبريل/ نيسان – لم تكن مجرد زيارة دور الأيتام وقضاء وقت مع الأطفال المقيمين بها كافيا، ولكن الأهم من ذلك هو الوقوف على المشكلات التي تواجه هؤلاء الأطفال في ملاجئهم، وبالتالي فإن حل هذه المشكلة ستكون هي الهدية القيمة التي يحتاجون إليها بالفعل. "الأم البديلة".. موظفة بأجر الحاجة "أمال" مع أبناء الدار رئيسة جمعية دار "روضة الأبرار" الحاجة أمال قالت إن حل هذه المشكلة ليس سهلا، موضحة أن الأم البديلة تكون مسئولة عن عدد من الأطفال بدءا من أمور الطعام والشراب والمتابعة الصحية وصولا إلى متابعة دراستهم وتوجيههم التربوي، فيعتاد اليتيم عليها ويراها بديلا عن أمه التي حرم منها، لكن هذه الأم البديلة - في المقابل – هي موظفة تتقاضى أجرا على عملها، لذا من الطبيعي أن تترك هذا العمل لأي سبب من الأسباب، والتي تتعلق غالبا بزواجها. من جانبها، قالت إحدى الأمهات البديلات إنها حاصلة على دبلوم التجارة ولم تجد وظيفة مناسبة لها، ما دفعها إلى القبول بالعمل داخل دار الأيتام رغم المعارضة الشديدة من أسرتها الريفية. وأشارت إلى تجربتها، موضحة أنها مسئولة عن 4 أطفال، وكانت تعتقد – في البداية - أن هذه الوظيفة سهلة وبسيطة، لكنها اكتشفت صعوبة المسألة عندما عانت من تمرد الأطفال، الذين رفضوا التعامل معها أول الأمر لتعلقهم بالأم البديلة السابقة. "القاهريات" لا يصلحن للعمل بالملاجئ دار "المستقبل" لرعاية الأيتام تعاملت مع هذه المشكلة وحاولت علاجها، حيث أوضح مدير الدار العميد "رشيد أبو حلاوة" أنه اعتبر نفسه للفتيات والأولاد المقيمين بالدار - 28 فتى وفتاة - واستعان ب"ماما زهرة" التي تعرضت لليتم في صغرها ولم يكن لها حظ في الزواج، لتكون أما لأبناء وبنات الدار، وبعد ذلك استخدم عددا من الفتيات يعملن كمشرفات مقيمات فإذا تبدلن وتغيرن - كما هو متوقع بسبب الزواج مثلا - فلا يؤثر غيابهن على الأطفال بشكل جذري. العميد "رشيد أبو حلاوة" وسط فتيات الدار وقال العميد إنه لا يفضل عمل المشرفات المقيمات بالقاهرة في دار الأيتام، ويرى أنهن لا يصلحن لهذا العمل بسبب مغادرتهن الدار ليلا فلا يبتن فيها، لذا فهو يفضل المشرفات القادمات من الريف، لالتزامهن بالإقامة داخل الدار والعيش مع الأطفال ليلا ونهارا. تعاقب الأمهات خطر على الطفل وطبيا، حذر أستاذ علم النفس بكلية التربية جامعة القاهرة الدكتور "محمود غلاب" من خطورة تعاقب الأمهات البديلات على الطفل، لما قد يسببه من اضطرابات نفسية تصل أحيانا إلى حد المرض النفسي. وقال إن حالة الطفل النفسية تتأثر أولا بما يسمى بقلق الانفصال، حيث يكون لديه قلق دائم وخوف شديد من أن كل شخص يحبه أو يقترب منه قد يتركه – بصرف النظر عن السبب لأنه كطفل غير معني به –مشيرا إلى أن هذا الشعور قد يلازمه طوال حياته. وأضاف أنه حتى مع إدراك الطفل بأن هذه الموظفة ليست هي أمه الحقيقية، فإن هذا لا ينفي وقوع الصدمة على الطفل، لأنه - في جميع الأحوال أحبها - وتعلق بها لما قدمته له من مهام جعلته يشعر تجاهها بمشاعر البنوة، ما يخلق عقدة ثانية داخله، حيث يعتقد أن أقرب شخص له لم يبذل جهدا ليبقى بجواره، ويترجم تركها له على أنها لم تحبه وعلى أنه شخص سيء لا يحرص أحد على التمسك به، ما يفقده ثقته بنفسه وبالآخرين.