غدا ستحل مناسبة يوم اليتيم, ولكن في ظروف مختلفة هذه المرة خاصة في بعض الدور التي خرجت عن الإطار التقليدي لرعاية الأطفال وانضمت إلي مشروع أمان الذي يعد أول بيت خبرة مصري لضمان جودة الرعاية المقدمة داخل دور الأيتام. وحكاية أمان ترويها عزة عبدالحميد رئيس مجلس إدارة الجمعية والتي لها باع طويل في العمل الاجتماعي موضحة ان الطفل داخل دار الأيتام له حقوق مثل كل الأطفال وايضا له مشكلات غير ان الظروف المحيطة به تجعل مشكلاته مختلفة, الي جانب ان هذا الطفل يتدخل في تربية الأمهات البديلات والاخصائيين النفسيين والاجتماعيين ومديري أو مؤسسي الدور والكفلاء.. وحتي الزوار, سواء كان هذا التدخل مباشرا أو غير مباشر, لذا كانت فكرة أمان بالاهتمام بدور الأيتام وبنائها المؤسسي وتحديث نظم ادارتها وتقديم برامج تدريبية للعاملين بها وبناء قدرات ومهارات الأطفال والشباب واجراء الأبحاث والدراسات التي تخدم القضية, حيث يضم فريق أمان مجموعة من المتخصصين في علم النفس والاجتماع وإدارة الأعمال والتدريب في مجالات الطفولة والتنمية البشرية والاستشارات المالية والهندسية ونظم المعلومات والإعلام ومعظمهم من المتطوعين, حيث إن الجمعية هي جمعية أهلية لاتهدف للربح. وكانت البداية بتدريب الأمهات البديلات لأنهن أقرب الناس للطفل ولأهمية دورهن الذي تحيطه الكثير من المشكلات, فأجورهن زهيدة ولاتوجد جهة تهتم بتدريبهن ولاقواعد تنظم عملهن وتكفل حقوقهن, وقداستجابت بعض الدور بل وسعي البعض لضم الأمهات البديلات الي البرنامج التدريبي, وكان من أسباب دعم هذا المشروع إفادة دار الافتاء المصرية بأنه يجوز شرعا إنشاء صندوق للإنفاق علي تعليم الأمهات البديلات وتدريبهن داخل دور الأيتام من أموال الزكاة, وذلك ردا علي استفسار مقدم من الجمعية. وفي حفل بسيط للغاية تم إعلان اجتياز أول دفعة من الأمهات البديلات للدورة التدريبية التي نظمتها الجمعية, وكانت هذه المناسبة فرصة للتعرف من المتدربات عن انطباعاتهن عن التدريب والتعرف علي احتياجاتهن وأيضا معرفة رأي المتخصصين. فاعترفت المتدربات بأن هذه الدورة أفادتهن في حل الكثير من مشكلات الأطفال مثل العناد ومص الأصابع والصراخ والعنف والتبول اللا إرادي ورفض المذاكرة, وأن التواصل مع المدربين وفي مقدمتهم د. نرمين عبد الوهاب, استاذ علم النفس بجامعة بني سويف, واللجوء إليهم في تقويم سلوك الأطفال كان له أثر جيد في القضاء علي هذه المشكلات وأيضا وجودهن شبه الدائم بين الأطفال نظرا لطبيعة عملهن مكنهن من تطبيق ما درسته علي أرض الواقع, لذا طلبن المزيد من هذه الدورات, أما القائمون علي الدور فقد أبدوا ايضا رغبتهم في الاستمرار بتدريب الأمهات بل واستعدادهم ايضا للمشاركة بها, فتقول هالة سعيد لذا عندما علمنا بمشروع أمان حرصنا علي اشراك تسع أمهات من المؤسسة في أول دورة تدريبية لهن. وتؤكد أميرة العسال إحدي مؤسسي دار الهنا ودار الرواد..أيضا ان الأمهات البديلات خاصة من الجيل الجديد والمشرفين الشباب تنقصهم الخبرة ولايقبلون علي العمل بدور الأيتام ولايستمرون به طويلا, لذا يعانون من عدم تجاوب الأطفال وأيضا عدم اقبالهم علي الدراسة لأن رؤيتهم للمستقبل غير واضحة, وتري ان الحل يتمثل في هذه الدورات التدريبية وايضا في جهد المتطوعين الملتزمين, فاليتيم لايحتاج للمال فقط بل للجهد ايضا. وتوضح سعاد ميلاد نسيم مستشارة الدعم المؤسسي لجمعية وطنية وصاحبة خبرة تربوية في مجال الأيتام, أن أهم مايركز عليه مشروع أمان هو تقويم دور الأيتام والتعرف علي مشكلاتها ووضع الحلول لها في إطار وثيقة حماية الطفل وميثاق شرف المهنة فنعرف الطفل بحقوقه ونوعي الأم بكيفية حماية هذه الحقوق وكيفية حل المشكلات التي تصادفها مع الأطفال, وقد طلبت المتدربات من الأمهات البديلات ومعظمهن من الشابات التعرف علي المزيد من مشكلات الأطفال وطرق حلها وكيفية اكتشاف الاعاقات وكيفية الكشف عن مواهب الأطفال, وطلبت أيضا استمرار التواصل مع المتخصصين بالمشروع لاستشارتهم. وأضافت ان هذه الدورة هي الأولي ومؤشرات نجاحها الذي عكسته كلمات الأمهات المتدربات هو دافعنا لتنفيذ الدورات المتقدمة والتي ستشمل ايضا جميع المتعاملين مع الأطفال بدور الأيتام من أمهات واخصائيين ومسئولين وحتي الكفلاء حتي نوحد لغة التعامل مع الطفل اليتيم.