عاد رئيس المحكمة العليا في باكستان القاضي افتخار شودري الى مهامه اليوم الاحد فيما احتشد مئات من انصاره امام منزله للاحتفال بهذه العودة بعد 16 شهرا على اقالته المفاجئة من قبل النظام العسكري الباكستان عام 2007. وانعش قرار الحكومة اعادة شودري الشخصية المستقلة في النظام القضائي، الامال في انتهاء الازمة التي تزعزع الاستقرار والتي ادت في بعض المراحل الى شل حركة البلاد بشكل شبه تام. ورفع علم باكستان على المنزل بينما كان يعزف النشيد الوطني الباكستاني، وسط تصفيق انصار شودري الذين تجمعوا امام المنزل ومن بينهم محامون وممثلون عن المجتمع المدني ومدافعون عن حقوق الانسان وناشطون في احزاب سياسية، ويرمز العلم الى انتصار شودري بعد معركة سياسية طويلة وصعبة ساعدت على انهاء حكم الرئيس السابق برويز مشرف. وقال اعتزاز احسان زعيم حركة المحامين الذين قاموا بحملة لاعادة تنصيب شودري ان هذه الخطوة "تبشر بنهاية النضال النشط للمحامين والشعب الباكستاني". واخضعت قوات الشرطة الزوار لعملية تفتيش وحظرت دخول العربات الى محيط كيلومتر من منزل شودري الذي بدأ العمل فورا في بحث القضايا المرفوعة امام المحكمة والتي تواجه تاخرا كبيرا في معالجتها. كان مشرف اقال شودري و60 من كبار القضاة في عام 2007 لانه كان يخشى ان تصدر المحكمة العليا قرارا بعدم تأهله لاعادة ترشيح نفسه رئيسا اثناء توليه قيادة الجيش. وفي تراجع مثير بعد اشهر من النكث بالوعود والاحتجاجات المريرة, اعلن رئيس الوزراء الباكستاني يوسف رضا جيلاني الاثنين ان الحكومة قررت اعادة رئيس القضاة الى منصبه. وتهدف هذه الخطوة الى انهاء موجة جديدة من الاضطرابات بعد مواجهة استمرت ثلاثة شهور بين زعيم المعارضة نواز شريف، الذي طالب باعادة تنصيب شودري، وبين الرئيس اصف علي زرداري الذي لا يحظى بشعبية عالية. ويبدو ان اعادة تنصيب شودري قد نجحت في الوقت الحالي في نزع فتيل الازمة في البلد النووي المسلم الذي يعد جبهة في الحرب التي تقودها الولاياتالمتحدة "على الارهاب" وتطارد فيها مسلحي طالبان والقاعدة.