فاجأت القنوات والمحطات الفضائية المنتجين بشروط جديدة لم تكن في حسبانهم لقبول أعمالهم والمسلسلات خاصة لشهر رمضان المبارك، وأكدت القنوات على ضرورة الالتزام بهذه الشروط سواء في الأعمال التي تنتج بطريقة المنتج المنفذ أو تلك التي تشتريها القنوات والمحطات. وكما ذكرت جريدة " المشاهير " السودانية يعتبر الموضوع مفاجأة لأن بعض المنتجين بدأوا تصوير أعمالهم للشهر الفضيل وقطعوا مشوارا لا بأس به في تصوير العديد من اللقطات والمشاهد، وعليه فإن تغيير هذه اللقطات يعني تكلفة مضاعفة عليهم وحملا غير متوقع على ميزانية العمل، ولكن في النهاية عليهم أن يستجيبوا لطلب القنوات والمحطات الفضائية لأنها هي التي ستدفع وستشتري هذه الأعمال.. وإلا فإنها ستبقى في الأدراج كما حدث لأعمال أخرى. ومن أهم هذه الشروط التي وضعتها بعض القنوات الفضائية لشراء أو إنتاج المسلسلات هي «الحشمة» وعدم ارتداء الثياب الضيقة والفاضحة - كما وصفتها – بالنسبة للفنانات لا سيما النجمات اللواتي يحظين بقبول كبير لدى المشاهدين، وأكدت هذه القنوات على أن تلتزم الفنانات بالثياب والملابس التي لا تفصّل المرأة والفنانة وتظهر مفاتنها وجسدها بصورة مبالغ فيها، أما الشرط الثاني فهو التخفيف من الماكياج بحيث يصبح منطقيا غير مبالغ فيه مما يثير الضحك أحيانا. وأبلغت هذه القنوات المنتجين الذين ستتعامل معهم شفويا من دون قرار رسمي، واعتذرت بأنها تسعى من خلال الأعمال الدرامية والمسلسلات التي تقدمها وتعرضها على شاشتها إلى استقطاب أفراد الأسرة كلها.. وظهور الفنانة بصورة غير محتشمة أو بثياب غير لائقة تسبب إحراجا لأفراد الأسرة الذين يجتمعون من أجل أن يشاهدوا المسلسل. احترام المشاهد قال أحمد جوهر وهو من المنتجين المهتمين بأعمال التراث: - أكدنا للفنانات المشاركات معنا في مسلسلنا الجديد ضرورة احترام المشاهد وعدم المبالغة في ارتداء الملابس الضيقة، وشخصيا أبلغتني بعض المحطات الفضائية عن هذا الموضوع، ولكنني بصراحة لست بحاجة إلى من يوجهني في هذا الموضوع.. لأنني أحرص دائما وفي كل أعمالي على أن تكون جميع المشاهد التي أقدمها نقية وليس فيها أي مشكلة، ولكن يبدو أن القنوات الفضائية هذا العام حريصة أكثر من الأعوام السابقة على أن تكون الفنانة طبيعية في طلتها وظهورها على الشاشة، وأنا أؤيد هذا التوجه لأنه من جهة يناسب بيئتنا العربية المحافظة ومن جهة أخرى يخفف المبالغة في الأعمال التلفزيونية. أكد هذا الرأي المدير الإقليمي لمحطة MBC أحمد العساف وهي من المحطات التلفزيونية التي لها ثقل في الإنتاج الدرامي، وأشار إلى أنه شخصيا ومن دون قرارات رسمية يوصي المنتجين الذين يتم التعامل معهم على ضرورة أن يقدموا صورة جيدة للمجتمع الخليجي خاصة والعربي عامة، وقال: - تحدثت مع المنتجين الذين نتعامل معهم على ضرورة الالتزام بالصورة الخليجية الصحيحة للمرأة، وعدم المبالغة في طريقة الثياب أو الماكياج لأنها في النهاية لا تخدم الحدث ولا تخدم الفنانة نفسها، ونحن من جانبنا كقناة وكمسؤولين فيها حريصون على أن تحافظ أعمالنا على مستواها ومصداقيتها وواقعيتها، ولا نريد أن نعرض صورة غير الواقع. وكان العساف أكثر صراحة حين قال إنه طلب من المنتج نايف الراشد أن يخفف ماكياج إحدى الفنانات ويطلب من إحداهن ارتداء ثياب أخرى، وعلق على ذلك : - نعلم أن المنتجين حريصون أكثر منا على أعمالهم، ولكن من واجبنا أن نحافظ على هويتنا الدينية والعربية والخليجية، المسألة ليست فرض عضلات.. ولكن العمل التلفزيوني خطير والظهور على الشاشة مسؤولية وعلينا أن نكون على قدر هذه المسؤولية. أزياء مناسبة وقال بندر المطيري مدير إدارة الإنتاج في تلفزيون الكويت: - أبلغنا كل المنتجين الذين يودون التعامل معنا ضرورة التزام الفنانات بثياب الحشمة، أنا معك في أن بعضهن أصبحن كعارضات أزياء في الفترة الأخيرة، وهذا ما دعانا إلى أن نشدد على المنتجين وعلى لجان الرقابة في تلفزيون الكويت على أهمية ارتداء ملابس محتشمة. واستحسن أحد المخرجين هذا الرأي وقال إنه يؤيده بصورة كبيرة لأنه واجه صعوبات في مثل هذا الموضوع، فالكثير من الفنانات يرفضن الماكياج الخفيف، والأدهى من ذلك أنهن يرفضن أن يصورن أدوارهن من دون ماكياج حتى إن كان الدور يتطلب غير ذلك، وضرب مثلا لهذا الموضوع وقال: - ينتقدنا كثير من المشاهدين وندخل في سين وجيم مع المنتجين لأن الفنانة استيقظت من النوم في أحد المشاهد وهي في كامل زينتها، هم يعتقدون أننا لم ننتبه لهذا الموضوع ولكنهم يجهلون في الوقت نفسه أن الفنانات يرفضن بشدة أن يمثلن أي دور من دون ماكياج حتى إن استيقظت للتو من النوم.. أنا معك في أن الماكياج الصارخ يقلل من واقعية العمل والمشهد كأننا نعمل مع «أراجوزات» وليس فنانات، ولكن ماذا نفعل؟ إننا نواجه حربا ضروسا مع الفنانات في كل عمل ولكن الجمهور والمشاهدين لا يعلمون. المكياج أهم من العمل وبطبيعة الحال كان الوصول إلى الرئيس الأميركي باراك أوباما أسهل من الوصول إلى الفنانات الخليجيات حتى الكومبارس منهن، ورفضت الكثيرات التحدث في هذا الموضوع وتمنين أن ينشغل المسؤولون والمنتجون بمواضيع أكثر أهمية من ماكياج الفنانات، وعندما قلت لهن إن الماكياج من أساسيات العمل الفني لاسيما الدرامي، كنت كمن سكب الزيت على النار. استشاطت إحداهن غضبا وهي تصور حاليا دور فتاة صغيرة مطلقة مع أحد المخرجين المخضرمين، وقالت: - المنتجون والمسؤولون وبعض المخرجين لا يعرفون أسس العمل الدرامي وآخر صيحات الموضة، إن وجودنا كفنانات بالماكياج والثياب التي نرتديها هو الذي يحقق النجاح للعمل وليست أسماء المخرجين، وشخصيا لن أسمح لأحد بأن يفرض علي ما أرتديه.