الاهرام :3/2/2009 كلمة أحبك كانت محور دراسة أجراها معهد جالوب الامريكي منذ فترة لمعرفة اكثر شعب في العالم يردد كلمات العشق فتبين ان الامريكيين يحرصون علي استخدام كلمات الحب خلال حواراتهم اليومية لذلك احتلوا المركز الأول بينما جاء الصينيون في المركز الأخير. كما تبين ان سبع سيدات أمريكيات من كل عشر يبحن بحبهن لأزواجهن مقابل ستة رجال.. ومع ذلك لاينبغي لأحد ان يتصور ان الحياة الزوجية في امريكا وردية.. فنسبة الطلاق كما هو الحال عندنا في ارتفاع مستمر. والعثور علي الحب بات أصعب من العثور علي مقعد خال بمترو الانفاق في ساعات الذروة علي حد تعبير احدي العاملات في مدينة نيويورك وحين تكررت الأقوال والاحصائيات التي تدل علي أن زمن الرومانسية قد ولي وأن الناس نسوا في غمرة انشغالهم بمشكلاتهم اليومية كلمات الحب. سارع علماء النفس والاجتماع والتربية ومستشارو العلاقات الأسرية إلي إغراق المكتبات خلال السنوات الأخيرة بسيل من الكتب تصدرت قائمة أكثر المؤلفات مبيعا تضمنت قصص حب رائعة وطرق ترميم البيوت الزوجية الآيلة للسقوط وخطابات غرام عمرها أكثر من قرن كالخطاب الذي كتبه الرائد سوليفان باللو إلي زوجته سارة في صيف عام1861 قبل أسبوع من معركة حظيرة الثيران المعروفة باسم ماناساس يقول فيه: سامحيني ياحبيبتي في حالة عدم عودتي إذا كنت قد سببت لك أية آلام ولم أقل مايكفي من كلمات الغرام . وأيضا كمقتطفات من الرسائل التي تبادلتها لويز مع زوجها طبيب الاسنان بالجيش خلال الحرب العالمية الثانية والتي وصل عددها إلي1716 خطابا لم يخل احدهم من كلمة احبك كما ضم واحد من هذه الكتب واسمه علاقات رائعة قصة ماير ونيللي اللذين مر عليهما70 عيد حب منذ ان التقيا لأول مرة عندما كان هيربرت هووفر رئيسا للولايات المتحدةالأمريكية. حيث لخصت نيللي الأسباب التي ابقت شعلة الهيام مشتعلة طوال هذه السنوات في انهما لم يكفا يوما عن رعاية بعضهما البعض ولم يبخلا بكلمات الحب كذلك اشار المؤلفون الأربعة الذين اختاروا لكتابهم اسم شوربة دجاج لحياة المرأة. علي اعتبار ان شوربة الدجاج الساخنة أفضل ما يقدم لمن يشعر بوعكة صحية اشاروا إلي مقولة قديمة رائعة هي أن الدموع الحارة التي نذرفها عند القبور ماهي إلا تعبير عن كلام لم يقل وافعال لم تنفذ..وذلك بعد أن تبين لهم ان المتزوجين لايجددون عهود الغرام التي نقشوها علي أوراق الشجر ونسمات الليل خلال فترة الخطوبة. ويبخلون بعد الزواج بالكلمات التي تدل علي الاهتمام والامتنانولايبوحون بها إلا عندما يشعرون بدنو الأجل أو قبل ان يلفظوا انفاسهم الأخيرة وقد يموتون دون أن ينطقوا بها. المهم في كل هذه الكتب أن جميع المتزوجين السعداء وهم يفسرون أسباب سعادتهم اجمعوا علي أنهم تحلوا بصفتين مهمتين هما الصبر والتسامح والأهم انهم لم يبخلوا بكلمات الود والوجد التي أضاءت قناديل البهجة في بيوتهم. قبل ان يقول احدكم حب ايه اللي معهد جالوب جاي يقول عليه اقول ان الحب يستمد قوته الآن من أنه الملاذ الوحيد والأخير لانسان هذا الزمان الذي يعاني الأزمات المالية والحروب البربرية والكوارث البيئية والمآسي الانسانية والمحن الأخلاقية وانعدام العدالة الاجتماعية. وأخيرا قد يحق لاصحاب الخيال الواسع ان يتساءلوا عن المركزالذي سيحتله المصريون في حالة ان يجري معهد جالوب دراسة عن اكثر شعب في العالم يبخل بكلمات الحب داخل عش الزوجية!