أمر قاض محلي الجمعة سلطات مدينة بنيالوكا- التي يسيطر عليها صرب البوسنة- بدفع 42 مليون دولار الى الطائفة المسلمة بالمدينة.. تعويضا عن الدمار الذي لحق ب 16 مسجدا خلال حرب البوسنة بين عامي 1992 و1995. ويأتي قرار المحكمة بعد ثماني سنوات من رفع السكان المسلمين أول دعوى قضائية في البوسنة تسعى من خلالها طائفة دينية الى الحصول على تعويض مشترك عن أضرار الحرب. وقال محامي الطائفة المسلمة أسد هرفاتشيتش ان للحكم الصادر "أهمية تاريخية"، وعبر عن أمله في ألا يتم استئنافه. وأضاف "ننتظر أن تؤدي السلطات التزاماتها بطريقة لائقة، وأن تتحمل المسؤولية وتصحح أخطاء الماضي... الشيء الاكثر أهمية هو حقيقة أن جمهورية الصرب أقرت للمرة الاولى بالمسئولية عن تدمير مواقع دينية أثناء الحرب." ولم يتسن الاتصال بسلطات صرب البوسنة للحصول على تعقيب. وكانت الحرب قد شهدت تفجير وحرق مساجد من بينها مسجد فرهدية "فرحات باشا" الذي يعود الى القرن السادس عشر. ونفذ صرب البوسنة- بدعم من جيش يوغوسلافيا السابقة الذي هيمن عليه الصرب- حملة ابادة عرقية واسعة النطاق لمسلمي وكروات البوسنة من أجل فرض السيطرة على أراض لاقامة دولتهم، وقد جرى خلال ذلك تدمير العشرات من أماكن العبادة. وكان مسجد فرهدية الذي يعد من أجمل المساجد خارج العالم العربي على قائمة منظمة الاممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة "يونسكو" لمواقع التراث العالمي، وتجري حاليا اعادة بنائه. ورفعت دعوى التعويض عن تدمير مساجد بنيالوكا عام 2000، لكن الاجراءات بدأت في 2007 بعد صدور أمر من المحكمة الدستورية. وقال هرفاتشيتش ان سلطات بنيالوكا حاولت اخفاء اثار التدمير بل ومحت المساجد من خرائط بنيالوكا لمنع اعادة البناء. وأنهى اتفاق دايتون للسلام حرب البوسنة عام 1995، ووضع البلاد تحت اشراف دولي وقسمها بين كيانين هما جمهورية صرب البوسنة والاتحاد الكرواتي المسلم. (رويترز)