إنه مزاد تاريخي، بل مزاد القرن. هكذا وصف خبراء الأعمال الفنية العملية الكبرى التي تتولى صالة «كريستيز» تنظيمها، أواخر الشهر المقبل في العاصمة الفرنسية باريس، بالتعاون مع شركة بيير بيرجيه، لبيع تركة مصمم الأزياء العالمي الراحل إيف سان لوران من الأعمال الفنية. ويمكن للهواة والتجار والفضوليين أن يشاهدوا 730 عملا تعرض يومي 21 و22 من الشهر المقبل، على مساحة 13 ألف متر مربع في «القصر الكبير» المطل على جادة «الشانزليزيه». من المعروف أن سان لوران كان مع صديقه رجل الأعمال الفرنسي بيير بيرجيه، من كبار جامعي المقتنيات الأثرية والمنحوتات والأعمال التشكيلية من كل الجنسيات والعصور. وضمت البيوت التي سكنها الاثنان، ما بين باريس ومراكش، لوحات لبيكاسو وغويا وليجيه، والعشرات من قطع الأثاث والزينة والسجاد والكتب النادرة. واستغرق الأمر عدة أشهر لكي يتمكن خبراء دار «كريستيز» العالمية من حصر المعروضات ووصفها وتصنيفها وتقدير أثمانها التي تصل، في مجموعها، إلى أكثر من ربع مليار يورو. هذا، وطبعت خمسة أدلة «كاتالوغات» تجمعها علبة فخمة تزن 10 كيلوغرامات للإحاطة بصور الأعمال المعروضة في المزاد، مع نبذة وافية عن كل واحد منها. وبلغت تكاليف طباعة 7 آلاف نسخة من الأدلة أكثر من مليون ونصف المليون يورو، ولذلك فإن النسخة الواحدة تعرض للبيع بسعر 200 يورو، وهي تتضمن مقدمة بقلم بيرجيه، الذي رافق سان لوران ورعى خطواته طيلة السنوات الثلاثين الأخيرة من حياته، وكان مستشاره في اقتناء القطع الجميلة والنادرة. وطبعا، جرى تخصيص ألف نسخة من «الكاتالوغ» كهدايا لكبار الشخصيات وتجار الفن وأصحاب المجموعات المرموقة في العالم. بقيت الإشارة إلى أنه وقع الاختيار على خبيرة العروض الكبرى ناتالي كرينيير لتنظيم المعرض الذي يسبق المزاد ويواكبه خلال أيام البيع الثلاثة بين 23 و25 فبراير (شباط) المقبل. وكانت الوكالة التي تشرف عليها كرينيير قد فازت بالتصميم الداخلي لمتحف «اللوفر» في أبوظبي، الذي رسم عمارته المهندس الفرنسي جان نوفيل.