ملامح التعديل الوزاري المرتقب .. آمال وتحديات    الحق اشتري.. انخفاض 110 ألف جنيه في سعر سيارة شهيرة    رئيس الإكوادور يعلن حالة الطوارئ بسبب أزمة انقطاع الكهرباء ويتخذ قرارا عاجلا    ترتيب هدافي الدوري الإيطالي قبل مباريات اليوم السبت 20- 4- 2024    ترتيب الدوري الإسباني قبل مباريات اليوم السبت 20- 4- 2024    عقوبة صارمة.. احذر التلاعب فى لوحات سيارتك    حبس المتهم بقتل سيدة لسرقتها بالبساتين    مشتت وفاصل ..نصائح لتحسين التركيز والانتباه في العمل    تشكيل تشيلسي المتوقع أمام مانشستر سيتي بكأس الاتحاد    بايدن: إنتاج أول 90 كجم من اليورانيوم المخصب في الولايات المتحدة    عيار 21 يسجل الآن رقمًا جديدًا.. أسعار الذهب والسبائك اليوم السبت بعد الارتفاع بالصاغة    7 أيام في مايو مدفوعة الأجر.. هل عيد القيامة المجيد 2024 إجازة رسمية للموظفين في مصر؟    فودة وجمعة يهنئان أسقف جنوب سيناء بسلامة الوصول بعد رحلة علاج بالخارج    الإفتاء: التجار الذين يحتكرون السلع و يبيعونها بأكثر من سعرها آثمون شرعًا    شعبة المخابز: مقترح بيع الخبز بالكيلو يحل أزمة نقص الوزن    بيان عاجل من الجيش الأمريكي بشأن قصف قاعدة عسكرية في العراق    تراجع سعر الفراخ البيضاء واستقرار البيض بالأسواق اليوم السبت 20 أبريل 2024    اندلاع مواجهات عنيفة مع قوات الاحتلال في بلدة بيت فوريك شرق نابلس    ابسط يا عم هتاكل فسيخ ورنجة براحتك.. موعد شم النسيم لعام 2024    الوزيرة فايزة أبوالنجا    سفيرة البحرين بالقاهرة: زيارة الملك حمد لمصر تأكيد على التكامل الإستراتيجي ووحدة الصف بين البلدين    داعية إسلامي: خدمة الزوج والأولاد ليست واجبة على الزوجة    ميدو يكشف احتياجات الزمالك في الميركاتو الصيفي    كوريا الشمالية تختبر صاروخا جديدا للدفاع الجوي    هل يتم استثناء العاصمة الإدارية من تخفيف الأحمال.. الحكومة توضح    GranCabrio Spyder| سيارة رياضية فاخرة من Maserati    رسميا.. سعر الدولار مقابل الجنيه المصري اليوم السبت 20 إبريل 2024 بعد الانخفاض الأخير    نشرة منتصف الليل| الأرصاد تكشف موعد الموجة الحارة.. وهذه ملامح حركة المحافظين المرتقبة    بركات: مازيمبي لديه ثقة مبالغ فيها قبل مواجهة الأهلي وعلى لاعبي الأحمر القيام بهذه الخطوة    ملف رياضة مصراوي.. إغماء لاعب المقاولون.. رسالة شوبير.. وتشكيل الأهلي المتوقع    سيف الدين الجزيري: مباراة دريمز الغاني المقبلة صعبة    كرة يد.. تعليمات فنية مطولة للاعبي الزمالك قبل مواجهه الترجي التونسي    بصور قديمة.. شيريهان تنعي الفنان الراحل صلاح السعدني    خالد منتصر: ولادة التيار الإسلامي لحظة مؤلمة كلفت البلاد الكثير    "شقهُ نصُين".. تشييع جثة طفل لقي مصرعه على يد جاره بشبرا الخيمة (صور)    أهالى شبرا الخيمة يشيعون جثمان الطفل المعثور على جثته بشقة ..صور    ضبط نصف طن لحوم فاسدة قبل استعمالها بأحد المطاعم فى دمياط    9 مصابين في انقلاب سيارة ربع نقل في بني سويف    "محكمة ميتا" تنظر في قضيتين بشأن صور إباحية مزيفة لنساء مشهورات    تجليس نيافة الأنبا توماس على دير "العذراء" بالبهنسا.. صور    بجوائز 2 مليون جنيه.. إطلاق مسابقة " الخطيب المفوه " للشباب والنشء    حدث بالفن| وفاة صلاح السعدني وبكاء غادة عبد الرازق وعمرو دياب يشعل زفاف نجل فؤاد    إياد نصار: لا أحب مسلسلات «البان آراب».. وسعيد بنجاح "صلة رحم"    نسرين أسامة أنور عكاشة: كان هناك توافق بين والدى والراحل صلاح السعدني    يسرا: فرحانة إني عملت «شقو».. ودوري مليان شر| فيديو    انطلاق حفل الفرقة الألمانية keinemusik بأهرامات الجيزة    بعد اتهامه بالكفر.. خالد منتصر يكشف حقيقة تصريحاته حول منع شرب ماء زمزم    3 إعفاءات للأشخاص ذوي الإعاقة في القانون، تعرف عليها    انفجار في قاعدة كالسوم في بابل العراقية تسبب في قتل شخص وإصابة آخرين    أعظم الذكر أجرًا.. احرص عليه في هذه الأوقات المحددة    أدعية الرزق: أهميتها وفوائدها وكيفية استخدامها في الحياة اليومية    العميد سمير راغب: اقتحام إسرائيل لرفح أصبح حتميًا    آلام العظام: أسبابها وكيفية الوقاية منها    باحث عن اعترافات متحدث الإخوان باستخدام العنف: «ليست جديدة»    مرض القدم السكري: الأعراض والعلاج والوقاية    متلازمة القولون العصبي: الأسباب والوقاية منه    «هترجع زي الأول».. حسام موافي يكشف عن حل سحري للتخلص من البطن السفلية    نصبت الموازين ونشرت الدواوين.. خطيب المسجد الحرام: عبادة الله حق واجب    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



"شهود يهوه" لا يحتفلون بميلاد المسيح ويرفضون تحية العلم
نشر في أخبار مصر يوم 04 - 12 - 2008

"شهود يهوه" هي إحدى الطوائف المسيحية ولكنها لا تعترف بالطوائف الاخرى التي تنتمي للديانة نفسها، ويفضل أعضاؤها أن يدعون ب "شهود يهوه" على أن يدعوا مسيحيين.
والطائفة التي ظهرت عام 1870 فى ولاية بنسلفانيا الأمريكية على يد "تشارلز تاز راسل" وضمت في البداية مجموعة صغيرة لدراسة الإنجيل كبرت هذه المجموعة فيما بعد لتصبح "تلاميذ الكتاب المقدس" كما يطلقون على انفسهم.
وهي طائفة حذر من أفكارها البابا شنودة الثالث بابا الأسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، ووصفها بأنها جماعة غير مسيحية تنشر كتبها المترجمة إلي عشرات اللغات علي المسيحيين في بيوتهم وفي أماكن عملهم بهدف نشر أفكارهم
يتميز الشهود بروابطهم المتينة دون أية حواجز عرقية أو قومية بالاضافة الى ممارسة التبشير الدئوب فى الذهاب إلى أصحاب البيوت وعرض دروس مجانية بالمنازل حول الكتاب المقدس، ورفضهم لمظاهر الاحتفالات التى يزاولها أغلب إن لم يكن كل المسيحيين بميلاد المسيح، ولا يحتفل الشهود بأعياد الميلاد، ولا يخدم الشهود فى الجيش، كما لا يؤمنون بالثالوث ولا بشفاعة القديسين ولا بنار الهاوية كوسيلة لتعذيب الأشرار، كما يؤمنون أن 144 ألف مسيحى ممسوح بالروح سيحكمون مع المسيح فى السماء، وأن بقية الأشخاص الصالحين سيعيشون فى فردوس أرضى، وأن الصالحين سيرثون الأرض ويتمتعون بالعيش إلى الأبد تحت حُكم الحكومة السماوية.
قال عنهم "أدولف هتلر" زعيم ألمانيا النازية من الفترة 1933 إلى 1945 "إن شهود يهوه حركة صهيونية شيوعية سرية"، من أهدافها تدمير جميع الأمم على الأرض فى معركة هرمجدون وإزالة جميع الفوارق والحدود بين القوميات، وفرض شريعة يهودية صهيونية على الجميع، تدّعى العمل بفرائض الدين، وليس لها أدنى علاقة بدين ما، إنما تتخذه ستاراً لتحقيق مراميها واستغلال نشاطها...".
اسم "شهود يهوه":
الاسم "يهوه" هو اسم الله, ويرد فى الكتاب المقدس أكثر من 7200 مرة، ولكن المترجمين قاموا باستبدال الاسم بلقب رب (كيريوس باليونانية)، وقام الشهود باتخاذ اللقب "شهود يهوه" بشكل رسمى فى عام 1931.
وقبل هذا التاريخ كانوا يطلقون على أنفسهم تسميات شتى منها "دارسو الكتاب المقدس" و"تلاميذ يسوع المسيح الحقيقيين"، أما لفظة يهوه فلم ترد لا فى العهد الجديد وإنما فى العهد القديم باللغة العبرية .
ولذلك فإن تسميتهم "شهود يهوه" تربطهم باليهود أكثر من ارتباطهم بالمسيحية، فهم غير مقبولين كمسيحيين لا فى الكنيسة ولا بين حكومات العالم.
أساليب شهود يهوه فى نشر معتقداتهم:
من المُلاحظ أن شهود يهوه يتمتعون بجرأة مُدهشة على اقتحام المنازل فى وقت مناسب وغير مناسب، ، ولهم من الأساليب الناعمة ما يمكنهم لجذب المُستمعين، الذين لا يلبث أن ينضم معظمهم إلى الحركة.
يشتهر "شهود يهوه" باقتباسهم للكتاب المُقدس، ولكن بصورة جزئية ومُشوهة، وجميع تفاسيرهم التعليمية هى من اجتهاد خاص لتلائم عقائدهم الباطلة، فهم يقوموا بالاستعانة بآيات من الكتاب المقدس ليؤكدوا أن بشارتهم من قبل الله، وهم مُنفذون لهذه البشارة، ومما ساهم فى انتشار "شهود يهوه" هى اتباع أساليب سريعة ومتطورة من الطباعة والترجمة بمعظم لغات العالم، التى تساهم فى توصيل رسالتهم على مستوى العالم، فهم يعتمدون على نشر ادعاءاتهم من خلال الاحصائيات المُضللة التى تنشر بمجلة "برج المراقبة" ومجلة "استيقظوا" وغيرها من المجلات.
معركة هرمجدون:
وكما ورد فى موسوعة ال "ويكيبيديا" أن "هارمجيدون" كلمة عبرية ذكرت فى العهد الجديد، فى سفر الرؤيا و تعنى "جبل أو هضبة مجدو" أما اصطلاحا فتعنى المعركة الفاصلة بين الخير والشر التى ستدور رحاها فى المستقبل وتكون على إثرها نهاية العالم، وتقع هضبة "مجيدو" فى منطقة فلسطين على بُعد 90 كم شمال القدس و30 كم جنوب غرب مدينة حيفا، وكانت مسرحاً لحروب ضارية فى الماضى، كما تعتبر موقعاً أثرياً هاماً أيضاً.
وهى عقيدة مسيحية و يهودية مشتركة، تؤمن بمجئ يوم يحدث فيه صدام بين قوى الخير والشر، وسوف تقوم تلك المعركة فى أرض فلسطين فى منطقة مجدو أو وادى مجدو.
مؤسسو بدعة "شهود يهوه":
الجدير بالذكر أن سجل هؤلاء الذين أشرفوا على تأسيس هذه البدعة حافل وملئ بالمُغالطات والتناقضات والتنبؤات الكاذبة من خلال تحديد أكثر من موعد لمجئ المسيح، والمحاولات الفاشلة للخروج من كل أزمة يتعرضون لها هذا بالإضافة الفضائح المُخزية عند التعرض لنشاطاتهم ولحياتهم الخاصة، والتى لا تتناسب مع مبادئ أى ديانات أو مُعتقدات سماوية، فمن خلال عرض سيرتهم ونشاطاتهم يتضح التفاصيل الكاملة لنشأة "شهود يهوه"، وما تضمنته من تطورات على يد كل منهم، ومعتقداتهم المُضللة وأهدافهم الصهيونية
إن فكرة شهود يهوه لم تنته بموت مؤسسها "تشارلز تاز راسل" عام 1916، ولكن أصبحت رسالة يتسلمها واحد تلو الآخر، لأنها بمثابة منظومة لابد وأن تستمر وأن تحقق أهدافها، فبعد وفاة راسل واصل القاضى " جوزيف روزفورد "، ثم خلفه فى منصب الرئاسة "ناثان هومركنور" ...
أولاً: تشارلز تاز راسل:
ولد "تشارلز راسل" عام 1852 فى بلدة بتسبرج- ولاية بنسلفانيا، من أبوين ايرلنديين أعضاء فى الكنيسة البروتستانتية وانتسب تشارلز إلى إحدى الجمعيات المسيحية التى تعتنى بالشباب آنذاك "جمعية الشبان المسيحية"، واستسلم إلى نشاط كبير فى صفوفها وكان عمره آنذاك ستة عشر عاماً.
وذات مرة حضر اجتماعاً لجماعة تطلق على نفسها اسم (الأدفنتيست أى السبتيين) وهى بدعة تقدس يوم السبت، والامتناع عن بعض الأطعمة، وأن كسر مثل هذه الفرائض تستوجب دينونة الله، ومؤسس هذه البدعة هو "وليم هيلر" (1782- 1849)، استمع راسل يومها بانتباه إلى عظة كان يلقيها القس "جوناس واندل".. ذلك الواعظ الشهير المُبتدع، والذى كان يدس سموم تعاليم بدعته، والتى حدّدت مرتين عملية مجئ المسيح الثانى .. مرة فى عام 1843، ولكن لما مر ذلك العام، ولم يأت المسيح، مُنيت حركته بخيبة مريرة، إلا أنها سرعان ما انتصبت من جديد، تحت اسم (المجيئين)، وحددت عام 1890 تاريخاً جديداً لمجئ المسيح ولكنها فشلت أيضاً، مما جعل لدى "راسل" حالة من الحيرة والتخبط، وظن أنه عثر على دعوته الإلهية، وأن الواجب يدعوه إلى ترك تجارته، والانصراف إلى مطالعة الكتاب المُقدس، فأضحى شغله الشاغل... ابتدأ من ذلك اليوم يحرر الناس من أوهام ومخاوف جهنم النار وكشف القناع عن اختلاسات وتضليلات الديانات القائمة.
ترك "راسل" المجيئين عام 1872 فوجه دعوة إلى أصدقائه، وابتدأ يقيم نظاماً دينياً جديداً خاصاً به، مبنياً على تفسيرات للكتاب المُقدس بحسب استحسانه الشخصى، فاجتمعوا فى مدينة بتسبرج، وانكبوا على دراسة شاملة للنبوات التى تتكلم عن مجئ الرب الثانى فاتفقوا على إقامة "ملكوت الله على الأرض"، وبعد الدرس الموسع، حددوا عام 1874 تاريخاً أكيداً لمجئ المسيح...
ولكى يغطى "راسل" فشله الذى أصابه من جراء تعيينه موعداً لمجئ الرب زعم أن المسيح قد جاء فعلاً عام 1876، وإنما بصورة سرية غير منظورة، ولكن محاولاته لم تنجح، لأنها اصطدمت بالحقائق الموجودة فى الكتاب المقدس .
أصدر "راسل" منشوراً عام 1880، حدد فيه نهاية هذا العالم وذلك عام 1914 لكن للأسف الشديد، هذا التاريخ صار فخاً لكثيرين، بسبب اندلاع الحرب العالمية الأولى، فانجذبوا إلى تصديق زعمه الباطل، فحدث اضطراب لديهم، مما حملهم على تصفية أعمالهم والتصرف بثرواتهم، بحيث لم يبقوا معهم من المال إلا ما ظنوه كافياً إلى الوقت المُحدد، وما إن افتضح أمره حتى اضطر لأن يفسر كذبه بشئ آخر... وبديهى أن يحصد خيبة مؤلمة كهذه.
أطلق "راسل" فى بادئ الأمر على أتباعه اسم "فجر الحُكم الألفى" ثم "تلامذة التوراة" ثم "برج المراقبة" ثم "حركة راسل"، وأما اليوم فيطلقون على أنفسهم اسم "شهود يهوه".
نشر "راسل" وأعوانه نظامهم الدينى نشراً مُدوياً ناجحاً، فأسسوا فى عام 1879 مجلة "برج المراقبة" وفى عام 1881 أسس "راسل" (جمعية برج المراقبة) المُعدة بترويج مطبوعاته.
دعاه أتباعه ب "القس" منذ ارتداده إلى الفكرة الدينية، وأغدقوا عليه الألقاب الأكثر فخراً ك "مُصلح القرن العشرين" أو "المُعلم الأعظم بعد الرسول بولس"... الخ
وأقام "راسل" فريقاً للمحاضرات الكتابية مؤلفاً من سبعين عضواً، شغلهم الشاغل هو أن يجوبوا العالم كحجاج لنشر أفكاره وتوزيع مؤلفاته، كما أنه أضاف إليه مكتباً مُساعداً يضم (700) عضو، يشدون أزر الحجاج السبعين.
ألّف راسل (50000) صفحة، فى مواضيع كتابية مختلفة، وألقى أكثر من (30000) عظة، وقام بجولات واسعة فى جميع أنحاء المعمورة، يعلن مبادئه ويحث مستمعيه على اعتناقها.
ثانياً: جوزيف فرنكلين روزفورد:
ولد "جوزيف روزفورد" فى ولاية "ميسّورى" الأمريكية فى 8 تشرين الثانى/نوفمبر 1869، فوقع فى أشراك "راسل" وتتلمذ على يده، وكان له مُعاوناً جباراً فى كل مضمار، فأضحى خليفته الأول، ووكيلاً له فى تحرير أوراق الدعاوى فى المُخاصمات المتعددة التى نشبت فى أيامه بسبب تصرفاته الشاذة، ثم اشتغل ككاتب فى المحكمة المدنية.
وكان ل "روزفورد" دوراً كبيراً مع راسل فى توطيد حركة "تلامذة التوراة" لمدة عشر سنوات، وفى عام 1917 انتخب بالإجماع خلفاً لراسل فى رئاسة الحركة، انصرف فى همّة حازمة واندفاع كبير يدبر شئون البدعة الجديدة وينظمها ويثبت لها الدعاوى فى القارة الأمريكية وخارجها بسيل من النشرات والكتب والخطب، وفى جميعها لا ينفك يضرب على سندان واحد ألا وهو .. "كل سلطة دينية أو زمنية هى من صنع إبليس...
أصدر "روزفورد" عام 1918 مجلة جديدة اسمها "العهد الذهبى"، وفى عام 1921 نشر تعليماته بشأن التنظيم ليقوى مركزية الحركة فى بروكلين، وفى عام 1931 أهمل أتباعه اسم "تلامذة التوراة" الذى وهبهم إياه "راسل" واتخذوا لهم اسماً جديداً ألا وهو "شهود يهوه".
فى عام 1938 أعلن "إحياء نظام الحُكم الإلهى" الذى توج تنظيم مركزية الحركة وأخضع جميع نشاطاتها لإدارة "بروكلين"، حيث يوجد ما يُسمى "ببرج المراقبة" أى الإدارة الرسمية بحُكم "يهوه" الأرضى.
فاق "روزفورد" كثيراً "راسل" بالتأليف، فكتب (18) كتاباً يتسع كل واحد منه 350 صفحة و32 نشرة، تضم كل واحدة منها 64 صفحة، سجل على اسطوانات خطبه الشهيرة التى تحمل جميعها غضبته ونقمته الجامحة على الكنائس والديانات الأخرى والسلطات...
لم يختلف عن سابقه "راسل" فى تنبؤاته الكاذبة، فقد تنبأ القاضى "روزفورد" بأن مجئ المسيح سيتم سنة 1914 وبما أنه لم يأت، عين موعداً آخر سنة 1916 و 1918 و 1920، ولكن هذه السنوات سجلت على "شهود يهوه" هزائم مُتكررة فى ميدان التنبؤ، ولكى يبرّروا فشلهم هذا، ادّعى "روزفورد" أنه دارت فى السماء معركة هائلة سنة 1914، كان من عواقبها تدهور إبليس وملائكته على الأرض، ونزول المسيح واستيلاؤه على العرش، وفى سنة 1918 حسب زعم "روزفورد"، دخل يسوع هيكل الله باحتفال مُهيب... ولكى يغطى فشله بل نفاقه، ادعى بأن كل هذه النبوات قد تحققت ولكن بطريقة غير منظورة وسرّية.
لم تكن حياة روزفورد الشخصية أفضل من حياة مُعلمه القس راسل، ففى عام 1918 ألقى القبض عليه وسيق إلى القضاء لبثه روح التمرد والخيانة فى صفوف القوات المسلحة الأمريكية، وحُكم عليه بالسجن مدة عشرين سنة، إلا أنه لحُسن حظه، أطلق سراحه فى عفو عام على إثر الحرب العالمية وإعلان النصر لأمريكا والحلفاء، ومات روزفورد عن عمر يناهز (72 سنة) فى بيت ساريم- قصر الآباء- فى سانت ياجو- كاليفورنيا.
ثالثاً: ناثان هومركنور:
خلف "ناثان هومركنور" القاضى "روزفورد" فى منصب الرئاسة العُليا للحركة عام 1923 وكان عُمره آنذاك 37 سنة، فأخلص للبدعة كل الإخلاص.
شغله الشاغل كان نشر مؤلفاته سلفه "روزفورد" بكل الوسائل المُمكنة، من عقد المؤتمرات، وتسجيل الاسطوانات الفونوغرافية وقتئذ، والمطبوعات على أنواعها وتوزيعها بلا حساب، ورغم كسله فى الكتابة، أصدر عام 1960 ترجمته الخاصة للكتاب المقدس من حيث جعلها موافقة لروح الحركة (ترجمة العالم الجديد The new world Bible) بهذه الترجمة وضعت نقطة سوداء على تاريخ ترجمات الكتاب المقدس، إذ أن تاريخ الكنيسة ملئ بأخبار الترجمات والمُترجمين من كل الطوائف وفى كل العصور وجميعها كانت أمينة للنص الأصلى، ما خلا بعض الأخطاء فى النسخ، أو حتى فى النصوص وكان ذلك سهواً، ما عدا هذه الترجمة المليئة بالتناقضات والأخطاء اللاهوتية، وكل ذلك كان مُتعمداً من "ناثان كنور" كى تتوافق نصوص ترجمته مع تعاليم ومبادئ شهود يهوه.
إبان الحرب العالمية الثانية، أنشأ "كنور" فى بروكلين أول مدرسة كتابية للشهود تحت اسم "جلعاد"، ففى تلك المدرسة يتخرج منذ عام 1943 الدعاة النشيطون وقادة الحركة، واللقب الذى يحمله المتخرجون هو (جلعادى).
طوّر "كنور" "جمعية برج المراقبة" حتى أصبحت 7 طوابق، وضم إليها عام 1949 مبنى إضافى مؤلف من 8 طوابق، يصنع فيها كل ما هو ضرورى للطباعة والنشر.
شيد كنور عام 1956 بناء ضخماً مؤلفاً من 12 طابقاً مُخصّصاً لطبع مجلة "برج المراقبة" ومجلة "استيقظوا" اللتين كانتا تصدران مرتين فى الشهر ويطبع منها 10 ملايين نسخة آنذاك.
إن "كنور" كأسلافه داعية عظيم الشأن، لا يكل ولا يتعب، دائب الغيرة على بدعته، فقد زار عام 1951 عواصم أوروبا الغربية، ورأس فى باريس مؤتمر لشهود يهوه انعقد بين 9 و 12 أغسطس من العام نفسه، فصفق له ما يزيد عن 8000 شخص من الحاضرين لما هاجم بعنف كنيسة المسيح.
وترأس "كنور" عام 1956 فى باريس أيضاً مؤتمراً ثانياً للشهود بلغ عددهم يومئذ 16000 (12000 من الفرنسيين و 4000 من باقى الدول الأوروبية).
أصبحت حركة "شهود يهوه" بفضل "كنور"، مؤسسة كبيرة وقوية، ذات موارد ضخمة، ومُجهزة بمطبعة جبارة ومكتب دعاية ... فلا عجب تحت تأثير كل هذا أن يرتفع عدد الشهود إلى الملايين فى العالم ولاسيما فى لبنان حيث فيه الآن عدد لا بأس به منهم، متحمّسين مندفعين يشنون الآن حملة ضارية على جميع الأديان والكنائس وعلى الدولة...
رابعاً: فردريك. و. فرانز:
تولى هذا المُبتدع رئاسة الطائفة بعد سابقه "ناثان هومر كنور"، وتولى الحركة والإدارة وتوزيع الكتب والمنشورات والمجلات بعده، وقد استلم الإدارة وهى فى أوج عظمتها وشهرتها، ولكن فى عهده نقص عدد أعضاء الجماعة حتى إنه فى حوالى عشر سنوات ترك عضوية الجماعة حوالى ربع مليون عضو.
البدعة فى مصر:
أما فى مصر فالذى أسس فرع الجمعية فيها جرسون يونانى اسمه "بنايوتى قسطنطين أسبيروبولو" الذى كان يعمل جرسوناً بأحد المطاعم، وقد التقى به "روثر فورد" وأمده بالمال والنشرات والكتب، وقد اتخذوا مركزهم الرئيسى فى القاهرة، ولكى يضفوا على الجمعية سمة مصرية عينوا لها رئيساً مصرياً اسمه "أنيس فايق" والذى كان يعمل موظف بسيط ببنك "الكريدى ليونيه"، وتم اغراؤه بمرتب كبير عام 1955، كما افتتحوا مراكز أخرى فى أماكن مختلفة بالجمهورية، ثم صدر قرار وزير الشئون الاجتماعية التنفيذى بحل هذه الجمعية، وتحريم نشاطهم لما وضح من مناهضتهم لتعاليم الأديان ونظام الدولة.
ولكنهم مع ذلك أصروا على نشر أفكارهم فرفع "بنايوتى أسبيروبولو" بعض القضايا باسمه دفاعاً عن آرائه، لكنه خسرها جميعاً، وقد كان للقمص إبراهيم جبره فى ذلك الوقت باعاً طويلاً فى مقاومة هذه البدعة أمام القضاء وعلى صفحات المجلات ونشر الكتب التى تبصر الشعب بحقيقتهم.
ولم يكتف "بنايوتى" بتعيين أنيس فايق رئيساً للجمعية وافتتحوا فرعاً آخر فى وسط القاهرة، وضموا لعضويتهم عدداً من المصريين واليونانيين، كان بينهم "ديمترى أنزيمس" و "باسيلى سبيروبولو" و "نجيب جرجس" مدرس الرياضيات.
بعد ذلك نقلوا نشاطهم فى محافظات الاسكندرية، وضموا إليه عدداً من الأعضاء، وفرع فى طنطا ورئيسه "فاهى أسباتيان"، وفى المنيا والسويس وأسيوط، وهكذا انتشروا فى كل أنحاء الجمهورية وتغلغلوا فى المُدن والقرى يبحثون عن مؤمنين جدد، ثم انتشروا فى معظم الجامعات وتجمعات العمل السياحى فى مصر.
ولأن جمعية شهود يهوه غير قانونية وغير مُشهرة لذلك صدر القرار الوزارى رقم 155 بتاريخ 2 يونيه 1960 من وزارة الشئون الاجتماعية بحل جمعية "برج المراقبة للكتاب المُقدس" والكراريس "شهود يهوه".
منهج العمل:
يُسمى العمل عند "شهود يهوه" ب "عمل الشهادة" ، وهو يتم فى أكثر من 200 دولة،‏ وتساهم أمور كثيرة فى توجيه هذا العمل، حيث يأتى التوجيه عموماً من الهيئة الحاكمة فى المركز الرئيسى العالمى فى بروكلين- نيويورك، والهيئة الحاكمة ترسل كل سنة مُمثلين إلى أقاليم مختلفة حول العالم للتشاور مع ممثلى الفروع فى هذه الاقاليم.
ويوجد لجان للفروع مؤلفة من نحو ثلاثة إلى سبعة أعضاء ليراقبوا إنجاز العمل فى البُلدان التى تحت إشرافهم، ولدى بعض الفروع تسهيلات للطباعة،‏ ولدى أخرى مطابع ذات سرعة عالية.
تصل تقارير هذا النشاط فى النهاية إلى المركز الرئيسى العالمى،‏ حيث تجمع المعلومات فى الكتاب السنوى وتنشر، ويصدر أيضا كل سنة جدول فى عدد 1 يناير من مجلة برج المراقبة، تقدم هاتان المطبوعتان تقارير مُفصلة عما يُنجز كل عام فى عمل الشهادة .
عقائد ومبادئ شهود يهوه:
- انكار لاهوت المسيح
- انكار عقيدة الثالوث الأقدس
- نفى قيامة المسيح بالجسد
- وجود فرصة للتوبة بعد الموت
- الأشرار لن يتعذبوا
- الدين من عمل الشيطان
- الزواج بعد القيامة
- الملائكة تتزوج من بنى البشر
- موت المسيح هو أبدى نهائى
- المسيح هو الملاك ميخائيل
- انكار وجود جهنم
- نفى قيامة الأموات بالجسد
- إن كل الحكومات والرؤساء يديرها الشيطان
- المختارون للحياة الأبدية لا يتجاوز عددهم 144ألف شخص، وهذا العدد يتعلق بحرب هارمجدّون حيث تقوم هذه الحرب، ويفنى فيها مليارات من البشر ، و يبقى من الشهوديين و جماعتهم 144ألف شخص فقط
السيد المسيح هو الملاك ميخائيل:
يقول شهود يهوه إن السيد المسيح هو الملاك ميخائيل؟.... وهذا يتنافى تماماً مع نصوص وآيات الكتاب المُقدس، لقد تم ذكر الملاك ميخائيل لأكثر من مرة فى أسفار الكتاب المُقدس، إلا إنه فى كل مرة ذكر فيها الملاك ميخائيل، لم يوصف قط بأوصاف عدم المحدودية فى الوجود والقدرة والعلم وغير ذلك، وأن كل الكتاب يشهد للمسيح وعنه وليس عن الملاك ميخائيل.
ولشهود يهوه تأويلات خاصة لنصوص معينة من الأناجيل والتوراة ومن خلالها تعاهدوا على التالى:
- عدم الإيمان بالوصايا العشرة
- عدم طاعة أى رئيس دنيوى
- أن لا يقفوا تحت أى علم أو راية
- عدم الوقوف عند عزف أى نشيد وطنى
- رفض أداء الخدمة الإلزامية فى أى جيش
- عدم التبرع بدمائهم تحت أى ظرف ولا يقبلون أى دماء من الآخرين حتى و لو أدى بهم ذلك إلى الوفاة.
طرائف "شهود يهوه":
من الطرائف العجيبة ل "شهود يهوه" أن أتباعهم لا يدرسون مهنة الطب، على أساس أنه فى ملكوتهم الموعود لن يكون هناك مرض، ولكن يدرسون مهنة الهندسة على أساس أن هناك فرص عمل كثيرة فى انتظارهم فى ذلك الملكوت، والذى بحسب زعمهم سيكون على هذه الأرض بالذات.
إن "شهود يهوه" متعلّقون بل متشبثون بهذه الأرض بالذات وبشكل جنونى، لذلك يحرّضون أتباعهم على دراسة الهندسة فى كل المجالات، لكى يستطيعوا إعادة بناءها فى المستقبل بعد أن يرثوها... استناداً للآية التى تقول [لأننا نعلم أنه إن نقض بيت خيمتنا الأرضى فلنا فى السموات بناء من الله بيت غير مصنوع بيد أبدى...] (2كورنثوس 5: 1).
المصادر:
- كتاب شهود يهوه أعداء الوطن والدين – للقمص بولس عطية باسيليوس – القاهرة
- كتاب شهود يهوه ذئاب خاطفة – عطا ميخائيل – لبنان
- كتب شهود يهوه
- مجلة الشرق الأوسط "جريدة العرب"


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.