كثير من الرجال يحتفظون بصور زوجاتهم في اماكن متعددة خاصة بهم، رغبة او رهبة او خشية او اجبارا، ولعله الحب لا ندري... فالبعض يحتفظ بصورة زوجته على مكتبه ليس في البيت فقط وانما في العمل ايضا، والبعض الاخر يحتفظ بها في محفظته، وبالكويتي في «بوكه»، وآخرون يحتفظون بها عبر الوسائل الحديثة.. بل أجمع معظمهم على ان صورة الزوجة موجودة قرب السرير في غرفة النوم، والسبب كما قال لي احدهم انه مرغم على ذلك رغم انفه وانف اهله وفقا لعادات وتقاليد بالية تذكره على الدوام، كما يقول، بحسرته وضياع شبابه وسوء حظه كلما وطئت قدماه ارض غرفته. استطلاعنا التالي يحمل آراء متعددة تخللتها الفكاهة وخفة ظل كثير ممن قابلناهم.. وهدفنا بالتأكيد ليس ان نعرف فقط مكان صورة الزوجة عند الزوج بل لاستدراجه في معرفة مكانها الحقيقي في حياته. حافظ الاسود التقيته بمفرده وسألته اين يضع صورة زوجته عادة؟ فاعترف لي ان صورة زوجته دائما في وجهه، واينما تلفت يمينا ويسارا وجدها، فهي في غرفة نومه وفي محفظته وعلى مكتبه في العمل، بل امامه حتى على تابلو السيارة. والمكان الوحيد الذي تبعد عنه صورتها تماما هو قلبه، رغم محاولاتها العديدة الفاشلة لترسيخ ملامح تلك الصورة فيه... فهو لا يرى زوجته جميلة سوى في الصور فقط، لانها فيها خرساء لا تتكلم، وزوجته كما سماها «ام قويقة» كثيرة الثرثرة والكلام وكثيرة الشكوى. ثم رأني مسترسلة في الكتابة بابتسامة فتوقف عن الكلام قائلا: هذا للنشر؟ فأجبته: بالتأكيد والا لماذا اقف معك واسجل؟ فغير الشريط قائلا: ان صورة زوجتي «تعشعش» في قلبي ويثير وجهها الجميل ذكريات الماضي الجميل (على اساس انه غير الشريط). في القلب مشاري التركي التقيته بصحبة زوجته فقال انه لا يحب حمل صورة زوجته لان صورتها في القلب محفورة وفي العقل راسخة ومذكورة. واعتبر التركي ان اغلب الرجال لا يحملون صور زوجاتهم ويحتفظون بها في البيت. اما محمد عبده فوافق التركي على انه يحفظ صورة زوجته في قلبه ولكن الاغلبية يحفظونها في المحفظة. على شاشة الكمبيوتر ومازلنا نسأل: أين يحتفظ الرجل بصورة الزوجة؟ ويجيب نجيب ابوشقرا انها تحفظ على شاشة الكمبيوتر وكذلك اجاب احمد دحيوس ان صورة الزوجة اليوم تحفظ فقد عبر «ألبوم» الصور، اما المحفظة فمن اجل اي امر طارئ كالمعاملة الرسمية الخاصة بها او بالاسرة. ليأخذ راحته في «بهدلتها» ايعقل ان حمل الصورة صار له حيل وألاعيب من الرجال!! لقد كشف لي عن ذلك رائد العثمان قائلا: اتصدقين انه يوجد رجل عاقل يضع صورة زوجته في جيبه وعلى موبايله حبا بها، وهذه الصورة تذكره بخيبته الثقيلة وطول لسان صاحبتها وكثرة شجارها. وتساءلت مستغربة: اذن لماذا؟ أجاب: لينتقم وينال منها ويأخذ راحته في «تسفيلها» و«بهدلتها» من دون ان تنطق بكلمة واحدة في وجهه حتى يكون رجلا ولو لمرة. كذلك هناك رجال يوهمون زوجاتهم بانهن شغلهم الشاغل الى درجة انهم يضعون صورتها في بوكسهم او على موبايلهم ليعتقدن انهن يحبونهن بينما قد لا يطيقون الارض التي يمشين عليها. نفاق.. وخوف لان بعض الرجال هم كالخواتم في ايادي نسائهم.. فهل هؤلاء يحملون الصورة خوفا او نفاقا او رعبا؟ ياسر ناجي يرى ان الرجل الذي يخاف زوجته يحاول ارضاءها بشتى الطرق لتحل عنه، فيحمل صورتها ويضعها في كل مكان ليشبع غرورها امام قريناتها من النساء. هذا ظلم ويستنفر عبدالسلام عبدالجواد الشوال معتبرا انه من الظلم والتعسف بحق الرجل ان يحمل صورة زوجته، معه قائلا: الا يكفي انه يراها على مدار العام، خصوصا في العطل الرسمية التي يتمنى ان يرتاح بها وينام ليحملها في جيبه او يضعها على مكتبه او في اجهزته الخاصة. ان في ذلك قمعا لحرية الرجل وضغطا وارهابا مستمرا على نفسيته. فالرحمة بالرجل (وحبذا لو امتنعت عن اثارة مثل هذا الموضوع)... (ولا تعليق). على سريره من التقاليد الاجتماعية ان توضع صورة الزوجين قرب السرير في غرفة النوم. حول ذلك اكد لنا ابراهيم العلي ان صورة الزوجة لا يحملها اي رجل عاقل الى اي مكان لان صورتها فوق رأسه طوال الليل كافيا، ثم يستنكر: هل من المعقول بعد وضعها فوق رأسه ان يحملها الى اي مكان. لماذا؟ هل هي ديانا سبنسر ام ملكة جمال العالم؟ الا اذا اراد ان «يفتك منها» ويلبسها تهمة او لتحميه تلك الصورة من الشك والريبة فيه. على شاشة الموبايل ويونس خالد اكد ان صورة زوجته موجودة دائما.. على موبايله فكلما سمع رنينه رأى صورتها الجميلة.. وعن باقي الرجال يقول: كثير من الرجال يحملون صور زوجاتهم في محفظتهم الخاصة، وذلك لان الزوجة كلما ارادت ان تفتح محفظة زوجها وهو نائم لترى ما بحوزته تجد صورتها فتتيقن من انه يحبها وتتوقف عن البحث من ورائه او لعلها ترأف بحاله ولا تسحب كل ما في المحفظة من مال. وكذلك اكد ريان برجاس ان صورة الزوجة غالبا ما تكون على شاشة الموبايل. اسكندر غنوم عريس جديد يحتفظ بصورة زوجته في مخيلته وعقله وقلبه (وان شاء الله دائما يا غنوم).