ارتفاع سعر الذهب اليوم في الأسواق    حركة القطارات| 45 دقيقة تأخير بين قليوب والزقازيق والمنصورة.. الجمعة 17 مايو 2024    الدولار يواصل السقوط ويتجه لتسجيل انخفاض أسبوعي وسط مؤشرات على تباطؤ في أمريكا    إيقاف رئيس حرم جامعي بكاليفورنيا لتضامنه مع طلاب متضامنين مع الفلسطينيين    حدث ليلا.. أمريكا تتخلى عن إسرائيل وتل أبيب في رعب بسبب مصر وولايات أمريكية مٌعرضة للغرق.. عاجل    شقيق ضحية عصام صاصا:"عايز حق أخويا"    غدا.. بدء امتحانات الفصل الدراسي الثاني للشهادة الإعدادية في البحر الأحمر    استئناف الرحلات والأنشطة البحرية والغطس في الغردقة بعد تحسن الأحوال الجوية    «الأرصاد» تكشف طقس الأيام المقبلة.. موجة حارة وارتفاع درجات الحرارة    الإثنين.. المركز القومي للسينما يقيم فعاليات نادي سينما المرأة    باسم سمرة يروج لفيلمه الجديد «اللعب مع العيال»: «انتظروني في عيد الاضحى»    دعاء تسهيل الامتحان.. «اللهم أجعل الصعب سهلا وافتح علينا فتوح العارفين»    فضل قراءة سورة الكهف يوم الجمعة.. نور بين الجمعتين    يوسف زيدان: «تكوين» امتداد لمسيرة الطهطاوي ومحفوظ في مواجهة «حراس التناحة»    موعد مباراة ضمك والفيحاء في الدوري السعودي    عاجل - حالة الطقس اليوم.. الأرصاد تعلن تفاصيل درجات الحرارة في محافظة أسيوط والصغرى تصل ل22 درجة    «قضايا اغتصاب واعتداء».. بسمة وهبة تفضح «أوبر» بالصوت والصورة (فيديو)    بسبب زيادة حوادث الطرق.. الأبرياء يدفعون ثمن جرائم جنون السرعة    بسبب عدم انتظام الدوري| «خناقة» الأندية المصرية على البطولات الإفريقية !    وقوع زلازل عنيفة بدءا من اليوم: تستمر حتى 23 مايو    الاستخبارات العسكرية الروسية: الناتو قدم لأوكرانيا 800 دبابة وأكثر من 30 ألف مسيرة    وزير الدفاع الأمريكي يؤكد ضرورة حماية المدنيين قبل أي عملية عسكرية في رفح الفلسطينية    سعر الفراخ البيضاء.. أسعار الدواجن والبيض في الشرقية الجمعة 17 مايو 2024    شريف الشوباشي: أرفض الدولة الدينية والخلافة الإسلامية    لبلبة: عادل إمام أحلى إنسان في حياتي (فيديو)    النمسا تتوعد بمكافحة الفساد ومنع إساءة استخدام تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي    بركات: الأهلي أفضل فنيا من الترجي.. والخطيب أسطورة    أضرار السكريات،على الأطفال    هل يشارك لاعب الزمالك في نهائي الكونفدرالية بعد وفاة والده؟    ملف يلا كورة.. موقف شيكابالا من النهائي.. رسائل الأهلي.. وشكاوى ضد الحكام    شبانة يهاجم اتحاد الكرة: «بيستغفلنا وعايز يدي الدوري ل بيراميدز»    الذكاء الاصطناعى.. ثورة تكنولوجية في أيدى المجرمين الجدد    مواقيت الصلاة اليوم الجمعة 17 مايو 2024    من أجل بطاقة السوبر.. ماذا يحتاج برشلونة لضمان وصافة الدوري الإسباني؟    يوسف زيدان يهاجم داعية يروج لزواج القاصرات باسم الدين: «عايزنها ظلمة»    تحرك جديد.. سعر الحديد والأسمنت اليوم الجمعة 17 مايو 2024 بالمصانع والأسواق    برج الجدى.. حظك اليوم الجمعة 17 مايو: "جوائز بانتظارك"    أحمد السقا يكشف عن مفاجأة لأول مرة: "عندي أخت بالتبني اسمها ندى"    «واجبنا تجاه المنافع المشتركة والأماكن والمرافق العامة» .. موضوع خطبة اليوم الجمعة    بعد اختفائه 12 يومًا.. العثور على جثة الطفل أدهم في بالوعة صرف بالإسكندرية    " بكري ": كل ما يتردد حول إبراهيم العرجاني شائعات ليس لها أساس من الصحة    فصائل عراقية تعلن استهدف موقع إسرائيلي حيوي في إيلات بواسطة الطيران المسير    محافظ الغربية: تقديم الخدمات الطبية اللائقة للمرضى في مستشفيات المحافظة    تركيب المستوى الأول من وعاء الاحتواء الداخلي بمفاعل محطة الضبعة النووية    الدراسة بجامعة القاهرة والشهادة من هامبورج.. تفاصيل ماجستير القانون والاقتصاد بالمنطقة العربية    براتب 1140 يورو.. رابط وخطوات التقديم على وظائف اليونان لراغبي العمل بالخارج    كارثة تهدد السودان بسبب سد النهضة.. تفاصيل    شروط الحصول على المعاش المبكر للمتقاعدين 2024    المظهر العصري والأناقة.. هل جرَّبت سيارة hyundai elantra 2024 1.6L Smart Plus؟    ترقب المسلمين لإجازة عيد الأضحى وموسم الحج لعام 2024    عاجل - واشنطن: مقترح القمة العربية قد يضر بجهود هزيمة حماس    لا عملتها ولا بحبها.. يوسف زيدان يعلق على "مناظرة بحيري ورشدي"    كلمت طليقى من وراء زوجي.. هل علي ذنب؟ أمين الفتوى يجيب    طارق مصطفى: استغللنا المساحات للاستفادة من غيابات المصري في الدفاع    براميل متفجرة.. صحفية فلسطينية تكشف جرائم إسرائيل في غزة    طريقة عمل بيكاتا بالشامبينيون: وصفة شهية لوجبة لذيذة    للحفاظ على مينا الأسنان.. تجنب تناول هذه الفواكه والعصائر    تنظم مستويات السكر وتدعم صحة العظام.. أبرز فوائد بذور البطيخ وطريقة تحميصها    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



من الحياة..صوت رجل .. في غرفة النوم!!
نشر في المسائية يوم 16 - 01 - 2011


من الحياة
صوت رجل .. في غرفة النوم!!
يكتبها: سيد الهادي
..الشرف والطهارة.. والنقاء.. مترادفات لمعني لايتبدل ولايتغير.. لجوهر ثمين لايقبل المس او اللمس.. ويخدشه الهمس.. ومن أ كبر الأخطاء.. أن نظن أن صون الجسد فقط.. وحمايته من الدنس، والوقوع في وحل الخطيئة.. دليل العفاف والطهر.. فالشرف جوهر لايتجزأ .. وسقوط المرأة.. يبدأ من اللحظة التي تسمح فيها لرجل غريب ان يتجرأ ويسمعها كلمات الغزل.. وتسكت..
.والحقيقة..ان من تسمح لنفسها .. بالسقوط.. بمعسول الحديث ..والسكوت.. إنما تقدم لنفسها ورقة الطلاق..قبل ان يخطر مثل هذا الخاطر علي بال زوجها ..وكثير من حالات الطلاق .. بدأت منذ ان سمحت الزوجة لنفسها أن تفكر في غير زوجها.. وتبدأالمقارنات ..وتتناسي العشرة.. والذكريات..وأيضا الأولاد..وتغرق في عالم الأحلام الذي يصور لها الجنة الموعودة،بدلا من الجحيم الذي تظن أنها تعيشه في ظل زوج لايحس بها ،ولا يقدم لها ما يقدمه من تستمع اليه من كلمات غزل ..ومحاولات تحرش..وقلة أدب..
..أعرف كثيرا من الزوجات أنتهت حياتهن الزوجية بالطلاق..والفضيحة بعد إكتشف الأزواج خيانتهن .. وتأكد لهم ان الطهارة عندهن ليس لها معني بعد ان سمحن لأنفسهن ان يدخل صوت غريب غرف نومهن .. لايجد الزوج أمامه سبيل.. خاصة إذا كان يحترم نفسه ويتمسك بالأخلاق والشرف..الا أن يطلق زوجته ..وسعيدة الحظ من يكون الزوج كريما فلا يفضحها.. ويسرحها سراحا جميلا.... ولعل صاحبة الحكاية التي اقصي عليكم حكايتها هذه المرة..واحدة من الزوجات التي سمحت لنفسها ان تستمع الي كلمات الغزل.. لم تسكت فقط.. ولكنها طربت للغزل وانتشت.. وتجاوبت ولكنها تقسم باغلظ الايمانات.. انها مازالت طاهرة نقية.. لم تفعل سوي الحديث فقط.. ولكن.. علي استحياء وفي لحظة صدق مع النفس تقول.. وكل ما اخشاه واحذر منه ان يجرني الكلام الي تحقيق الافعال..
.. صاحبة الحكاية في حقيقة الامر علي أعتاب الخمسين من عمرها.. وإن كانت مثل أي امرأة.. تصر إنها دون الخامسة والثلاثين.. زوجة.. وأم لولدين وبنت.. ورغم ذلك.. لا يبدو عليها السن ولا آثار تقدم العمر.. كأنها لم تعرف الزواج بعد.. جميلة ومشرقة.. لها طلة تأسر قلوب الرجال.. تحلق بهم في عالم الخيال ..كل يريدها لنفسه. في حديثها طلاقة، ورقة وعذوبة.. علي قدر كبير من المعرفة بتعاليم الدين وحدود الحلال والحرام.. وحظيت بكم لابأس به من العلم والثقافة أهلها لشغل مركز مرموق في احدي الهيئات الحكومية. ومع روايتها لأحداث حكايتها.. أصابتني بنوع من الحيرة والقلق.. علي وجهها ألمح حمرة الحياء والخجل.. وفي حديثها صراحة تصل الي حد البجاحة احيانا.. نوع من الحياء لايتفق ابدأ مع الكلام الذي تنطق به.. ومن بين كلمات حديثها.. لمحت اكواما من الحطب تجمعها.. وتوقد فيها النار.. وعندما أرادت ان تخمدها عجزت.. وتملكها الذعر.. وخشيت أن تطولها النار وتحترق.
.. ولكن.. الذي لم تدركه صاحبة الحكاية.. انها فعلا سقطت.. وإن كان ثوبها فقط هو الذي احترق.. حتي الآن!!. وليس عندي سبب واحد.. يمكن ان استند اليه او أسوقه عذرا يجعل المرأة الحرة الشريفة.. تتنازل عن كرامتها من أجل ان تثبت لنفسها انها مازالت امرأة.. أو تروي ظمأ نفسها من معسول كلمات الحب .. حتي لو قدر لها ان تحرم من سماعها.. من زوجها.. وإن كانت هذه خطيئة كبيرة للازواج في حق زوجاتهم.
. في البداية.. جمعتني بها الظروف.. وعلي استحياء لا اعرف ان كانت تتصنعه او انه صفة اصيلة عندها.. خدشت أذني وحيائي بحديثها.. بكلمات أخرجتها من بين شفتيها برصانة.. جعلتني ألمس ذلك الخيط الرقيق.. الذي هو أدق من أن تراه العيون.. بين التعقل والجنون.. تدعي انها مظلومة.. وأن زوجها يدفعها للخيانة.. دائم الشك والغيرة.. لا حديث له معها الا الطعن في طهرها وبراءتها.. كلماته جعلت لكل معاني الاخلاص والوفاء والصدق مفاهيم اخري مختلفة.. وهذا الذي ربما جعلها تبحث عن الحقيقة بعيدا عن ارض زوجها.. حتي..
.. ولكن.. لنبدأ الحكاية من البداية. والبداية.. كما تقول.. بدأت عندما كان عمرها دون العشرين.. وكانت مازالت حديثة العهد بالعمل.. فقد عملت بعد حصولها علي دبلوم التجارة الثانوية.. وانتسبت الي الجامعة لتفوقها.. ولكن لظروف خاصة اتجهت للعمل اثناء دراستها.. فوالدها رحمه الله.. كان رجلا رقيق الحال.. لايتمكن من الإنفاق علي خمسة من الاخوة هي اصغرهن.. وكلهم في مراحل التعليم الجامعية.. ولأنها الوحيدة التي تحمل مؤهلا يسمح لها بالعمل.. عملت.. وفي العمل.. التقت به.. بالرجل الذي اصبح بعد ذلك زوجها. كان في الخامسة والثلاثين يكبرها بما يزيد عن 17 سنة.. متزوج وله من زوجته ولد وبنت.. ولكنه كان كما افضي اليها يفتقد الحب في بيته.. فقد تزوج من زوجته عندما كان طالبا في الجامعة.. ابنة عمه.. أجبر علي الزواج منها لانه كان يعيش في كنف عمه الذي تولي الإنفاق عليه بعد وفاة والدة.. وردا لجميل الرجل، او ربما لانه يعيش معهم في البيت ومنعاً للفتنة.. عقد الزواج عليها.. رغم انها كانت تفتقر الي الجمال.. وكما ادعي ايضا.. الي العقل.. فهي بلهاء لاتعرف من الدنيا شيئا.. انغلقت علي نفسها واصبح البيت واولادها هم محور حياتها.. حتي اصبحت حياته معها لاتطاق.. ولانها صغيرة.. ولم يكن لها خبرة بالحب.. ولامعسول الحديث.. أو تعرف أن في الدنيا ذئابا آدمية تنصب الشراك لمثيلاتها من الساذجات عديمات الخبرة.. انساقت اليه.. وتعاطفت معه.. وعندما عرض عليها الزواج.. وجدتها فرصة.. أولا.. لانقاذها من ضنك العيش.. وثانيها حتي يكون لها عونا في العمل.. خاصة وانها كانت حتي ذلك الوقت تعمل بعقد مؤقت.. علي كف عفريت كما يقولون.. وتزوجته.. وكانت صدمتها بالزواج منه كبيرة.. كيف؟؟ هذا ماتقوله:. كان زوجي من اليوم الاول في شهر العسل.. جلادا.. قاسيا.. علمني معني البكاء والعذاب.. كل شيء بالسب والضرب.. وحتي الحب.. كان يأتيه غصبا.. وتعودت منذ ذلك الحين علي الإهانة والضرب.. وصبرت.. فلم اكن قادرة علي الرجوع الي بيت ابي.. الذي كان رافضا هذه الزيجة.. واخوتي الذين تنكروا لي بعد أن وقفت ضدهم وأصررت علي الزواج بالرجل الذي اوهمني بالحب.
.ومرت الأيام.. وجاء إبني الأول.. وبعده الثاني.. ثم البنت.. في الوقت الذي كنت حريصة علي استكمال دراستي حتي حصلت علي البكالوريوس.. كان زوجي يمنعني من الإستذ كار..كنت انتظر حتي يغفل وينام.. أتسحب من جواره واستذ كر دروسي.. وأنجح.. وانتقلت من المكان الذي اعمل فيه الي حيث أعمل الآن.. ولم يوافق الا بعد أن عرف ان مرتبي من وظيفتي الجديدة يفوق مرتبه بعد 15 عاما من تخرجه. كنت في هذه الفترة.. قد اعطيت اولادي.. كل عواطفي.. عواطف الأمومة وأغدقت عليهم الحب.. الحب الذي لم أذقه.. أو أعرفه.. كل ماكنت أدركه حتي وقتها.. حب الأمومة.. والتضحية. وفي عملي الجديد.. بعيدا عن سلطان زوجي ورقابته..تفتحت مداركي علي الدنيا.. عرفت ماينقصني من زميلاتي في العمل.. عرفت انني افتقد الحب.. وليت وجهي شطر زوجي أنشد عنده ولديه الحب.. ولكنه كان مشغولا عني بملذاته.. وأصحابه.. وللمرة الأولي أعرف ان زوجي له علاقات نسائية باخريات غيري.. كان ذلك عندما اكتشفت انه لم يكن في مهمة عمل كما ادعي وزعم انه سيسافر اليها لمدة اسبوع في بلد بعيد ..وشاءت الظروف ان تلتهب الزائدة الدورية عند إبني الكبير.. الذي شاءت ارادة الله ان يتخرج في كلية الطب ويصبح الآن طبيبا.. وكان لابد من إجراء جراحة لإستئصال الزائدة الدودية.. ولما لم اكن أعرف عنوان استراحة العمل في البلد الذي ذهب اليه.. إتصلت به في مقر عمله.. لأستفسر عن عنوانه للإتصال به ..او رقم هاتفه.. ولكن الزملاء أخبروني ان زوجي لم يذهب الي مهمة عمل ولا الي اي مكان.. وإنه كما المعتاد يجيء في الصباح ويذهب مع موعد انتهاء الدوام.. ولم أنتظر.. وافقت علي اجراء الجراحة لإبني.. وفي اليوم التالي رابطت امام العمل.. عمل زوجي.. وبعد انتهاء الدوام.. تابعته عن بعد.. رأيته يدخل بيتا من البيوت.. سألت البواب.. اخبرني أنه يسكن هنا من عدة سنوات.. وبالرشوة تمكنت من فك لسان البواب.. ليخبرني أن زوجي كثيرا مايصطحب الي هذا المكان.. نساء وفتيات.. وأنه يشك ان زوجي ربما كان يدير هذا المكان للعب القمار.. حيث دائما مايسهر معه في المساء مجموعة من الأصدقاء وانهم في نهاية السهرة يهبطون كما الأعداء.. ولايتأتي ذلك الا من لعب الميسر والقمار... لم انتظر..صعدت .. طرقت عليه الباب.. فتحت امرأة.. فوجئت بها.. كانت زميلة من زميلاتي في العمل القديم.. مرؤوسة لزوجي الآن.. أعرف أن زوجها مسافر للعمل في بلد بعيد.. فوجئت هي الأخري بي.. وجدتها تخطف بعض ملابسها وتجري هاربة خشية ان ألحق بها فضيحة.. وخرج زوجي لم يمهلني..ببجاحة.. اخذ ينهال علي ضربا.. وطردني من البيت بعد أن تأكد من عدم وجود صاحبته. لم أذهب الي بيتي.. بل توجهت الي بيت ابي.. بكيت بين يديه.. أخبرته بما لم اكن اجرؤ ان أخبره به من قبل.. قصصت عليه كل شيء.. وفتحت له قلبي.. ولكن والدي سامحه الله ورحمه وغفرله.. اعادني مرة اخري الي بيت زوجي.. أخبرني والدموع في عينيه ان العين بصيرة واليد قصيرة.. وأنه لا طاقة له علي الانفاق علي اولادي وبيت ابيهم احق بهم..عرضت ان أتولي الإنفاق فمرتبي كبير.. ولكن والدي رفض.. ونصحني أن أتمسك بحبال الصبر.. عسي ان يهدي الله زوجي ويغير حاله الي الأحسن ..وكانت النصيحة الأهم.. ان أحارب من اجل إستقرار حياتي الزوجية.
وعدت.. ووضعت نصب عيني ان أحاول إصلاحه ما استطعت.. سألت صديقاتي.. بعض أقاربه من شهدوا نشأته وعرفوا جذور حياته.. وبعض نساء أهلي.. كيف أجذب زوجي الي بيتي؟ ..ومنهم تعلمت.. تعلمت كيف أسبي عقل اي رجل.. كيف أحول بيتي الي جنة.. كيف أستقبله باشة مرحبة؟؟ كيف اتدلل عليه؟؟.. ولكنه.. وللأسف.. لم يلتفت إلي .. بل سخر مني وصد كل محاولاتي للتقرب اليه. وبدأت اضجر واتذمر.. او اجهه بما كان.. فيضربني.. ثم بدأ يتبع معي أسلوبا جعلني أكتشف أشياء ماكنت أدريها او أعرفها.. وما كانت في الاصل تخطر لي بال.. كلما رآني أصلي.. أو اتلو آيات الله من القرآن.. وهو في الأصل لايصلي ولايعرف الله.. يهزأ مني.. يتهمني بتهم نكراء.. يردد دائما إنني أتخفي وراء الصلاة والتدين ..لأظهر بمظهر البراءة والطهارة.. وإنني افعل من وراءه مه مالايعلمه الا الله.. الله الذي لايعرفه هو.. وكان هذا علي نفسي اشد واقسي من كل ألوان العذاب والضرب الذي تعودت عليه منه.. يجرحني فيما تبقي لي من كرامة وشرف.. وأصبحت هذه عادته.. ينبهني كل يوم الي إنني أخونه. ..تصمت قليلا.. قبل أن تضرب لي مثلا عن نذالة زوجها تقول : تصدق أنه كان يسألني ببجاحة عن أكثر الزملاء رجولة وفحوله في عملي.. وكلمات كثيرة يمنعي الحياء ان أسردها علي أسماعكم.. ولكن صاحبه الحكاية قصتها علي أذني.. وأشهد انها خدشت بها حيائي.. فلا أتصور أن رجلا.. أي رجل ..عنده ذرة من شهامة ونخوة ورجولة.. يمكن أن يسمح لنفسه ان يقول مثل ماكان يقوله الرجل لزوجته.. كما أخبرتني وأقسمت.. ..وتواصل حديثها.. وصبرت في ظل هذا العذاب من أجل ابنائي.. وكبر الصغار.. أحدهم دخل الطب.. والاخر الهندسة.. أما البنت فقد دخلت كلية الاداب.. مازالت هي الوحيدة التي تتعلم حتي الآن.. ومع الصبر.. تحملت مرارة الحرمان.. ولكن كانت نارة تكويني.. أشتاق مثل اي امرأة في الوجود الي كلمة غزل.. لمسة حب.. لا أجدها .. بعد أن افتقدتها من زوجي.. حتي كاد الحرمان والشوق يعصف بكل ماتبقي عندي من تماسك نفسي. . .لكن جاء اليوم الذي تغيرت فيه حياتي.. من النقيض الي النقيض ..عندما كنت أطلب رقما في التليفون.. وجاءني صوته.. دافيء عميق.. جذبتني نبراته الحنونة.. وهو يسألني عمن أكون؟؟.. وكانت المكالمة خطأ.. ولكني حفظت الرقم.. وفي المساء.. وفي غفلة من الأولاد.. عاودت الإتصال به.. رحب بي.. أخفيت عنه إنني متزوجة.. كما لم أقل له بالتالي إنني أم.. وبدأنا الحديث وتكرر.. وعشت معه قصة من قصص الحب التي تعيشها العذاري.. وكنت سعيدة فرحة.. ومرت الشهور.. أسعد بصوته.. وأشبع نهمي من كلمات الغزل والإعجاب التي حرمت منها... وكان من الطبيعي بعد أن توثقت علاقتي به.. أن أصارحه بحقيقة أمري.. أكد لي أن هذا لن يغير في الأمر شيئا.. وأنه يحبني.. وكل أمله في الحياة ان يتزوج بي.. وإن كنت قد حطمت بالحقيقة أحلامه.
تستكمل حديثها.. بعد فترة صمت لمحت فيها توهج الحب المجنون في عينيها ..وتقول:واستمرت علاقتنا من خلال الهاتف.. حتي أدمنت صوته وكلماته وهمساته.. أعادتني الي صباي.. أقصد ما حرمت منه في صغري.. لم أعش ماعاشته كل البنات من فترات المراهقة .. مرات عديدة حاولت ان أهرب من عذب حديث الحب.. فقد كنت اعرف إنني أسير في درب تحفه المهالك والمخاطر.. ولكني استعذبت الخطر.. لمست فيه متعة حرمت منها.. وعندما نفترق علي الهاتف.. أندم.. وأنوي ألا أحادثه مرة ثانية .. ولكني أسعي مرة اخري بنفسي للإتصال به.. وسماع صوته وهمساته. .. تصمت وتبرق عيناها بخبث وهي تقول.. لم يكن يدفعني الشوق فقط لسماع حديثة.. ولا الحرمان.. ولكن في الحقيقة كنت أبرر لنفسي ان ما افعله لون من الإنتقام من زوجي.. الرجل الذي ظللت له وفية مخلصة طوال سنوات عمري.. فجرحني وأهانني .. .. تقسم انها لم تلتق بالشاب الذي تحادثه حتي الآن رغم مرور أكثر من عام علي تعارفهما وحديثهما.. مكتفية بصوته وكلمات الحب التي تروي بعض ظمأ نفسها ولكن.. هذا هو الخطر الذي تخشاه.. فمن تحبه يطلب منها الآن أن تلقاه.. وعندما تمنعت.. ورفضت.. أصبح يصدها ولايرد علي مكالماتها ....وتسألني.. هل ألقاه؟.
كما تظن - ثوبها وأحرقه.. فإنها تسعي الآن لإشعال النار في نفسها.. وهي لابد ان تحرقها.. بعد أن يغدر بها ويلقيها في الطريق.. ويدوسها بقدميه.. بعد ان ينال منها مأربه.. ويتسلي. ..تنظر نحوي بدهشة.. تقول.. أعرف ان هذا حرام.. وأن مافعلته من الحديث معه هو أيضا حرام.. ولكني امرأة محرومة.. زوجة غير متزوجة.. بعد أن هجر زوجي فراشي من سنوات.. ومشاعري مازالت متأججة في حاجة الي دفء لا أجده.. ولم أعرف مذاق الحب.. إلا من خلال الكلمات.. وأخشي إن لم ألقاه كما يطالبني.. ان يتركني.. فأنهار.. ماذا افعل؟. .واحترت في الإجابة.. واستحييت أن اقول لها إن ما تفعله هي بعض أعراض أزمة منتصف العمر....و إنها الآن علي كف عفريت.. اسمه سن اليأس وتحاول قدر الامكان الاحساس بأنها مازالت امرأة يتمناها الآخرون وإنها في طريقها للنهاية كإمرأة وأنثي.. وعليها ان تفيق من الوهم الذي عشش في عقلها. ولله في خلقه شئون..
sayedalhady.yahoo.com


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.