أفاد علماء ألمان استفادوا من صور القمر الصناعي التي تلتقط لحساب برنامج جوجل إيرث على الانترنت بأن أبقار الرعى تميل إلى توجيه نفسها ناحية القطبين الشمالي والجنوبي. ويقول هينك بوردا وهو عالم أحياء في جامعة دوسبيرج إيسن بألمانيا إن التوجيه الشمالي لدى الأبقار يشير إلى أنها مثل الطيور المهاجرة وسلاحف البحر والفراشات الملكية تتحرك في إطار المجالات المغناطيسية للأرض. وتتناقض الدراسات المنشورة في مجلة نيو ساينتست مع الأفكار التقليدية التي تقول إن ماشية الرعي كلها تمضي في اتجاه واحد لأنها تستدفيء بالشمس أو تظل متقاربة معا لتبقى دافئة. يقول بوردا إن الإجابة هي ملاحظة الرعاة على مدار عشرة آلاف عام أن الأبقار تستشعر غريزيا وضع الاتجاه الشمالي. قام فريقه بتحليل صور الأقمار الصناعية لقطعان أبقار في القارات الست والتي تم التعرف فيها على أكثر من ثمانية آلاف من أبقار الحليب وأبقار اللحم. ودرست وفقا للبوصلة الاتجاهات التي تتخذها هذه الأبقار وتبين أن اتخاذ هذه الاتجاهات لم يكن عشوائيا. وفي الوضع العادي لم يكن الاتجاه الذي تتخذه هذه الأبقار يزيد بأكثر من خمس درجات عن الشمال أو الجنوب الجغرافي. أفاد تقرير نيو ساينتست بأن المراقبة المباشرة لمئات من قطعان الغزلان ومساراتها الجليدية كشفت عن وجود نفس الاتجاه. وتبين بمزيد من التحليل للماشية أنه في الأماكن التي تختلف فيها الزاوية بين القطبين الجغرافي والمغناطيسي بأقصى درجات الاختلاف - مثلما يكون على ارتفاعات شاهقة وفي الأماكن التي تنشيء العوامل الجيولوجية فيها مجالا أقوى - تجعل الأبقار وجهتها نحو القطبين المغناطيسيين وتبعد عن القطبين الجغرافيين. وعلى سبيل المثال فإن الأبقار في أوريجون التي تقع في الشمال الأقصى نسبيا وتكون عرضة لمجال مغناطيسي قوي تأخذ اتجاها ينحرف بمقدار 5ر17 درجة عن الشمال الحقيقي. وهذه ظاهرة مثيرة للفضول لفولفجانج فيلتشكو من جامعة جوته في فرنكفورت. ومن غير الواضح إذا كان هذا الأمر له علاقة بتحديد الاتجاه. والسؤال الذي لا إجابة له هو لماذا تحتاج الأبقار إلى حاسة مغناطيسية لتحديد الاتجاه وهي ليست من الحيوانات المهاجرة. يقول بوردا إن هذه حيوانات كانت تعيش أصلا في غابات كثيفة أو في سهول خضراء أو في براري أو مناطق سافانا وستبس لا توجد فيها معالم. وبنفس القدر من الغموض يثور سؤال بشأن الطريقة التي تحدد فيه هذه الحيوانات اتجاهاتها في المناطق التي يكون فيها المجال المغناطيسي ضعيفا. والمعروف أن بعض الطيور يكون في مناقيرها بلورات حديدية كما أن فراشات الفاكهة تستخدم على ما يبدو بروتين استكشاف يطلق شعاعا أزرق. يقول بوردا إنه "بالنسبة للأبقار ليست لدي فكرة حقيقية". (د ب أ)
