جمعت الكاتبة الاردنية بسمة النمري في مجموعتها القصصية الأخيرة "أقرب بكثير مما تتصور" بين الشعر والرسم التشكيلى مما يخلق في النفس شعورا عميقا من المتعة . فقد استطاعت الكاتبة أن تكتب القصة شعريا وترسمها باستخدام الفن التشكيلى ، فنجحت فى احياء السرد الشعري في لوحات "تشكيلية" ذات اتساعات وأغوار في أحيان كثيرة. وللكاتبة بسمة النمري صوت خاص نسمعه مميزا من خلال تلك السمات التي تميز كتابتها ، فهى فضلا عن كونها قاصة هي فنانة تشكيلية اردنية متفرغة للكتابة والرسم ومتخصصة في " التصوير" والنحت. اشتملت المجموعة القصصية على ما لا يقل عن 24 عنوانا توزعت على 154 صفحة متوسطة القطع وبرسوم ولوحة غلاف للفنانة الكاتبة ، وقد صدرت المجموعة عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر. لعل بعض ما جاء في قصة "اقرب بكثير مما تتصور" -التي اعطي عنوانها للمجموعة- يمثل كثيرا من سمات هذه الاعمال القصصية التي تبرز فيها أحيانا رمزية موحية مؤثرة تتناول بعمق بعض المفجع في "الوضع البشري". وتتمثل التصويرية الشعرية في قصص النمري ، ففى القصة الأولى "الصفصاف المنتحب" اي تلك الشجرة المعروفة تاريخيا وحتي في كثير من التراث الديني والتي تسمى أيضا " الباكية " تبرز اجواءا شعرية تتميز بنبرات حزينة تنسجم مع العنوان اي الصفصافة المنتحبة. وفي اخر القصيدة تتوزع الموسيقى على اللغتين العربية والانجليزية باستعمال اسم شجرة الصفصاف بالانجليزية مرافقا لكلمات العربية بتكرار حزين . (رويترز)