ناقشت ندوة قضايا أدبية المجموعة القصصية "العشرة الطيبة" للقاصة كوثر عبدالدايم. قالت د. زينب العسال ان المجموعة عبارة عن فيض من الحنان الانساني المتدفق. تسري فيها الروح الرومانسية حتي في لحظات الغضب. وداخل القصص فن تشكيلي رائع ومشاهد عبارة عن تابلوهات متناسقة. والكاتبة تقدم الحياة في الريف بكل جمالها وبهائها. والقصص تبدو للوهلة الاولي تقليدية. لكن هناك نفسا خاصا وخبرة وتجربة تتسم بالعمق والنضج تكمن خلف السطور. ففي قصة "الشرخ" مثلا نتابع كيف حدث ذلك الشرخ في العلاقة. وكيف قامت الانثي بعملية اعادة البناء لحياة الاسرة محافظة علي الأبناء. وكيف صاغت الكاتبة عبارات العلاقة الخاصة بين البطلة وزوجها بطريقة لطيفة وتعبيرات راقية. لاتخدش الحياء. وتحدث الشاعر محمود بطوش عن التشكيل الفكري للمجموعة. وانه جاء علي حساب التشكيل الجمالي. والتركيز دائما علي الشخصيات المهمة. وتصور أن التفكير في القصص وضع التفاصيل لها يتم مسبقا قبل كتابة العمل. والاطار العام يعكس خبرة حياتية وإنسانية كبيرة. والتكنيك واستخدام الفلاش باك وفكرة الالبوم والعودة موجود داخل النصوص. والكاتبة تواصل رحلة الغوص داخل العمل ثم تعود مرة اخري الي نقطة البداية. ورأي الناقد رمضان احمد ان الكاتبة تستخدم وصف المشهد العام. وتهتم بالتفاصيل مع لغة اجتماعية. وهي مغرمة بالحكايات والتفاصيل. كما تستخدم السرد السينمائي المرتكز علي التنقل بين لقطة واخري. ولديها كاميرا ترصد بكل دقة وتحيط بكل زوايا المشهد. وتركز علي الذكري والحب والفقد والنصر والوطنية. وذهب القاص السادات طه الي ان الكاتبة تعانق جملتها القصصية بحميمية وفاعلية. وتشعر بدفء القلوب. والمرأة الشرقية التي تقدس الحياة الزوجية حتي لو كانت الحياة صعبة. ولديها حس روائي جميل واللغة مصبوغة بلغة الشعر. والصراع محمل بالتشويق والجمال مع رسم الشخصيات بتمكن ومقدرة عالية. اضافت القاصة مني ماهر ان القصص تروي مشاعر صادقة وحقيقية وتهتم بالتفاصيل البسيطة. التي قد يشعر البعض انها ليست ذات اهمية ولكن تقييم العمل يختلف من قارئ الي آخر. وقالت القاصة مي رفعت ان الكاتبة تعود بنا الي ايام المرأة المحبة العطوفة التي تجد سعادتها في كونها الانثي الام الحنون التي تعطي دفء الحياة. من خلال سرد بسيط وحياة يومية بالصورة والصوت والحركة والتفاصيل العادية. وعبر القاص محمد حجاج عن سعادته بالمجموعة. واشار الي ان قصة الشرخ هي الافضل. وتنتمي الي المدرسة الواقعية مما اثري العمل واعطي العديد من الدلالات. وتحدث الناقد عاطف عز الدين عن اهتمام الكاتبة التفاصيل ورسم الشخصيات والحوار الفصيح كي تقنعنا بالايهام من خلال لغة سهلة رشيقة تعتمد علي التكثيف والتركيز.