الوفد 16/2/2002 احتفلت مصر بعيد الحب أو عيد فالنتين. وتبارت جميع المحلات في عرض اللون الأحمر في نوافذها سواء من الملابس أو الهدايا أو الشيكولاتة. وتبارت المطاعم والنوادي في الحفلات التي أقامتها لكي يستمتع كل من يريد. وأفردت الشركات الكبري صفحات إعلانات تهنئ الشعب وعملاؤها.. باختصار عاشت مصر عدة أيام تستعد لعيد الحب ثم احتفلت به. ووسط هذه الاحتفالات خرجت كاميرات البرامج التليفزيونية المختلفة الي الشارع ترصد الاحتفالات وتلتقي مع الناس الذين يستعدون للاحتفال وتسألهم عن أساليب احتفالهم. وأدهشني حديث الشعب المصري، بساطة متناهية. لقد وصل عيد الحب الي الكثير من المنازل. وأصبحت له طقوس، أهمها طبعا هو الورد الذي يتم إهداؤه للمحبوبة والشيكولاتة، واختلفت الآراء حول الاحتفال وطرقه. ثم جاء تعليق من شاب بسيط للغاية تلقائي وعفوي عندما سأله المذيع كيف تحتفل بالفالنتين.. نظر إليه الشاب وقال: نحن بالكاد نحاول أن نتدبر الأمور لنحتفل بعيد الأضحي، يعني مش عارفين نحتفل بعيد الأضحي فكيف نحتفل بالفالنتين!!! هكذا وببساطة أكد هذا الشاب أن حتي الاحتفالات لها طبقات. ورغم أنه كان يمشي وسط منطقة محلات نقلت منها الكاميرا صورا للاستعداد للفالنتين إلا أنه كان يتفرج، كيف يحتفل الآخران. ويعلم أنه ومثله الكثير لن يستطيع الاحتفال بالفالنتين بسبب حالته الاقتصادية. ورغم أن الحالة المادية مهمة للاحتفال بأي عيد.. إلا أن المعني أهم. وعيد الحب له معان يمكن أن تعبر عنها وردة. وعيد الأضحي له معان أكبر وأعمق ويمكن أن تحتفل به دينيا واجتماعيا. ولكن للأسف اختزلنا كل الأعياد في أمور مادية.. وأصبحت المادة هي العنصر الأساسي.. فلا احتفال للأضحي بدون خروف العيد ولا للفطر بدون السمن والسكر والكعك ولا رمضان بدون الياميش ولا المولد النبوي بدون حلاوة. الأعياد دائما فرصة للرواج التجاري.. ولكنه ليس كل شئ ولا يجب أن يكون كل شئ.. حتي لا يقف هذا الشاب ويشعر هو وأمثاله أنهم خارج هذا المجتمع.. وأنهم يتفرجون عليه من نوافذ زجاجية. هناك علاقة بين فالنتين وخروف العيد.. كلاهما رمز للاحتفال بحالة اجتماعية أو دينية.. نسينا الحالة والشعور وتمسكنا بالرموز المادية.. للأسف. المزيد من اقلام واراء