في بداية القرن العشرين انطلقت شرارة الحرب العالمية الاولى من البلقان وبالتحديد من سيرايفوا حيث اغتيل ولي عهد النمسا، واليوم يقف العالم ايضا في بداية القرن الواحد والعشرين على اعتاب شرارة جديدة من البلقان هذه المرة من كوسوفو. وتقف الدول الكبرى اليوم في مواجهة من نوع جديدة بين الداعمين لاستقلال كوسوفو والرافضين له كل يلوح براهينه. ان النظام الدولي القائم وتشابك العلاقات والموازين حتما لن تسمح بمواجهات حربية، مما يعني ان المواجهة ستكون باساليب جديدة بحروب من دون اطلاق نار. وهل سيتحدث العالم بعد ذلك عن التاريخ قبل استقلال كوسوفو وما بعد استقلال كوسوفو. ذلك هو السؤال. وتدخل مشكلة تسوية قضية كوسوفو ضمن النقاط الساخنة في علاقات روسيا مع الغرب عموما، الى جانب نشر نظام الدفاع المضاد للصوارخ الامريكي باوروبا والمشكلة النووية الايرانية ووقف العمل بمعاهدة تحديد القوات المسلحة التقليدية باوروبا وغيرها وتوسيع حلف الناتو. الموقف الروسي و يدعو الموقف الروسي الى حل قضية كوسوفو في اطار مجلس الامن الدولي وتنفيذ القرار رقم 1244. وكذلك الى مواصلة الحوار بين بلغراد وبريشتينا وحتى التوصل الى حلول مقبولة من الطرفين دون تحديد اطر زمنية لها. وتؤكد روسيا انها تقبل باي قرار يوافق عليه الطرفان الصربي والالباني، وترفض اي خطوة احادية الجانب وخاصة اعلان كوسوفو الاستقلال من الجانب.وتهدد باستخدام حق الفيتو في مجلس الامن في حالة عرض قضية استقلال كوسوفو على مجلس الامن من خلال خطة ممثل الامين العام للامم المتحدة مارتي اهتيساري. وقالت روسيا انها اعدت جملة من الخطوات والاجراءات التي ستتخذها للرد في حال اعلان كوسوفو الاستقلال من جانب واحد، ولكنها ترفض الافصاح عن فحوى تلك الاجراءات. وتحذر من ان اعلان كوسوفو الاستقلال من جانب واحد سيؤدي الى تفاقم الوضع في الاقليم نفسه ويدفع لانزلاق المنطقة لنزاع عرقي جديد.وتشير روسيا الى ان الولاياتالمتحدة وبعض الدول الاوروبية تشجع بريشتينا على اعلان الاستقلال من طرف واحد، وتشير الى ان بعض الدول الغربية، ارسلت برسائل لبيريشتنا تعهدت لها بدعم استقلال كوسوفو مما انعكس سلبا على المباحثات الثنائية التي جرت بوساطة الثلاثي الاوربي. خطوط حمراء وبرايها ان تسوية الوضع المتعلق بكوسوفو بلغ الخطوط الحمراء. فسلطات كوسوفو تعلن من دون لبس عزمها اعلان الاستقلال من طرف واحد، انتهاكا لقرار مجلس الامن الدولي رقم 1244. وبدلا من قطع الطريق على البيانات الاستفزازية تقول موسكو ان هناك مجموعة من البلدان تغض النظر عن هذه الخطوة التي تعتبرها غير قانونية، وتحذر من انها ستؤدي الى عواقب سلبية خطرة بالنسبة للاستقرار الاقليمي والدولي. وتقول روسيا ان الوضع المترتب ناجم بصورة مباشرة عن التعرجات الخطرة التي مرت بها تسوية قضية كوسوفو، ولفت الجانب الروسي دائما لها انظار شركائه. وترى موسكو ان الاهداف الرئيسية التي اعلنها المجتمع الدولي وتضمنها قرار مجلس الامن رقم 1244 القاضية بتحقيق ارفع المقاييس السياسية الديموقراطية في الاقليم، بُدلت بنهج الاسراع بحصول كوسوفو على السيادة. وتشير باللائمة على الولاياتالمتحدةالامريكية وبعض دول الاتحاد الاوربي لتشجيعها النزعات الانفصالية لبريشتنا، ولتجاهلها النتائج التي تم تحقيقها خلال المباحثات بين الاطراف المعنية التي جرت برعاية الوسطاء »الثلاثي«. وتعرب موسكو عن الثقة ان عدم توصل 120 يوما من الحوار الى نتيجة مقبولة للطرفين، بات يُستخدم كحجة للبرهنة على ان امكانيات المباحثات قد نضبت. وتتسائل »ماذا سيحل بالعالم، اذا ما استخدمنا هذه المقاييس للنزاعات الاخرى؟«. وتحذر بالاخير من انه ينبغي ان تتم تسوية قضية كوسوفو من دون وقوع هزات مأساوية. ان مسؤولية ذلك تقع على عاتق الجميع.