التواضع الجم والثقافة الغزيرة للدكتور علي عزت بك أو بيكوفيتش أوبيجوفيتش، لم تمنع المتعصبين الصرب من تنفيذ حملة تطهير عرقي في سربرينيتشا راح ضحيتها أكثر من عشرة آلاف مسلم، مع اغتصاب حوالي نصف مليون بوسنوية مسلمة لانتاج جيل جديد في البوسنة من أصلاب صربية بتواطؤ من الأممالمتحدة، وكوفية السياسي الأديب إبراهيم رجب أو روجوبا أوروغوفا وميله للحلول الدبلوماسية السلمية لمشكلة الأغلبية المسلمة في كوسوفو، لم تنقذا برشتينا من التعصب العرقي الصربي الذي استخدم نفس الأسلوب: طلقة البندقية والاغتصاب! التعصب العرقي الصربي الذي أطلق شرارة الحرب العالمية الأولى باغتيال ولي عهد النمسا في سراييفو، كان حليفا ونصيرا للتعصب العرقي النازي في ألمانيا والفاشي في إيطاليا الذي أشعل الحرب العالمية الثانية، وتواصل مع سلوبودان ميلوسيفيتش واردوفان كارازيتش (ما زال هاربا حتى الآن!) ونسخها الحالية في بلجراد، التي تضربها شهوة التعصب والتميز العرقي استعدادا لاستخدام نفس سلاحها التقليدي لمقاومة إعلان استقلال كوسوفو.. والترجمة العربية لاسم الاقليم تعني: حقل الطيور السوداء! منطقة البلقان كانت وستظل أبرز معالم عورة أوروبا، تلك الغانية العجوز المتصابية التي سقطت في كل اختباراتها: في تحالف القوط والصقالبة بقيادة فرديناند وايزابيلا لتنفيذ واحدة من أفظع عمليات التطهير العرقي في التاريخ ضد المسلمين بالأندلس، وبتصدير مشكلتها اليهودية إلى ارض فلسطين بوعد بلفور والدعم المتواصل حتى الآن للارهاب الاسرائيلي ضد الفلسطينيين، وبالتواطؤ مع التعصب العرقي الصربي ضد مسلمي البوسنة والهرسك وكوسوفو، والمشاركة في تحالف دولي لغزو أفغانستان دون غطاء من الشرعية الدولية، وتحالف آخر احتل العراق لتفتيته ونهب ثرواته وقتل وتشريد أبنائه.. والقائمة طويلة لهذا السقوط المتوالي، الذي له جانب أخلاقي لعل من أبرز ملامحه آخر بيانات صدرت عن مكتب الإحصاءات الرسمية الفرنسية، وتشير إلى أن أكثر من نصف مواليد فرنسا عام 2006.. هم أولاد غير شرعيين!