عند ارتكاب خطأ بحق الأخر، يكون الاعتذار سيد الموقف للتخلص من الوضع ولكن في ظل علاقة شائكة مليئة بتفاصيل يومية تطفو على السطح يوميا تكون بمثابة شعلة نار تنشب بين الزوجين فيكون احتواء الموقف، عبر اعتذار صادر من احدهما فقد يكون عبر كلمات أو عبر أشارات لتصل إلى الطرف الأخر . ولكن نظرة الاعتذار لدى الرجال في الأردن ينظرون اليها انها '' تقليل لكرامته ولكن واقعيا الاعتذار واحتواء المواقف بين الأزواج ضروري لان الكبرياء والعناد عنصران بهدم المنزل وسرق السعادة ،ولكن يجب أن ينظر الأزواج للاعتذار انه أسلوب التفاهم القائم على المحبة والتسامح للاستمرار في الحياة الزوجية . وبهذا الموضوع تتحدث مديرة مركز قوة العقل لتطوير الموراد البشرية الخبيرة نسرين خوري ان '' الاعتذار المباشر هو أفضل وأقصر الطرق للتراضي بين الزوجين، وعدم اعتبارها عيبا خصوصا إذا ما شعر أحد الطرفين بأنه أخطأ في حق الآخر ، فكلمة oآسفa أو oسامحينيa ليست بالصعبة أو المستحيلة ''.وتضيف انه ''لا تعني أن صاحبها قلل من قدر نفسه أو قدم تنازلاً كبيراً، كما أنها ليست انتصاراً للطرف الآخر كما يعتبرها البعض اعتذار غير مباشر إذا ما كانت كلمة الأسف أو الاعتذار صعبة على أحد الطرفين خاصة الرجل الشرقي. الخبيرة خوري لفتت الى : '' يوجد هنالك دلالات وأشكال مختلفة غير مباشرة لا بأس بأن يتعلمها كلا الطرفين ليفهمها إذا أقدم عليها الطرف الآخر، لتنتهي المشكلة ويزول الزعل ويسير المركب بسلام '' وبدوره تقسم خوري طريقة وإشارة الاعتذار للزوجة وتقول قد تكون عبر محادثة أو تعليق إذا ما وجدت زوجك يحدثك عن برنامج معين أو يعلق على ما تشاهدون أو أمور متعلقة بعمله أو بالأبناء ومشاكل المنزل، فهذه بداية لما بعد الخصام، أجيبي عليه وكأن شيئاً لم يكن '' وتتابع الخطوة الثانية تتمثل باتصال بلا حجة أي إذا اتصل بك زوجك على غير عادته بحجة سؤاله عن شيء ما، فهذا يعني أنه يرسل لك رسالة بأن الأمور بينكما طبيعية، الاتصال هو بادرة منه لتصفية الوضع، فلا تترددي بالإجابة ونسيان الأمر لتعود المياه لمجاريها ''وتستدرك كثير من الرجال يفضل إنهاء موقف الخصام بمزحة ما أو تعليق ساخر حتى تضحك الزوجة وينتهي الأمر وكأن شيئاً لم يكن، لا تحاولي المكابرة فالابتسامة تزيل الكثير بين الزوجين. . وتزيد أن عندما تجدين زوجك متعاوناً على غير عادته في شؤون المنزل، وكذلك شؤونه الخاصة أو يسألك إن كنت بحاجة لمساعدته فهذه رسالة تحمل بين طياتها تقديره لك ولعملك وأنه موجود بالقرب منك ليكون عون طلب بالمساعدة حتى يعلم أن الرسالة وصلتك وفهمتها. ومن أشارات الاعتذار تبادل الهدايا بحسب الخبيرة خوري أن '' الهدية تعبر أكثر من الكلام عن اعتذاره وطلبه السماح من زوجته، لبفاجئها بهدية أو زهرة تقول أحبك وتعبر عن اعترافه بخطئه بشكل غير مباشر'' وتلفت إلى أن '' تدخل الأطفال أحياناً يوفر على الرجل تقديم الاعتذار بتدخل الأبناء نظراً لكون الأم ضعيفة أمام أبنائها فيدفعهم بتصرف ما أو فعل ما ليكونوا حلقة الوصل في تصفية الأمور''. ومن أساليب الاعتذار تكون ''عبر مدح أو إطراء يلجأ بعض الرجال لهذا لأسلوب سواء لمظهر الزوجة أو ما ترتديه، أنه يعبر بذلك عن حبه لها وأنه أخطأ بحقها فتسامحه وتنسى الأمر''. لكن فيما يتعلق باعتذار الزوج للزوجة تقول خوري أن '' المرأة تختلف عن الرجل في تعبيرها عن الاعتذار، ورغم أنها تميل أكثر منه للاعتذار المباشر غير أنها تفضل الطرق غير المباشرة مثل أعداد طبق خاص يفضله ليكون وسيلة اعتذار ''. ومن الخطوات التي تعتمد النساء عليه عبر وسائل غير مباشر بجعل مظهرها جذاب كما تذكر لتظهر أمامه بأجمل وأبهى طلة عند عودته عبر ارتداء ما يحبه من الثياب عليها فهي تقول بذلك إنها تشتاق إليه وتفتقدهوتستدرك أن '' المراة تمتلك أسلحة طبيعية يضعف الرجل أمامها خصوصا دلال ودلع وعليه استخدم هذا السلاح أحياناً، لأنه سرعان ما يصفو لها ويغفر هفوتها إذا ما تدللت معه بنظراتها وكلماتها العابرة''. وتزيد أن '' عرض مشكلة وطلب استشارة منه زوجها نفسه تكون خطوة نحو إكساب تعاطفه معها فينتهي موقف الخصام بينهما، وسيشعر أنها لا تستطيع الاستغناء عنه حتى في أوقات الخصام. وتنصح خوري كلا الزوجين. '' بضرورة عدم العناد والإصرار على الرأي، فبعض التنازلات تسيّر الأمور ،وكذلك '' طرد فكرة أن الاعتذار هو قلة قدر أو إهانة فلا كرامة بين الأزواج،إلى جانب '' استرجاع الذكريات الجميلة بينهما وتذكر محاسن الآخر حتى يتم التغاضي عن الصفات السيئة وكما أن '' الحوار والنقاش هو أساس التفاهم بين الزوجين ،فضلا عن '' تفهم كلا الطرفين لغضب الآخر حتى لا تتفاقم الأمور وتكبر المشكلة،فعندما يشد أحدهما على الآخر أن يرخي الحبل لتهدأ الأمور'' . العتاب بينهما، فالعتاب دليل المحبة، كما أن تراكم المضايقات والمواقف من دون حسمها سيجعل الأمور تسوء لأبسط الأسباب مفجرة للموقف. ومن النصائح تضيف تقبّل الطرفين لمراضاة الآخر واعتذاره غير المباشر حتى لا تزيد الأمور سوءاً وينجلي الخصام حيث ان '' الخلافات تعتبر احيانا بهارات الحياة الزوجية لابد حدوثها لانه بعد الصلح تصبح علاقة الزوجين أكثر قوة وحباً مما كان عليه وبدورها ، تعتقد خوري الحياة الزوجية مؤسسة مشتركة وغالباً ما تكون باختيارهما وعلى الزوجين فعل المستحيل لنجاح تلك الشراكة.