انضمت السناتور الديمقراطية هيلاري كلينتون إلى منافسها السابق السناتور باراك أوباما المرشح الديمقراطي لانتخابات الرئاسة الأمريكية في تجمع انتخابي حاشد نظم الجمعة ، حيث تعهدا بدفع خلافاتهما- الناتجة عن معركة الفوز بترشيح الحزب لانتخابات الرئاسة القادمة- جانبا، وبالعمل معا من أجل وصول أوباما إلى البيت الأبيض. وتعانق الخصمان السابقان ، ومدح كل منهما الآخر، وتعهدا بتوحيد الحزب الديمقراطي من أجل معركة انتخابات الرئاسة المقررة في نوفمبر/تشرين الثاني ضد المرشح الجمهوري جون مكين. وأبلغت كلينتون حشدا من نحو ثلاثة آلاف شخص "اليوم نتحد من أجل نفس الهدف وانتخاب باراك أوباما رئيسا قادما للولايات المتحدة." وأضافت "كنا متنافسين في هذه الانتخابات التمهيدية الشرسة.. أما اليوم- وفي كل يوم من الآن- فصاعدا نقف جنبا إلى جنب من أجل المثل التي نشترك فيها والقيم التي نتعلق بها." والظهور المشترك في ساحة ريفية ببلدة يونيتي (وتعني الوحدة) في ولاية نيوهامبشير لأوباما وكلينتون هو الأول الذي يجمع بينهما علنا منذ أن ضمن أوباما ترشيح الحزب الديمقراطي في وقت سابق من الشهر الحالي. ويتحرك سناتور إيلينوي بحذر وهو يحاول كسب ود كلينتون والملايين الذين أيدوها وبعضهم مازال غاضبا من نتيجة السباق الديمقراطي. وقال أوباما الذي سيكون أول رئيس أسود للولايات المتحدة في حال فوزه بالانتخابات "لقد صنعنا تاريخا معا." كانت كلينتون تسعى لأن تصبح أول رئيسة للولايات المتحدة وقال أوباما إنها كانت مصدر إلهام لملايين النساء ولابنتيه. وأشار أن أصوات بلدة يونيتي انقسمت بالتساوي بينه وبين كلينتون في الانتخابات التمهيدية بولاية نيوهامبشير في الثامن من يناير/كانون الثاني، حيث حصل كل منهما على 107 أصوات. وقال "أما الآن فنحن ننظر إليها أنها 214 صوتا من أجل التغيير في أمريكا." ودخلت كلينتون السباق الديمقراطي في يناير/كانون الثاني عام 2007 كمنافسة قوية، وظلت في سباقها المرير مع منافسها أوباما لآخر نفس وحتى انتهاء التصويت في الثالث من يونيو/حزيران؛ مما رسخ شعورا بالمرارة بين مؤيديها خاصة النساء اللاتي شكلن قطاعا قويا في قاعدتها الانتخابية. ولم يتضح بعد ما إذا كان بوسع سناتور إيلينوي كسب كل مؤيدي هيلاري كلينتون، لكن عددا كبيرا من استطلاعات الرأي أظهر أن أوباما رسخ قاعدته بين الديمقراطيين في الأسابيع القليلة الماضية، ويتحرك للتقدم على مكين على المستوى القومي. وحرصت هيلاري- التي عادت لمهامها في مجلس الشيوخ في العاصمة واشنطن هذا الأسبوع لأول مرة منذ خروجها من السباق الديمقراطي في السابع من يونيو/حزيران الحالي على إهالة المديح على أوباما. وقالت لرابطة تمريض في واشنطن يوم الخميس "لقد لمست حماسه وإصراره ولمست صلابته وكياسته" ودعت أعضاء الرابطة إلى التصويت لصالحه. كما عرفت كلينتون أوباما على كبار ممولي حملتها خلال اجتماع خاص ليل الخميس في واشنطن. وطلب أوباما بالفعل من كبار ممولي حملته مساعدة كلينتون على دفع ديونها في الحملة التي زادت على عشرة ملايين. وقال تيري مكوليف الرئيس السابق لحملة كلينتون الانتخابية لشبكة (سي.إن.إن) إن كلا من أوباما وزوجته ميشيل والمديرة المالية لحملته الانتخابية وآخرين من كبار المساهمين في تمويل حملة أوباما قدم شيكا قيمته 2300 دولار تمثل الحد الأقصى الذي يمكن التبرع به لمساعدة كلينتون على تسديد ديونها. لكن أوباما لن يطلب من قاعدة المتبرعين له البالغ عددهم 1.5 مليون متبرع بالمشاركة في سداد ديون كلينتون. وتوجهت كلينتون وأوباما على طائرة حملة أوباما إلى مانشستر بولاية نيوهامبشير قادمين معا من واشنطن، وجلسا معا وتبادلا حديثا وديا طوال الرحلة البالغ مدتها ساعة. واختيرت بلدة يونيتي في ولاية نيوهامبشير للقاء اليوم بين أوباما وكلينتون ليس فقط بسبب رمزية اسم البلدة بل لأن الولاية سيكون لها دور حاسم في السباق مع المرشح الجمهوري. ففي انتخابات عام 2004، فاز المرشح الديمقراطي جون كيري بفارق بسيط على الرئيس الجمهوري جورج بوش في نيوهامشير. وفي عام 2000، هزم بوش المرشح الديمقراطي آل جور بفارق بسيط أيضا في نفس الولاية. (رويترز)