الاعتداء على الأطباء (بالضرب المبرح والشتم النابي) يتواصل وصار مقلقا على كافة المستويات ويسترعي الاهتمام لمعرفة ألاسباب وراء اصرار بعض مرافقي المرضى على ضرب الاطباء وتحديدا في القطاع الحكومي . وحسب إحصائية غير رسمية لنقابة الأطباء فان غالبية الكوادر الطبية العرضة للاعتداء هي العاملة في قسم الإسعاف والطوارىء وشفت (السي) الليلي لدى القطاع العام في حين لم يتعرض اطباء وممرضون في القطاع الخاص لاعتداء منذ 4 سنوات. ووصل عدد الأطباء الذين تم الاعتداء عليهم من قبل مراجعين ومرافقيهم من الكوادر الحكومية حتى امس إلى (44) طبيبا و 80 ممرضا منذ العام الماضي وحتى ألان(...) أبدى 95% منهم عدم رغبة بالعودة إلى العمل بذات المكان الذي تعرضوا فيه للضرب إذا بقيت الأمورعلى ما هي علية بدون حماية . وكشف شهود عيان زملاء لأطباء تعرضوا للضرب اول من امس إلى الرأي إن غالبيه الاعتداءات تقع في فترة الشفت (سي) الليلي وان غالبية المراجعين لهذا الشفت هم من أصحاب السوابق الذين يتطلب علاجهم مرافقين من رجال الأمن وليس من رفاقهم أو ذويهم المذعورين . ووصل عدد الاعتداءات على الأطباء والممرضين الأسبوع الماضي إلى تسعة اعتداءات غالبيتها في مستشفى البشير حيث تعرض طبيب و(4) ممرضين أول من أمس (الجمعة) إلى اعتداء بالضرب من قبل مرافقي مريض . وتواصل نقابة الأطباء تنفيذ اعتصامات احتجاجية على استمرار تعرض أطباء وممرضين للاعتداء في مستشفيات وزارة الصحة (...) وكانت لوحت باتخاذ إجراءات تصعيدية اكثر حدة للدفع باتجاه إقرار مزيد من القوانين تردع المعتدين على الأطباء أثناء ممارسة عملهم الرسمي غير ان ذلك لم يفلح او يمنع الاعتداء على الاطباء. ويؤكد طبيب طوارىء يعمل في وزارة الصحة / الدكتور أيثار أبو حمدة إن عدم التزام المرضى والمراجعين ومرافقيهم بأحكام وقوانين الطوارىء والمستشفيات يؤدى على الأغلب إلى حدوث التشنج الذي يفضى إلى الاعتداء وضرب الطبيب . وقال أبو حمدة وهو يخدم في قسم الطوارىء منذ (3) سنوات إن من بين 100 حالة تراجع قسم الطوارىء في الشفت الواحد (...) نجد ما يقارب 25 حالة تكون طارئة وتستدعى التدخلات الطبية السريعة لإنقاذ حياتها والحالات الباقية(75%) التي تعيق وتعرقل وتربك العمل وتضغط هي ومراجعيها على الأطباء والكادر التمريضي وتحدث فوضى على الأغلب يتطلب علاجها مراجعة أي مركز صحي وتلقى العلاج هناك . وقال إن تشنج مراجعي الطوارىء ومرافقي المرضى وأقاربهم سببه هو إن(صاحب الحاجه ارعن) وان كل مراجع يرى إن حالته هي الاحق والأجدى بالاهتمام والعلاج قبل غيرها . واضاف أبو حمدة قد يحصل بعض التجاوزات أحيانا من قبل الأطباء بسبب الضغط الهائل الذي يتعرضون له.. لكن ذلك لا يستدعي ضرب الطبيب من قبل المراجع بأي شكل من الإشكال . وأوضح إن طبيب الطوارى( يعاين بشفته) ما بين 70-100 حالة في حين إن المعدل الطبيعي هو معاينة ما بين 30-40 مراجعا حتى يعطى الطبيب المريض حقه وتجنبا لحدوث ضغط وارباك للطبيب . من جانبها تعهدت وزارة الصحة بملاحقة المعتدين واتخاذ الإجراءات القانونية المناسبة بحقهم ، وأكد الناطق الرسمي للوزارة اتخاذ الإجراءات الرادعة بحق المعتدين على الأطباء اثناء قيامهم بعملهم وتكليف الدائرة القانونية بالوزارة بإعداد لائحة شكوى بحق المعتدين على الأطباء ومتابعة ملاحقتهم قضائيا . وهدد أمين سر نقابة الأطباء باسم الكسواني باتخاذ إجراءات تصعدية في حالة عدم إيجاد حلول جذرية تحد من الاعتداء بالضرب على الاطباء من قبل وزارة الصحة بهدف وقف مسلسل الاعتداءات على الأطباء في المستشفيات الحكومية والخاصة . ودان نقيب الاطباء زهير أبو فارس الاعتداءات الأخيرة على الأطباء وطالب وزارة الصحة باتخاذ الإجراءات الكفيلة لحماية العاملين لديها من الأطباء والممرضين الأكثر عرضة للاعتداء (...) و شدد على ضرورة إيجاد تشريع يكفل حمايتهم ومنع الاعتداء عليهم ، خاصة و إن هذه الاعتداءات أصبحت تؤرق الجسم الطبي . وقال إن مجلس النقابة يواجه مطالبات وضغوطا من الهيئة العامة لاتخاذ كل الإجراءات الكفيلة بوقف هذه الاعتداءات على الأطباء في أوقات العمل مشيرا الى إن مجلس النقابة بحث إعداد مذكرة موجهة إلى رئيس الوزراء تطالب بضرورة وضع حد نهائي لحوادث الاعتداءات خاصة أنها تكررت في السنوات الأخيرة . وأكد رئيس جمعية المستشفيات الخاصة الدكتور فوزي الحموري إن غالبية الاعتداءات تقع على أطباء وزارة الصحة وقال إلى الرأي لم تبلغ الجمعية منذ اربع سنوات عن أي اعتداء وقع على طبيب في مراكز ومستشفيات القطاع الخاص . وقال الحموري على المراجع إن يقدر للطبيب الدور الذي يقوم بة وخاصة الخدمة الإنسانية التي يقدمها على مدار 24 ساعة وان على الجهات الرسمية الصحية والأمنية إن لا تتساهل مع الذين يعتدون على الأطباء والكوادر الطبية حتى يشعر الطبيب بالأمان إثناء قيامة بواجبة الإنساني . وطالب الحموري بتوفير رجال امن في أقسام الطوارىء الرئيسية ومنع المرافقين من مرافقة المريض او المصاب إلى الداخل وإتاحة المجال للكوادر الطبية القيام بعملها . وبحث مجلس نقابة الأطباء الاعتداء الجديد الذي لحق بطبيب وممرض في مستشفى البشير الجمعة وأصدر بيانا اعتبر فيه الاعتداء دليلا اضافيا على خطورة هذه القضية.