تاريخ مهرجان كان ميعاد واختيار الافلام بالمهرجان عدد الافلام المشاركة جوائز المهرجان السينما العربية أفتتح مهرجان كان السينمائي مساء الاربعاء 14 مايو/ ايار2008 والممتد الى يوم 25 منه وهى الدورة رقم " الحادية والستين"بمدينة كان الفرنسية، بمشاركة عدد كبير من النجوم العالميين ،حيث عرض فيلم "بلايندنس" (العمى) اول الافلام المتنافسة على السعفة الذهبية. وافتتح المهرجان السينمائي الفرنسي كلود لانزمان (82 عاما) مخرج فيلم "المحرقة" الذي يتناول المحرقة النازية، وكان رئيس لجنة الحكام الامريكي شون بن الذى اطلق "نداء الى موزعي الافلام من اجل دعم الافلام التي لا تحصل على جوائز"، وتميزت سهرة الافتتاح بحضور "رمز" من فترة الستينات هو المغني ريتشي هافنز الذي غنى "فريدم" على المسرح كما حصل في مهرجان وودستوك الهيبي عام 1969 والهب حماسة الحضور. وسبق حفل الافتتاح تكريم فريق عمل فيلم "بلايندنس" من بينهم المخرج البرازيلي ميريلس والفنانان الامريكيان جوليان مور وداني جلوفر والمكسيكي جايل جارسيا برنال ليكونوا اول النجوم الذين وطأوا السجاد الاحمر لمهرجان كان الحادي والستين. وبعد ست سنوات على عرض فيلمه "مدينة الله" خارج المنافسة حول حرب العصابات في ريو والذي حقق نجاحا باهرا يخوض ميريلس المنافسة لنيل السعفة الذهبية مع فيلمه المقتبس عن رواية "العمى" التي تتحدث عن انتشار وباء غامض يصيب بالعمى للكاتب البرتغالي جوزيه ساراماجو الحائز على جائزة نوبل للاداب لعام 1998. وينطلق المهرجان ليكشف عن بدء عرض اول الافلام الفرنسية الثلاثة المشاركة في المسابقة . وفي 20 ايار/مايو سيعرض النجم والمخرج السينمائي كلينت ايستوود وهو بطل اسطوري اخر في عالم السينما فيلمه الجديد "تبادل" مع انجيلينا جولي. وانجيلينا جولي من المع النجوم التي ستعطي حتى 25 ايار/مايو البريق الذي يتميز به المهرجان اضافة الى اخرين امثال بنيسيو دل تورو الذي يجسد شخصية الثائر ارنستو جيفارا في فيلم "تشي" (ضمن المنافسة) للمخرج ستيفن سودربرج و بنيلوبي كروز وسكارليت جوهانسون التي تلعب في اخر افلام وودي آلن. كما سيستضيف المهرجان ايضا بطلين اسطوريين في عالم الرياضة الملاكم الامريكي مايك تايسون الذي شكلت حياته مادة فيلم يشارك في المهرجان ضمن فئة "نظرة ما" ولاعب كرة القدم الارجنتيني دييجو مارادونا الذي صور المخرج امير كوستوريتسا فيلما وثائقيا عن حياته. لكن قوة مهرجان كان تكمن في عدم اكتفائه بكبار المشاهير كما يظهر من لائحة الافلام ال22 المتنافسة بل هو يعطي حصة كبيرة لسينمائيين شبان ولوجوه جديدة امثال البرازيلي فرناندو ميريلس (مخرج فيلم بلايندنس) والاسرائيلي آري فولمان مع فيلم "فالس ويز بشير" (رقصة فالس مع بشير) وهو فيلم رسوم متحركة وثائقي من نوع جديد لا سابق له في السينما حول المجازر التي ارتكبت في مخيمي صبرا وشاتيلا للاجئين الفلسطينيين في بيروت في 1982. اضافة الى الارجنتنيين بابلو ترابيرو ولوكريسيا والصيني جيا جانغكي والفيليبيني بريلانتي مندوزا او الامريكي تشارلي كوفمن واضع السيناريو الشهير الذي انتقل الى الاخراج. وبعض المشاركين في المنافسة سبق ان فازوا بسعفة ذهبية امثال اتوم ايجويان مع فيلم "ادوريشن" (عبادة) وفيم فندرز مع فيلم "ذي باليرمو شوتينج" (لقاء في باليرمو) والشقيقين داردين (فازا بالسعفة الذهبية في 1999 و2005) مع فيلم "صمت لورنا". اما من الجانب الفرنسي فيسعى لوران كانتيه وارنو ديبلوشان وفيليب جاريل لاغراء هيئة التحكيم التي يترأسها الممثل والمخرج الامريكي شون بن. تاريخ مهرجان كان وإذا عدنا لتاريخ المهرجان بطريقة السينما "فلاش باك" سنعرف أن تاريخ إنشاؤه يعود إلى عام 1939 بقرار من الحكومة الفرنسية لإنشاء مهرجان دولي للأفلام السينمائية، واختارت مدينة "كان"الفرنسية نظرًا لجمال جوها وشمسها الساطعة، ولكن تم تأجيل أقامته للمرة الأولى بسبب الحرب العالمية الأولى. ثم تم تأجيل المشروع لحين انتهاء الحرب وعاد المشروع بقوة عام 1946 وبالرغم من المصاعب في ذلك الوقت؛ فقد بدأ مهرجان "كان للأفلام السينمائية" كأول حدث ثقافي هام وكانت بدايته في 20 سبتمبر من عام 1946، وكان منتدى للأفلام أكثر من كونه مسابقة. ومنذ ذلك التاريخ لم يتعرض المهرجان إلى مصاعب مالية فيما عامي 1948 و1950، عندما أدى الافتقار إلى المخصصات المالية للمهرجان إلى إلغائه، وباستثناء هذه الفترة أصبح المهرجان يقام بصفة سنوية، وذلك ابتداء من عام 1946، وعام1955 تم تعديل الجائزة الكبرى واستبدالها بالسعفة الذهبية التي ظلت حتى الآن الحلم الأكبر لكل مخرجي العالم السينمائي . تغير ميعاد واختيار الافلام بالمهرجان مع بداية المهرجان، كان يقام في شهر سبتمبرمن كل عام ، لكنه بدءا من عام 1950 أصبح يُعقد في شهر مايو / ايار على مدى حوالي أسبوعين متتالين. وكان الطابع السياحي هو الغالب على المهرجان، ولم يتعدى الحضور في البداية عدة مئات قليلة يحضرون الحفلات العديدة التي يتم تنظيمها في فنادق كروازيت والفيلات الفارهة في مدينة كان، ولكن مع تزايد عدد المشاركين أصبح المهرجان تدريجيًا تجمعا سنويا لصناعة السينما. وفي عام 1960 افتتحت مدينة كان أول سوق يرتبط بصناعة السينما، عبر شاشة واحدة أصبحت بسرعة هي نقطة التقاء رئيسية للمشترين والبائعين من كافة أنحاء العالم وكانت البداية مع عشرة مشاركين في المهرجان كل دورة. أما اختيار الأفلام فكان يتم من خلال دولها المنتجة لها، ولكن في عام 1972 طلب "موريس بيس" رئيس الوفد العام من رئيس المهرجان "روبرت قافر لوبريت" ومن مجلس إدارة المهرجان تغيير القواعد المعمول بها، وبدءا من ذلك الحين أصبح المهرجان هو الذي يختار الأفلام من بين ما تم إنتاجه حديثًا في كل دولة، وهو القرار الذي يعد نقطة تحول في تاريخ المهرجانات السينمائية؛ حيث قلدته كل المهرجانات السينمائية الأخرى. وبالتوازي مع المسابقة الرسمية بالمهرجان أصبح هناك قسم يُطلق عليه الأسبوع الدولي للنقاد، والذي بدأ في عام 1962، كما أصبح هناك أسبوعان للمخرجين في عام 1969، ثم صارت هذه الأقسام المتوازية أساسًا للاختيارات الرسمية للأفلام. عدد الافلام المشاركة أما عن عدد الأفلام الآن فيتم الاختيار من خلال لجان المهرجان حوالي 50 فيلما طويلا، و30 فيلما قصيرا، في القسم الرسمي من عدد يتجاوز الألف وخمسمائة فيلم تتقدم للمشاركة، وتقسم الأفلام المختارة، حسب اختيارات إدارة المهرجان من الأفلام في القسم الرسمي داخل وخارج المسابقة. ويشمل البرنامج الرسمي للمهرجان مسابقة الأفلام الطويلة أغلبها أفلام روائية وبعضها تسجيلي، وتتراوح من 20 إلى 24 فيلما ومسابقة الأفلام القصيرة؛ وأفلام الطلبة (سيني فونديشن)، وهي اختيار رسمي من المهرجان، وبرنامج نظرة ما أو نظرة خاصة وتشارك فيه أفلام متميزة، ولكنها لم تصل إلى المشاركة في المسابقة. ويتضمن البرنامج الرسمي أيضا أفلاما خارج المسابقة، وفيلمي الافتتاح والختام، وعروضا خاصة، فضلا عن قسم أسبوع النقاد الذي تنظمه جمعية النقاد في فرنسا، وقسم أسبوعي المخرجين الذي تنظمه جمعية المخرجين، علاوة على الأفلام التي تعرض في سوق الفيلم، ويشمل المهرجان أيضا عروضا مختارة تحت عنوان كلاسيكيات "كان". وقد أضاف المهرجان قسمين جديدين داخل إطاره الرسمي، وهما قسم سينما الأطفال، وبرنامج "كل سينمات العالم"؛ الذي يسلط الدول على سينما دول مختارة، كما يضم المهرجان أيضا أنشطة أخرى كثيرة في برنامجه الرسمي. جوائز المهرجان أما أهم الجوائز فهي مسابقة الأفلام الطويلة؛ فتمنح جوائز أفضل: ممثل، ممثلة، مخرج، سيناريو، وجائزة لجنة التحكيم لأفضل عنصر فني، السعفة الذهبية. وتأتي جائزة "السعفة الذهبية" لتتوج أفضل أفلام المسابقة، وتليها أهمية جائزة "كاميرا دور" أو الكاميرا الذهبية، وتمنح للعمل الأول في كل أقسام المهرجان الرسمية، وتهدف إلى إبراز موهبة المخرجين ومساعدتهم على إنجاز عملهم الثاني؛ وهي جائزة مادية وعينية. أما مسابقة (سيني فونديشن) فتمنح هي الأخرى جوائز مادية كبيرة، ولكنها أقل قليلا من كاميرا دور، وتمنح مسابقة الأفلام القصيرة جائزة أفضل فيلم، وجائزة لجنة التحكيم لفيلم أو اثنين، وهناك جوائز أخرى عديدة تمنح خارج الإطار الرسمي تقدمها جهات مختلفة. السينما العربية وتعد السينما العربية من أوائل المشاركين في هذا المهرجان الكبير منذ بداياته السينما من خلال دورته الأولى التي أقيمت في عام 1946، وتم ذلك عبر السينما المصرية التي شاركت في تلك الدورة بفيلمين هما: فيلم " دنيا" وهو من إخراج محمد كريم، وفيلم "سيف الجلاد" الذي أخرجه وقام بدور البطولة فيه "يوسف وهبي"، ولعبت دور البطولة النسائية فيه "راقية إبراهيم"، وفي 1949 من خلال"البيت الكبير"للمخرج احمد كامل مرسي، و"مغامرات عنتر وعبلة" ل"صلاح أبو سيف"، ثم في عام 1952 بفيلمي "ليلة غرام" لأحمد بدرخان، و"ابن النيل" ليوسف شاهين. وبعد عام 1956 عندما شاركت مصر في المهرجان بفيلم "شباب امرأة" لصلاح أبو سيف توقفت عن المشاركة؛ بسبب العدوان الثلاثي عليها، ثم عادت مرة أخرى للمشاركة منذ عام 1964. ولم تكن مصر هي الدولة العربية الوحيدة التي شاركت في فعاليات المهرجان بل دخلت كل من لبنان والجزائر وتونس حلبة التنافس، وفاز من بينها بجائزة السعفة الذهبية فيلم "وقائع سنوات الجمر" في عام 1975 للمخرج الجزائري "محمد خضر حامينا" كما كرم المخرج المصري "يوسف شاهين" عن مجمل أعماله. حاليا بالمهرجان افتتح مهرجان "كان" في 14 مايو ويستمر 12 يوم ويشارك في المسابقة الرسمية للمهرجان 20 فيلم من 13 دولة هي: أمريكا وبريطانيا وفرنسا وايطاليا وبلجيكا واسبانيا والبرتغال وفنلندا والصين والمكسيك الجزائروتركيا وأوروجواي. وشارك كل من أمريكا وفرنسا بثلاثة أفلام لكل منهما، بينما تشارك كل من بريطانيا والمكسيك وإيطاليا بفيلمين لكل دولة، فيما تشارك بقية الدول بفيلم واحد. أما المشاركة العربية في المسابقة هذا العام تتمثل في فيلم "السكان الأصليون" (أو أيام المجد) للمخرج رشاد بو شارب الفيلم الذي يمثل الجزائر في المسابقة الرسمية هو، وهو من الإنتاج الفرنسي المشترك مع الجزائر والمغرب. ولا تقتصر مشاركة السينما العربية على الفيلم الجزائري الذي يروي قصة أبناء بلدان المغرب العربي الذين شاركوا إلى جانب الجيش الفرنسي في الحرب العالمية الثانية، بل هناك أيضا الفيلم المصري "البنات دول" للمخرجة تهاني راشد والذي يناقش قضية أطفال الشوارع في مصر، وهو من الإنتاج الكندي وسيعرض في قسم "نظرة خاصة" أي ضمن البرنامج الرسمي ولكن خارج التنافس على الجوائز. وضمن قسم "كل سينمات العالم" تعرض مجموعة من الأفلام التونسية، كما يعرض فيلم من موريتانيا هو " باماكو" للمخرج الشاب عبد الرحمن سيساكو. ويشارك في عضوية لجنة التحكيم من فلسطين المخرج إيليا سليمان صاحب الفيلم الشهير "يد إلهية" الحائز على جائزة لجنة التحكيم الخاصة في "كان" عام 2002 وجائزة النقاد. والآن وبعد انتهاء الأسبوع الأول من فعاليات المهرجان الكبير لا يسعنا إلا أن ننتظر عدة أيام أخرى لنعرف من الفائز بالسعفة الذهبية..؟!