علي الرغم من ترنح الاقتصاد الامريكي وتزايد مشاكل واشنطن في العراق فان أكثر ما يحظي باهتمام الاعلام الامريكي في مرحلة انتخابات الرئاسة هو مدي اهتمام المرشحين باسرائيل وتسلط الاضواء علي من هو المرشح الافضل لاسرائيل. ونظرا للدور الكبير الذي يلعبه الاعلام وتأثيره علي الرأي العام الامريكي فان مرشحي الرئاسة يتنافسون علي اظهار ولائهم لاسرائيل ويسعون لزيارة اسرائيل للحصول علي صك القبول والمغفرة لضمان مساندة اللوبي الاسرائيلي كما فعل السناتور جون ماكين المرشح الجمهوري مؤخرا. واذا كان ماكين قد حسم موقفه من موضوع اسرائيل بمساندة مطالب اكثر العناصر تطرفا فان الصراع فيما بين السناتور هيلاري كلينتون والسناتور باراك اوباما مرشحا الحزب الديمقراطي قد تصاعد مؤخرا خاصة ان الاستفتاء الاخير الذي اجري في اوساط اليهود الامريكيين قد أوضح ان 48 % من اليهود الامريكيين يساندون هيلاري مقابل مساندة 45 % منهم لغريمها اوباما. وكانت هيلاري قد حظيت منذ ان رشحت نفسها بمساندة كبار القيادات اليهودية بعد ان نجحت في اقناعهم بان تعاطفها مع السيدة سها عرفات كان مجرد مجاملة لا تنطوي علي اي مساندة او تعاطف خاصة ان صورتها مع زوجة عرفات وهي تعانقها كانت بمثابة قرار ادانة نجحت هيلاري في تبرئه نفسها منه. وفي الوقت الذي تصاعدت المنافسة فيه بين هيلاري واوباما والاعتقاد السائد بأن التقارب بينهما قد يحسم بموقف المندوبين السوبر وهم رجال الكونجرس وحكام الولايات وكبار الشخصيات السياسية في الحزب يري البعض ان اليهود الامريكيين قد يكون لهم تأثير حيث ان 10 % من المندوبين السوبر في الحزب الديمقراطي من اليهود الامريكيين.. وعدد هؤلاء 70 اعلن 36 مساندتهم لهيلاري في حين اعلن 12 فقط مساندتهم لاوباما مما يعطي باقي اليهود السوبر تأثيرا في توجيه اختيار المرشح الديمقراطي.. واذا كان اوباما قد حرص علي اعلان مساندته لاسرائيل فان موقفه المعلن يقابل بشكوك في الاوساط المساندة لاسرائيل ويرجع ذلك لرفض اللوبي الاسرائيلي لمواقف عدد من المحيطين باوباما والذين جاهروا بمساندة الحق الفلسطيني. وقد تصاعدت مشاكل اوباما مع اللوبي الاسرائيلي بعد ان قام راعي الكنيسة التي يمارس فيها اوباما شعائره الدينية بالقاء عظة اتهم فيها اسرائيل بالعنصرية واعرب عن اعتقاده بأن السياسة الخارجية الامريكية ومساندتها لاسرائيل كانت وراء التطرف الذي تسبب في احداث 11 سبتمبر. وعلي الرغم من اعلان اوباما رفضه لتصريحات القس جريمي رايت فان هيلاري كلينتون لم تقتنع بهذا الرفض وطالبت منافسها بالامتناع عن الذهاب لكنيسة هذا الراعي الذي يعارض مواقف اسرائيل المتشددة.. بل وبادر العاملون في حملتها الانتخابية لنشر اجمالي التبرعات التي دفعها اوباما لهذه الكنيسة والتي بلغت 30 الف دولار خلال العامين الماضيين. وردا علي تكتيك هيلاري قام بعض مساندي اوباما بنشر صورة لجريمي رايت وهو في زيارة للرئيس كلينتون في البيت الأبيض. واما الجماعات اليهودية الامريكية فقد شبهت قس اوباما وتصريحاته بتصريحات لويس فراخان وقالت في منشور تم توزيعه كيف يمكن مساندة اوباما الذي يمول نشر الجريدة التي تنشرها الكنيسة والتي قامت عشية قيام الاعلامية السمراء المعروفة اوبرا دينفر بزيارة لاسرائيل في صحبة عدد من كبار اليهود الامريكيين قبل ان تعلن مساندتها للسناتور اوباما بنشر خطاب مفتوح قام بتحريره علي بغدادي مستشار فراخان لشئون الشرق الاوسط ذكر فيه ان اسرائيل كانت حليفة للنظام العنصري في جنوب افريقيا وان هذا النظام سمح لاسرائيل بتجربة السلاح النووي في المحيط المقابل لجنوب افريقيا بل اعطت لاسرائيل شيك علي بياض لاجراء تجاربها النووية في اي مكان دون طلب اذن بذلك. وذكر الخطاب ان الهدف كان بناء قنبلة لقتل السود والعرب.. ومع فتور العلاقة فيما بين اوباما ويهود امريكا تساءل اللوبي عن سبب ميل اوباما لشخصيات معادية لاسرائيل من امثال جورج سورس الملياردير الذي يرفض العلاقات الامريكية الوثيقة باسرائيل وزجنجو براجنسكي مستشار الامن القومي السابق الذي يرفض تصرفات اللوبي الاسرائيلي. ولكن المشكلة ليست في وزارة الخارجية او البيت الابيض بل في نيويورك وميامي حيث توجد التجمعات اليهودية التي تؤثر في الانتخابات والتي لا يستطيع اي مرشح ان يقف ضدها.