ظاهرة الزواج العرفى وخاصة بين الشباب الجامعى من الجنسين .. ظاهرة من شأنها ان تخلق ازمات اجتماعية واخلاقية تهدد كيان الاسرة والمجتمع ومن اخطر نتائجها انجاب اطفال ابرياء يواجهون ظروفا صعبة ليسوا مسئولين عنها. هذا النوع من الزواج لايحقق مقاصده الاجتماعية والانسانيه ولا يقدم ضمانات كافية خاصة بالنسبة للفتاة المتزوجة عرفيا فهو زواج ينتفى فيه ركن اساسى من اركان الزواج وهو "الاشهار" كما انه لا يقدم الضمانات الكافية للزوجة فلا نفقة ملزمة ولاكساء ولاسكن ولارحمة لان الفتى والفتاة يحرصان على كتمان الامر واخفاء الزواج لانه يتم فى اغلب الاحوال بدون علم الاهل ويتملكهما دائماً الشعور بالاثم والخوف من المستقبل والقلق والاضطراب وهو ما يفتح ابواباً للانحراف لانهاية لها. وقامت مندوبة موقع "أخبار مصر" www.egynews.net بمحاولة لمعرفة أسباب وظروف بعض حالات هذا الزواج ومدى تأثيرة على الطرفين. شباب امرأة قالت "م.س" وهى تبلغ من العمر 24 عاماً انها تزوجت من رجل قطرى يكبرها ب18 سنة متزوج من ثلاثة غيرها وعنده اولاد منهن، وعن ظروف تعرفها عليه قالت "كنت اعمل فى احد "المولات" فى وسط القاهرة وكان هو يشترى ملابس لزوجاته وكنت اساعده فى اختيار الملابس واعجبته واحسست بذلك فعندما طلب منى رقم هاتفى لم ارفض وتم الاتصال وبعد مقابلات طلب منى الزواج واشترط على ان يكون هذا الزواج عرفى لظروفه وافقت بعد ما قدم لى شقة وسيارة "لأنني كنت فى حاجة للمال". وعن حياتها الزوجية اشارت انها كانت بالنسبة له الاستراحة التى يلجأ اليها عندما يزور القاهرة وكانت هذه الزيارة كل سنه واشترط عدم الانجاب. وعن مشاعرها خلال وجوده بالخارج، قالت: كنت اشعر بالندم وعدم الاحساس بالاستقرار والحياة الطبيعية التى تعيشها اى فتاة فى سنى وكنت اشعر اننى فى احتياج للحب من شاب فى مثل عمرى ونبنى حياة وبيت صغير وانجب منه اطفال.. "كنت اشعر اننى قمت ببيع نفسى من اجل سيارة وشقة اجلس فيها بمفردى مع الندم والوحدة" جواز باطل على الرغم من ان المدرسة هى مكان لتلقى العلم ولكن فى حالة "ر.ح" تحولت المدرسة الى مسرح تتم على خشبته فصول مسرحية الزواج العرفى بين المدرس والطالبة وتروى قصتها: "كنت طالبة فى الصف الثانى الثانوى فى احدى مدارس اللغات بمحافظة الجيزة ونشأت علاقة حب مع مدرس واقنعني بأنه لابد من تحويل هذا الحب الى زواج وقال لى " لابد ان نكون معا للابد ولم اكن افكر فى ذلك الوقت فى اسرتى كنت فى حالة من اللا وعى" وتم الزواج واحسست بعد عدة اشهر بأعراض حمل ولجات اليه وهنا عرفت اننى تسرعت واخطات فى حق نفسى ووضعت اسرتى فى موقف صعب فقد تخلى عنى وقال لى "كل ما يربط بينى وبينك ورقة واعترف لى حتى ان هذه الورقة مزورة لان رقم البطاقة ليس حقيقيا" وهددته وقتها اننى سوف ارفع قضية رد قائلاً " اعلى ما فى خيلك اركبيه" واعترفت لاسرتى وللمرة الاولى شعرت بالخزى امامها وفعلا لم يستطيعون اخذ حقى لانه لايوجد ما يثبت زواجى منه لان جميع البيانات فى الورقة غير صحيحة وقمت بعمل عملية اجهاض وادركت متاخرا اننى وضعت اسرتى ونفسى بين يدى شخص لا يوجد عنده ضمير ولا مبادئ وان هذا الزواج باطل باطل لانه لا يحفظ حقوق اى فتاة. من اجل المعاش من قصص الزواج العرفى سيدة ارملة تزوجت عرفيا لكى تستمر فى الحصول على معاش زوجها دون علم اهلها واولادها وفى يوم احس ابنها وهو يبلغ من العمر 19 عاما بخروج والدته كثيراً وتتغيب لفترات كثيرة خارج المنزل فبدأ ان يتابع خطواتها وعرف انى متزوجة من شخص اخر وكانت صدمته فى امه. فسألتها كيف كان شعورك امام اولادك ؟ قالت: شعور بالخجل وكيف بعد ذلك يتقبل منى اولادى النصيحة وانا ارتكبت الخطأ. فقلت لها اذا جاء ابنك وقال لك انا سوف اتزوج عرفى ماذا تقولى له. طبعا اى ام هترفض ولكن انا فى موقفى هذا ماذا اقول!!!! تعنت الاهل تعنت الاهل كان السبب فى الزواج العرفى لإحدى الفتايات فعندما تقدم "س.م" لخطبة "م.ا" رفض الاهل بشدة بدون اسباب مع العلم انه ميسور الحال ويعمل فى تجارة السيارات وهى حاصلة على مؤهل متوسط ولا تعمل وتربطها بالخطيب قصة حب وتم بالفعل الزواج وعندما علم الاهل شعروا بالندم وقالوا "لو كنا من الاول وافقنا لما حصل ما حصل" الأثار السيئة المترتبة على الزواج العرفى ضياع حقوق الزوجة حيث إن دعواها بأى حق من حقوق الزوجية لاقيمة لها أمام القضاء لعدم وجود وثيقة الزواج الرسمية أن الزوجة قد تبقى معلقة لاتستطيع الزواج بأخر إذا تركها من تزوجها عرفياً دون أن يطلقها وأنقطعت أخباره عنها أن الأولاد الذين يأتون نتيجة للزواج العرفى قد يتعرضون لكثير من المتاعب التى قد تؤدى بهم إلى الضياع والتمزق داخل مجتمعهم بل وقد ينكر نسبهم بما أن الأصل فى الزواج الإشهار والإعلان ومن ثم تبادل التهانى والتعارف بين أهل وأقارب الزوجين ( بعض الفقهاء عدوه شرطاً من شروط صحة عقد الزواج ) وحيث أن الزواج العرفى يتم فى سرية وكتمان يترتب عليه إنقطاع أواصل المودة والتقارب بين أهل الزوجين إن مايسمى بالزواج العرفى يتم خلاله فى اغلب الاحوال خداع الفتاة وفى احيان نادرة يكون الهدف منه الحصول على منافع مادية غير مشروعة مثل الحصول على معاش ليس من حقها لو تزوجت زواجاً رسمياً وهو مايرفضة الضمير والامانه رأي الدين وعن رأى الدين فى هذا الزواج، أكد الدكتور عبد الفتاح الشيخ مقرر لجنة البحوث الفقهية بمجمع البحوث الاسلامية ان الزواج العرفى الذى يعتد به هو الزواج الذى تتوافر فيه شروط تم اخذها من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذى اعتبر توافرها امراً لازما لصحة الزواج حيث قال صلى الله عليه وسلم كل نكاح لايحضره اربعة فهو سفاح.. والأربعة هم زوج وولى وشاهدا عدل. وذكر الدكتور الشيخ، بعد اجتماع لجنة البحوث الفقهية يوم 27 مارس أيار 2007 انه تم اضافة شروط اخرى قال بها بعض العلماء بأعتبار ان وجودها سيحد من اثار هذا الزواج العرفى مثل الاشهار.