أصبحت تجارة التحف والأنتيكات تجارة رائجة في السوق المصرية ،ويعد الخواجة ليفي أول من أسس صالات الأنتيكات في مصر خلال ثلاثينيات القرن الماضي والتي وصل عددها الي نحو 10 صالات شهيرة في القاهرة والأسكندرية ويقدر الخبراء حجم هذه التجارة في السوق المصرية بنحو2 مليار جنيه خاصة مع تزايد أعداد صالات بيع التحف والأنتيكات وقاعات الجاليري فقد بدأ يرتادها عدد كبير من محبي هذه القطع النادرة باختلاف نوعياتهم حيث ارتبطت منذ نشأتها بصفوة المجتمع من الباشوات الا ان فئات أخري جديدة دخلت هذا العالم كرجال الأعمال والفنانين والسياسيين حتي الهواة وأخيراً الشباب المقبل علي الزواج رغبة منهم في إضفاء لمسات من الأصالة علي منزل الزوجية . تجولت الراية الاسبوعية في سوق الأنتيكات بشوارع القاهرة والتقت بخبراء التحف منهم السيد سالم عزوز صاحب جاليري الذي بادرنا قائلاً الأنتيكة يرتفع ثمنها كلما مر عليها الزمن، ويري أن مهنة تجارة التحف تحتاج الي خبرة ودراسة ومعرفة بحركة البيع والشراء علاوة علي الذوق الرفيع. وعن كيفية تقييم وتصنيف المعروضات يقول: إن التحفة التي يتعدي عمرها المائة عام فيما أكثر فهي أنتيكة أما إذا تعدت ال 250 عاماً فتعتبر من الآثار. ويضيف: من الأنتيكات ماهو إيطالي، مصري، انجليزي وفرنسي، أما عن مواصفات الأنتيكات والتحف الأصلية فيقول: نستطيع تمييز ماهو أصلي بعدة طرق منها خفة الوزن ونعومة الملمس لانخفاض نسبة الرطوبة خاصة في المصنوعات الفخارية والحجرية أما التابلوهات فالأصلي منها هو ما يبدو داكناً. وعن أسرارالمهنة يحدثنا الحاج أحمد متولي الذي يمتلك أقدم صالة تحف وأنتيكات بمنطقة الزمالك حيث يؤكد ان مصر عرفت هذه التجارة علي يد يهود مصر الذين تفننوا فيها وأجادوا صناعتها كذلك الأجانب وأشهرهم الإيطالي كاسكو واليوناني مخاليدس. ويتذكر الحاج متولي أن من أهم رواد صالته المشاهير الفنان الراحل محرم فؤاد والفنانة ماجدة وهند رستم وزوجها الطبيب محمد فياض إضافة الي أحمد ماهر وزير الخارجية السابق وبعض سفراء الدول في مصر وبعض الأسر الأرستقراطية كما يشيرالي أن نوعية رواد تلك الصالات اختلفت خلال السنوات الأخيرة فأصبحوا خليطاً من محترفي تجارة الأنتيكات ومحبي الاقتناء الي جانب الهواة، مشيراً إلي ان كل صالة لها روادها بحسب قدراتهم المادية وقيمة القطع المعروضة فيها وعن أغلي قطعة باعها قال متولي: بعت لوحة نادرة مصنعة من الفضة لرجل أعمال عربي بمبلغ 70 ألف جنيه وتعود صناعتها لأوائل القرن التاسع عشر. أما سامية غسان فقد ورثت مهنة تجارة الأنتيكات من والدها منذ أكثر من 38 عاماً وتعد واحدة من خمس نساء مصريات ممن يعملن في هذا المجال وتقول: إن المزادات من أهم طرق الحصول علي الأشياء النادرة وتضيف: ان السياحة تلعب دوراً مهماً في تزايد معدلات البيع وقالت إن أغلي قطعة باعتها هي تابلوه للفنان إدموند بيكار بمبلغ 100 ألف جنيه اشتراها أحد الأمراء العرب. في حين أكد حسام حسن صاحب محل تحف وأنتيكات بالقاهرة إن حركة بيع وشراء التحف لم يعد لها رونقها القديم، وعن أندر القطع الموجودة بقاعته قال: إنها مرآة تعود لأيام محمد علي باشا ويحتفظ بها في الجاليري منذ 18 عاماً وعن أشهر رواده قال: منهم الفنان هاني شاكر وزوجته، الفنان محمد الحلو، وحسين فهمي وأخوه مصطفي، وإلهام شاهين وليلي علوي بالإضافة الي رجال أعمال.