أشارت وزيرة الخارجية الامريكية كوندوليزا رايس الى دعم الولاياتالمتحدة لان تتولى قوات الرئيس الفلسطيني محمود عباس السيطرة على حدود قطاع غزة مع مصر. وقالت رايس ان وجود السلطة الفلسطينية ربما يساعد في اعادة "بعض النظام" الى معبر رفح بين غزة ومصر بعد أن اقتحم مئات الالاف من الفلسطينيين الحدود الى مصر بعد تفجير جزء من الجدار الحدودي الاسبوع الماضي. وعما اذا كانت واشنطن تدعم تولي قوات عباس السيطرة على الحدود ، قالت رايس للصحفيين "ستكون هناك العديد من التفاصيل التي سيكون من المتوجب التعامل معها ولا يمكنني التعليق على أي تفصيلة محددة لان الوضع معقد للغاية.. وستكون تلك عملية معقدة في حد ذاتها." وأضافت في مؤتمر صحفي عقب لقائها بوزير الخارجية الاسترالي "نحن قلنا إنه من حيث المبدأ يتعين تأييد ذلك وإن على الاطراف أن تفكر في ما اذا كانت تلك طريقة يمكن التعامل بها مع الوضع." وقد اجرت الولاياتالمتحدة اتصالات مع مصر واسرائيل والسلطة الفلسطينية منذ بدء تدفق فلسطينيي قطاع غزة الى مصر بعد ان فجر ناشطون السياج الفاصل بين الاراضي الفلطسينية ومصر. أحمد ابو الغيط واوضحت رايس انها تحدثت مع وزير الخارجية المصري احمد ابو الغيط حول الوضع على الحدود مع قطاع غزة. وكان ابو الغيط صرح الاحد انه بحث مع مسؤولين فلسطينيين في السماح لقوات السلطة الفلسطينية بالسيطرة على المعابر. من جهة اخرى قالت رايس انه من المهم جدا ان تستخدم حماس كل ما تملكه من قدرة لوقف اطلاق الصواريخ على اسرائيل". واضافت انه من المهم ايضا "الا يتكبد السكان الابرياء في غزة الذين لسوء حظهم ما زالوا يعيشون في غزة بعد الانقلاب غير الشرعي الذي قامت به حماس ثمنا انسانيا". وفي بروكسل اعلن الاتحاد الاوروبي دعمه لاقتراح السلطة الفلسطينية ان تتولى مجددا ادارة الحدود بين قطاع غزة ومصر ما قد يؤدي الى احياء مهمة الاتحاد عند معبر رفح. وعلى صعيد متصل ، تظاهر نحو مئة فلسطيني الاثنين في بروكسل امام المبنى الذي اجتمع فيه الوزراء الاوروبيون مطالبين برفع الحصار الاسرائيلي عن قطاع غزة. وترفض حركة حماس العودة الى التفاهمات السابقة حول معبر رفح.ويقضي اتفاق ابرم في تشرين الثاني/نوفمبر 2005 بين اسرائيل والسلطة الفلسطينية بان تتولى السلطة السيطرة الامنية على الجانب الفلسطيني من معبر رفح بينما يتولى موظفون من الاتحاد الاوروبي مراقبة حركة الدخول والخروج. ولاحظ الوزراء الاوروبيون انه رغم كل الصعوبات تحاول مصر "ايجاد حل سلمي ومنظم لهذا الوضع" مؤكدين استعدادهم للمشاركة في تطبيق اي اتفاق بين السلطة الفلسطينية ومصر واسرائيل حول ادارة الحدود. وفي هذا السياق شدد الوزراء على استعداد الاتحاد الاوروبي خصوصا "لاستئناف مهمة بعثته عند معبر رفح". ومن جانبه ، قال الممثل الاعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي خافيير سولانا "ساتوجه الى مصر لمناقشة هذه القضية مع الرئيس مبارك السبت والاحد". كذلك بحث الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت هذه المسألة خلال لقائهما الاحد في القدس. وجاء في بيان صادر عن وزارة الخارجية المصرية ان ابو الغيط اجرى اتصالات هاتفية بنظيرته الاميركية كوندوليزا رايس والممثل الاعلى لسياسة الاتحاد الاوروبي الخارجية خافيير سولانا والمفوضة الاوروبية المكلفة العلاقات الخارجية بينيتا فيريرو فالدنر واكد لهم "عزم مصر على اجراء عملية ضبط تدريجي للحدود المصرية مع قطاع غزة واعادة الوضع على الحدود الى الشكل المقبول". واضاف البيان ان مصر "تجري اتصالاتها مع جميع الاطراف المعنية لاعادة العمل باتفاق المعابر الذي ينظم عملها بما في ذلك معبر رفح وبما يحقق رفع الحصار عن القطاع". وشدد على "اهمية تعاون الجانب الاسرائيلي مع الجهود الحالية لتنظيم عمل المعابر من خلال نشر افراد السلطة الوطنية الفلسطينية فيها واستئناف عمل المراقبين التابعين للاتحاد الاوروبي". كما شدد على "اهمية تفهم المجتمع الدولي لضرورة عدم تكرار اجراءات العقاب الجماعي الاسرائيلي ضد سكان قطاع غزة". وكان وزراء الخارجية العرب دعوا في قرار اعتمد في ختام اجتماعهم في القاهرة الى اعادة فتح معبر رفح "وفقا للترتيبات المتفق عليها دوليا" اي تسليمه الى السلطة الفلسطينية تحت اشراف مراقبين من الاتحاد الاوروبي. وحمل الوزراء العرب اسرائيل "باعتبارها قوة احتلال مسؤولية تدهور الاوضاع في الاراضي الفلسطينية" وطالبوها "برفع فوري للحصار على غزة". وفي رام الله في الضفة الغربية دعا رئيس الحكومة الفلسطينية سلام فياض حركة حماس الى "عدم التدخل" في موضوع اعادة فتح المعابر مع قطاع غزة مؤكدا ان السلطة الفلسطينية "صاحبة الولاية القانونية لادارة المعابر". سلام فياض وقال "هناك موقف عربي بالاجماع وموقف دولي غير مسبوق بالموافقة على ادارتنا للمعابر ونحن اعربنا عن استعدادنا لادارتها ، وان الانقلاب الذي حدث في غزة لن يغير من حقيقة الامر اي شيء بخصوص دورنا في المسؤولية عن ادارة المعابر وسنقوم بممارسة هذا الدور وهذه المهام". واضاف فياض "اننا نسعى لتحقيق فتح قابل للاستمرار في المعابر خصوصا بالنسبة الى معبر رفح ولكن بشكل نظامي ولا بد من تنظيم الحركة على المعابر". واوضح "ان ما حصلنا عليه من موافقة دولية هو انجاز هدفه رفع الحصار عن قطاع غزة وانهاء معاناة الشعب الفلسطيني في القطاع و سنستمر في جهودنا من اجل ان يتم الفتح الفعلي للمعابر". جدير بالذكر ان وفد من السلطة الفلسطينية يتوجه الاربعاء الى القاهرة لبحث قضية المعبر كما يزور العاصمة المصرية وفد من حماس لنفس الغرض .