اختتمت مساء الجمعة فعاليات مهرجان القصبة السينمائي الدولي الثاني في رام الله بتكريم المخرجة الفلسطينية مي المصري عن فيلمها الوثائقي (33 يوم). يروي الفيلم قصصا انسانية حدثت خلال حرب يوليو تموز 2006 بين مقاتلي حزب الله اللبناني والجيش الاسرائيلي ودارت احداث هذه القصص فيما انشغلت وسائل الاعلام بتغطية وقائع الحرب التي انتهت بوقف لاطلاق النار اعلنه الامين العام السابق للامم المتحدة كوفي عنان. وقالت المصري بعد عرض الفيلم على شاشة مسرح القصبة في رام الله بالضفة الغربية "الفيلم يركز على حياة الناس خلال فترة العدوان وعلى الجوانب الانسانية لقصص لم نسمعها او نشاهدها في الاخبار." واضافت قائلة "الافلام الوثائقية تقدم الوجه الاخر الذي مع الوقت قد ينسى. اريد لهذه القصص ان تبقى جزء من الذاكرة." وتقدم المصري التي سبق ان اخرجت عدة افلام منها (يوميات بيروت) (احلام المنفى) و(أطفال شاتيلا) و(اطفال جبل النار) و(امرأة في زمن التحدي) في فيلمها ما قام به شبان متطوعون خلال ايام الحرب من توصيل المساعدات الغذائية للعائلات التي نزحت عن منازلها خلال ايام الحرب اضافة الى دورهم في الاهتمام بالاطفال وايجاد وقت لهم للعب والتخفيف من صدمتهم حتى في وقت القصف. وقالت المصري "يحمل هذا الفيلم رسالة ليس الى الشباب العربي فقط وانما للعالم. رسالة المقاومة المدنية ودور الشباب المتطوعين وشباب الجامعات في تقديم المساعدة." يحفل الفيلم بالعديد من المشاهد الساخرة التي تجعل الاطفال يضحكون ويمثلون ويلعبون الامر الذي لم يكن ليحدث لولا ايمان الشبان المتطوعين بلعب دورهم في معركة بدت شرسة وكان خطر الموت يلاحقهم في كل لحظة. ويعرض الفيلم قصصا لاطفال تقل اعمارهم عن خمسة عشر عاما عملوا الى جانب المتطوعين واضفوا على احداث الفيلم نكهة لطيفة الى جانب الدمار الكبير الذي لحق بالاحياء السكنية في العديد من احياء بيروت. وتسمع فتى يقول "أنا اسمي خالد ولقبي ابو الحواجب والكل يعرفني بابو الحواجب تطوعت للمساعدة" والى جانبه طفل اخر يقول "انا محمد حمزة يسمونني كازانوفا لاني احب البنات." لا يغيب عن المخرجة استحضار تلك القرى التي حفظ اسماءها كل من كان يتابع اخبار الحرب وهي (مارون الراس) و(عيتا الشعب) من خلال عرض لمقاطع من نشرات الاخبار حول المواجهات العنيفة التي شهدتها خلال الحرب. ويتضمن الفيلم عرضا لتجارب صحفيين كانوا يواصلون عملهم في ظروف صعبة جدا وسط اصوات القذائف وامام صور لقتلى من الاطفال والنساء كانوا ضحية قصف احياء سكنية. وتترك المصري مجالا للناس في فيلمها للتعبير عن ارائهم ومواقفهم من هذه الحرب التي تعكس احتفال اللبنانيين بالانتصار رغم الدمار الكبير الذي لحق بلبنان. قال كثير ممن حضروا الفيلم ان هذه القصص لم تكن ترد في الاخبار رغم اهميتها وقال الشاب سائد حسين وهو في الثلاثينات من العمر "ما شدني الى الفيلم اننا نعيش نفس المعاناة وان اختلفت الظروف لقد رأينا شبانا يحاربون دون ان يحملوا سلاحا كان دورهم مهما مثل دور المقاتلين في مساعدة الناس. هذه تجربة تستحق كل التقدير." قالت المصري بعد تكريمها في مهرجان القصبة السينمائي الدولي الثاني "هذا التكريم يعني لي الكثير في بلدي فلسطين سنواصل عمل افلام توصل صرخة الناس للعالم." وقال جورج ابراهيم مدير عام مسرح وسينماتك القصبة في كلمة في حفل الختام "سنبدأ من يوم الاثنين الاعداد للمهرجان القادم ونعدكم باستضافة مخرجين وممثلين ومنتجين لخلق حالة من التواصل بين السينمائيين الدوليين والفلسطينيين." واضاف "ستكون هناك مسابقة سينمائية نقدم فيها العديد من الجوائز المالية (خلال دورة المهرجان القادمة) والليلة نكرم سيدة تميزت بهدوءها وثقافتها وحسها الفني انها المخرجة الفلسطينية مي المصري." وعرض خلال مهرجان القصبة السينمائي الدولي الثاني خمسة وثلاثون فيلما بين روائي ووثائقي وتسجيلي قصير مثلت ثقافات مختلفة من اربع وعشرين دولة عربية واجنبية.