الاهرام المسائى 24/11/07 هل هي الفترة التي توقفت فيها الوظيفة الميري التي كانت توفرها القوي العاملة للخريجين بمختلف مؤهلاتهم العليا فوق المتوسطة المتوسطة وإنما هي حقيقة واقعة !! هذه الوظائف مطلوبة علي الفور واصحاب المصانع والشركات تبحث كل لحظة عمن تتوافر فيه المهارات لشغلها. وقبل أن يذهب خيالك ببعيد بأن هذه الوظائف تتطلب مهارات ومؤهلات خارقة.. نقول لك إن المهارات المطلوبة يمكن اكتسابها خلال3 أشهر علي الأكثر بعد التدريب التحويلي.. مثل العمل علي ماكينات وأجهزة في مصانع للملابس الجاهزة والجلود والغزل, والبتروكيماويات وغيرها. وإزاء هذه المشكلة التي نحن بصددها وهي توافر فرص العمل الكثيرة والايدي العاملة الأكثر لكن لا يلتقيان, بدأ مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء مشروع مرصد التعليم والتدريب الوظيفي الذي يهدف إلي إتاحة البيانات والمعلومات التفصيلية عن احتياجات سوق العمل من المهن والمهارات التدريبية والموارد البشرية المختلفة والتنسيق بين أصحاب العمل وسوق العمل ومتخذي القرار لتصحيح اختلالات السوق الحالية بين العرض والطلب. ويشير د.ماجد عثمان رئيس مركز معلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء إلي أن المرصد بدأ العمل فيه خلال ديسمبر عام2005 حيث عقد اجتماع بين ممثلي17 جهة مصرية تعمل في مجالات التدريب والتعليم والتشغيل وبين ممثلي مؤسسة التدريب الأوروبية وتم الإعلان رسميا عن بدء تشغيله في ديسمبر2006, خاصة بعد نجاحه في عدد من الدول الأوروبية والعربية في معالجة قضية العرض والطلب في سوق العمل. وقال إن المرصد عبارة عن شبكة متكاملة من المعلومات الخاصة بسوق العمل والتدريب والتعليم ويهدف إلي التنسيق والتعاون بين كل الاطراف المعنية بعمليات التشغيل والتدريب والتعليم من خلال لجنة تيسير تتولي إدارته. وأشار إلي أن المرصد سيقدم المعلومات التفصيلية لمتخذي القرار في كل الجهات والمستويات الحكومية, وكذلك اصحاب الأعمال والمستثمرون والباحثون عن فرصة عمل إلي جانب الطلاب وأولياء أمورهم لاختيار التخصص الذي يحتاجه سوق العمل الذي تتوافر فيه فرص العمل ذات المرتبات الشهرية الكبيرة. ومن جانبه يوضح د.سعيد المصري مدير الإدارة العامة للدراسات التنموية بمركز معلومات مجلس الوزراء انه سيتم خلال الشهر المقبل اطلاق البوابة الالكترونية للمرصد وتشمل معلومات عن التعريف بالمرصد وفرص العمل المتاحة ببعض الاسواق الداخلية, وعمليات المسح التي اجريت, وكذلك التي سيتم تنفيذها بالمصانع والشركات وغيرها من الفرص المتاحة للعمل, وكذلك عمليات التدريب والتعليم والتشغيل. وقال إن هناك فجوة كبيرة بين التخصصات والمناهج الدراسية التي يجري تعليمها للطلاب بالمدارس الفنية والجامعات وبين متطلبات سوق العمل موضحا أن الطلب علي العمالة يزيد لكن من مهارات غير متوافرة كما أن المعروض يزيد من مهارات غير مطلوبة إلي جانب أن التوزيع غير المتكافئ لفرص العمل جغرافيا ووجود أطراف متعددة في سوق العمل وعدم وجود آلية حقيقية للتنسيق بينهم يزيد من تفاقم البطالة.. وبالتالي فإن فرص نجاح المرصد تكون كبيرة في توفير المعلومات الكافية, والتنسيق بين الجهات المختلفة لاتخاذ القرار الصائب تجاه حل البطالة التي تزيد كل يوم بمعدلات مخيفة. وحول تمويل انشطة المشروع قال د.سعيدالمصري إنه يعتمد بشكل أساسي عن التمويل الحكومي ضمن ميزانية مركز المعلومات بمجلس الوزراء, بالاضافة إلي دعم من مؤسسة التدريب الأوروبية, ومؤسسة التمويل الإيطالية, مشيرا في هذا الصدد إلي إجراء مفاوضات مع البنك الدولي للمشاركة في التمويل, وكذلك المجتمع المدني والجمعيات الأهلية والدعم الكامل من وزارة القوي العاملة والتشغيل. ويوضح سمير طلعت رضوان عضو لجنة تيسير المرصد أن خطة عمل المرصد تستهدف إنشاء مراصد فرعية علي المستوي الجغرافي, واقامة شبكات تربط بينها وصولا إلي تكوين مرصد واحد علي المستوي القومي. وقال إنه سيتم البدء بمرصد القاهرة الكبري نظرا للتقارب بين المحافظات الثلاث جغرافيا وقطاعيا ايضا, مشيرا إلي أهمية التعاون بين الجهات المشاركة في عمل المرصد لتنفيذ عمليات المسح لسوق العمل. فيما أعلن ماجد حسن عوض عضو لجنة التيسير بالمرصد عن تكرار عمليات المسح بشكل دوري, وهو ما سيوفر المعلومات الكافية امام متخذي القرار لتعديل منهجية التعامل مع البطالة, وربط التخصصات بسوق العمل. وقال إن هناك العديد من الصعوبات التي تواجه المرصد في مصر منها علي سبيل المثال أن فكرة المراصد حديثة النشأة وهناك عدم دراية كافية بابعادها وسبل إقامتها إلي جانب أن مصر تواجه مشكلة تعدد مصادر البيانات بل احيانا تضاربها واحتكارها والمرصد يقوم علي نظام معلوماتي وبالتالي فانه لا بد من إزالة كل المعوقات امام عمل المرصد ليحقق الهدف منه مثلما حدث في فرنسا وإيطاليا وتونس وسوريا وغيرها. وضرب عاطف واصف استشاري بمؤسسة التدريب الأوروبية مثالا علي الخلل الذي يحدث في التعليم لدينا وعدم مواءمته مع سوق العمل, فقسم ميكانيكا الإنتاج بكليات الهندسة هو الأكثر طلبا لخريجيه في سوق العمل, ومع ذلك لا يلتحق به سوي الطالب الحاصل علي مقبول أو راسب في مادة في سنة ما قبل التخصص, وبالتالي فان الاقبال عليه ضعيف من جانب الطلاب والاهتمام أكثر ضعفا من جانب الكليات. المزيد من التحقيقات