يسيطر تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وبلاد الشام " داعش" على مساحات شاسعة من شمال شرق سورية وأجزاء من العراق، حيث استولى أمس الثلاثاء على مدينة الموصل ثاني كبري مدن العراق. وترى الجماعة الإسلامية المتشددة نفسها نواة لخلافة عالمية. وهناك جذور للتنظيم في الفرع العراقي من تنظيم القاعدة، والذي خاض حربا بعد عام 2003 ضد قوات الاحتلال الأمريكي وكذلك الجيش والشرطة بالحكومة الجديدة. وانشق داعش عن الشبكة الإرهابية الدولية في العام الماضي عندما تحدى زعيمها أبو بكر البغدادي زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري وأصر على قيادة دولة إسلامية تمتد على سورية والعراق. وفي محافظة الرقة شمال شرق سورية، يعمل التنظيم كحكومة كاملة، حيث يفرض تفسيره المتشدد للشريعة الإسلامية لكنه في الوقت نفسه، يوفر خدمات عامة. وأدى تصميم التنظيم على السيطرة على أراضي منتزعة من الحكومة السورية إلى قتال عنيف مع جماعات متمردة منافسة. وقد أثار توسع داعش في السيطرة على أراضي كبيرة حالة من القلق العميق لدى الحكومات الغربية. كما تخشى الحكومات الغربية من جذب التنظيم للإسلاميين المتشددين من الشباب في الغرب. وفي العراق، يستفيد التنظيم من الغضب بين الأقلية السنية بسبب ما يقول نشطاء إنها قوانين تمييزية وحملات اعتقال واسعة النطاق لمكافحة الإرهاب. ويزعم التنظيم تنفيذ أكثر من سبعة آلاف "عملية عسكرية" في الفترة بين نوفمبر 2012 ونوفمبر 2013 . وعندما فضت قوات الأمن الموالية لرئيس الوزراء الشيعي نوري المالكي مخيمات احتجاج في مدينتي الفلوجة والرمادي السنيتين، في نهاية عام 2013، استغلت الجماعة سريعا حالة الغضب المحلية. ومع المقاتلين السنة الآخرين، استولى داعش على المدينتين - على الرغم من أن قطع علاقاته مع المقاتلين الآخرين في مدينة الرمادي، سمح لقوات الأمن باستعادة موطئ قدم. وفي سورية المجاورة، ظهرت جماعة جهادية اسمها "جبهة النصرة" كواحدة من أكثر القوات المقاتلة فاعلية في مواجهة الجنود الموالين للرئيس بشار الأسد في عام 2012. وفي ابريل عام 2013، قال البغدادي إن النصرة جزء من تنظيمه وإن المقاتلين في كلا البلدين سيعملون من الآن فصاعدا تحت اسم الدولة الاسلامية في العراق وبلاد الشام.إلا أن زعيم جبهة النصرة، أبو محمد الجولاني رفض الاندماج وكسب دعم زعيم القاعدة الظواهري. ولكن داعش حصل على ولاء العديد من مقاتلي النصرة، وتمكن من السيطرة على الرقة وأجزاء من محافظة حلب بشمال سورية. ويقاتل تنظيم داعش حاليا الأكراد في شمال شرق سورية والمتمردين المنافسين، بما في ذلك النصرة، في حلب ومحافظة دير الزور في شرق سورية.وستربط دير الزور الرقة بمعاقل داعش في غرب العراق، فضلا عن تزويدها بدخل من آبار النفط في المنطقة. وبعد رفض الظواهري لتوسع تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وبلاد الشام، تبنت المجموعة شعار "باقية".