نقلا عن جريدةالجمهورية6/8/07 في ظاهرة خطيرة.. تستوجب الحسم المروري المفقود انتشرت في القاهرة والجيزة السيارات المزودة بشاشات تليفزيونية وأجهزة D.V.D خصوصاً بين الشباب. خبراء المرور يحذرون من هذه الظاهرة. باعتبارها الخطر القادم بعد سباقات الموت في المطار منبهين الي تأثيرها السلبي علي تركيز السائق أثناء القيادة الأمر الذي يتسبب في العديد من الحوادث بينما أصحاب السيارات من الشباب يرون فيها نوعاً من التقدم التكنولوجي لايمكن تجاهله يحقق لهم المتعة أثناء القيادة "حسب زعمهم" لزوم الروشنة التي قد يكون ثمنها حياة أبرياء لاذنب لهم. رصدنا الظاهرة التي انضمت مؤخراً إلي موسوعة المخالفات المرورية التي تتسبب في فقدان الآلاف لحياتهم يوميا. روشنة مميتة : في البداية التقينا بعدد ممن يستخدمون هذه التقنية بسياراتهم منهم المهندس عادل نجيب أحد المتحمسين للتجربة والذي أضاف لسيارته 3 شاشات تليفزيونية وجهاز "دي.في.دي" بلغ سعره 1800 جنيه. بينما الشاشات كلفته 4500 جنيه واحدة منها علي "التابلوه" المواجه لقائد السيارة واثنتان علي المساند الخلفية للمقاعد الأمامية.. مخصصتان للأطفال الذين يجلسون في المقاعد الخلفية ويشاهدون أفلام الكارتون المفضلة لديهم بينما يطل الأب علي مايشاهدونه من خلال الشاشة الأمامية!! ويقول عادل نجيب: هي اضافة للسيارة ونوع من التكنولوجيا علينا الاستفادة منه.. فلا داعي لتعذيب الاطفال في السيارة خصوصاً في الرحلات الطويلة والسفر بالسيارة ولايختلف "D.V.D" عن أي جهاز MP3. ويري المهندس عادل أن الحملات المرورية التي تستهدف سيارات الدي في دي غير مجدية.. فلم يحدث أن تسببت هذه السيارات في وقوع حوادث. كما أن تأثيرها علي القيادة غير ذي بال.. فالمهم أن يكون السائق عالي التركيز ودور رجال المرور التأكد من سريان رخص القيادة فقط!! أحمد السيد "صيدلي" يقول: سيارتي تخلو من جهاز الدي في دي وملحقاته.. إلا أنني شاهدته في عدد كبير من سيارات التاكسي.. والهدف تسلية الراكب لكن الغريب أن شاشة العرض تكون في مواجهة السائق وليس خلف الكرسي الأمامي. يضيف أحمد : الجهاز لايأخذ مساحة كبيرة وهو ملحق بالتابلوه.. وعندما سألت سائق التاكسي أشار إلي أنه يعمل مع فوج من السياح ووجود التليفزيون والدي في دي.. عنصر جذب خلال جولاتهم الطويلة بأحياء القاهرة وتنعكس علي المبلغ الذي يتقاضاه في آخر اليوم. ويشير أحمد السيد إلي أن الشارع مليء بالمناظر التي تشتت انتباه أي سائق فقيادة السيارات في مصر تخلو من المتعة. لذلك "فالدي في دي".. ليس الوحيد في قائمة تشتيت الانتباه وان كان يعترف بمسئوليته عن حوادث كثيرة إذا كان السائق مستهتراً فاقد الاحساس بالمسئولية. دش السيارة : عمر الظواهري "صاحب معرض سيارات" يؤكد أن الموديلات الحديثة من السيارات مزودة بشاشة عرض وجهاز D.V.D ضمن المواصفات الاختيارية كالتكييف والزجاج الكهربائي و"اللاب توب" ولكنها توضع في مكان آمن بالسيارة للحفاظ علي أمن السائق والراكب وهو المساند الخلفية للمقاعد الأمامية لأن هذه السيارات تصمم لطبقة معينة بهدف راحة الراكب ورفاهيته.. دون التأثير علي تركيز قائد السيارة. ويوجد بالأسواق حالياً مساند جاهزة يتم تركيبها في خلفية المقاعد الأمامية تشمل الشاشات وسعرها لايزيد علي 4 آلاف جنيه شاملة التركيب وأكثر الزبائن الذين يقبلون عليها من الشباب في سن 18 وحتي 25 سنة. ولكن المشكلة أن الشباب "الروش" لايكتفي بالأماكن القانونية ويصر علي وضع شاشة بالتابلوه وهو مايخالف القواعد المرورية. ويشير الظواهري الي بداية ظهور "موضة جديدة" وهي تركيب دش بالسيارة قرأ اعلاناتها موخرا وهو الأمر الذي يمكن قائد السيارة من مشاهدة مباراة القمة مباشرة أو المسلسل المفضل أثناء إذاعته كل ذلك أثناء القيادة وهو مايعد كارثة. إذا تم دون اشتراطات للحفاظ علي ماتبقي من انتباه السائق. ممنوع .. ممنوع : العميد أحمد عاصم مدير إدارة الإعلام بمرور القاهرة يحسم الجدل حول "الدي في دي"..قائلاً إن قانون المرور الحالي ضد كل مامن شأنه أن يبعد قائد المركبة عن تركيزه أثناء القيادة فمثل هذه الأجهزة أن كانت لخدمة راكبي المقاعد الخلفية فلا مخالفة أما في حالة تركيبها أمام قائد المركبة فهذه مخالفة مرورية من 30 إلي 60 يوماً وعرض السيارة علي لجان الفحص الفني لإزالة المخالفة مع دفع غرامة بحد أدني 100 جنيه وحد أقصي 500 جنيه. ويشدد العميد أحمد عاصم إلي مسئولية قائد السيارة باعتبار قائد الرحلة هو المسئول عن سلامة كل ركاب السيارة لذلك فعليه الابتعاد عن كل مايشتت تركيزه أثناء القيادة. لذلك حرص المشرع علي توفير الجو المناسب للقيادة لقائد المركبة أما الجو المحيط فهو المسئول عنه.. فعليه في حالة وجود الدي في دي أن يلتزم بابقاء الصوت بمستوي منخفض للحفاظ علي تركيزه.. ويستوي الدي في دي مع الموبايل الذي منع استخدامه أثناء القيادة لنفس السبب ويتم فرض غرامة تتراوح من 50-100 جنيه وايقاف رخصة القيادة من 30 إلي 60 يوماً. وكل هذه المخالفات يتعامل معها رجال المرور بمنتهي الحسم ويتم عمل حملات بشكل يومي للارتقاء بالأداء المروري والسعي الدائم لتحقيق انضباط الشارع المصري. هم فوق القانون : وباعتبارها ظاهرة تحدثنا مع د.حسين عبدالقادر أستاذ التحليل النفسي بجامعة الزقازيق الذي حذر من خطورة هذه الظاهرة الجديدة. مشيراً إلي أن الشارع المصري في خطر.. بعد أن ظهرت طبقة جديدة تجمع بين الفساد والسلطة.. لاتخضع لرقابة الأهل.. شباب مترف.. لايحفل سوي بنفسه.. ولايتواني عن مخالفة قوانين المجتمع.. لأنه يري نفسه فوق القانون.. وضحيته دائماً هم الأبرياء.. الذين نظم القانون قواعد حمايتهم.. وأبسطها ألا تكون رخصة القيادة لأي شخص.. وأن تكون عقوبات مخالفة قواعد المرور رادعة وليست غرامة مالية متواضعة. يدفعها المخطيء.. أو لايدفعها. ويطالب د.حسين بحملات توعية بآداب المرور في مختلف وسائل الاعلام وتصل الي التجمعات الشبابية بالجامعات والنوادي باعتبار القيادة مسئولية تتعلق بأرواح الآخرين فضلاً عن حياة قائد السيارة نفسه. ولابد من تفعيل اختيارات صارمة لقائد السيارة وقياس الكحول والمخدرات في الدم.. باعتبارها أهم أسباب الحوادث مع عودة دور الأسرة القوي بدلاً من مكافأة الشباب بشراء سيارات أحدث موديل في سن مبكرة قبل أن يكونوا مؤهلين لتحمل هذه المسئولية. فالظاهرة البسيطة ستتحول عما قريب كما يتوقع د.حسين عبدالقادر الي تنافس علي ماركات وموديلات الأجهزة والسيارات ويضيع لب الموضوع.. وهو أمان الناس في النهاية.