المؤتمر العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم 'الكسو'يدق ناقوس الخطر من تدهور مستوى التعليم في الوطن العربي وتزايد معدلات الامية، وكشفت احصاءات الباحثين ارتفاع اعداد الاميين العرب من 50 مليونا عام 1970 الى 70 مليونا عام 2006، بين الفئات العمرية التي تزيد على 15 عاما. وأقر المؤتمر الصيغة النهائية لخطة تطوير التربية والتعليم في العالم العربي تنفيذا لقمة الرياض في مارس الماضي، وشدد على ضرورة ابراز دور النظام التربوي في تعزيز الثقافة القومية، كما اعلنت المنظمة في بيان نشر امس في تونس. وشدد البيان الختامي للمؤتمر المخصص للبحث في خطة تطوير وتحديث منظومة التعليم في الوطن العربي بهدف تقليص الفجوة في المعارف والقدرات والتوجهات بين البلدان العربية والمتقدمة، على 'الحاجة الماسة لتطوير الواقع التربوي في الدول العربية'. كما شدد 'على ضرورة ابراز دور النظام التربوي في تعزيز الثقافة الوطنية والقومية وتعميق الوعي بالقضايا الكبرى وفي مقدمتها القضية الفلسطينية وحقوق الانسان'. وجاء في البيان 'ان خطة التطوير تؤسس فلسفة تربوية ومؤشرات انجاز وتمثل الارضية التي يمكن الانطلاق منها الى عقد عربي للتعليم في الوطن العربي'، مؤكدا 'اهمية العمل الذي ينطلق من محاور وطنية وثنائية وعربية مشتركة'. وتهدف الخطة، التي تشمل السنوات العشر القادمة الى تعميم التعليم واجباريته وتحديث مناهجه قصد الارتقاء بنسبة المتعلمين الى ما يقارب 70% وتقليص نسبة الامية المتفشية في المنطقة العربية. ووصل معدل الامية في العالم العربي الى 35.6% وتشكل النسبة ضعف معدل الامية في العالم، وتنتشر الامية بنسبة مرتفعة بين النساء اللاتي يعاني نصفهن تقريبا منها بنسبة 26.5%. واكد البيان 'اهمية الترابط بين اتجاهات تطوير النظام التربوي وبين الابعاد السياسية والايديولوجية لصلات هذه الابعاد باسس بناء المناهج التربوية، اضافة الى الاسس الاجتماعية والفلسفية والتربوية الاخري التي تبنى عليها هذه المناهج الدراسية'، مشددا على 'اهمية استخدام التقنيات المتقدمة في التعليم وتعزيز الاداء النوعي للغة العربية'. وطالب المشاركون في الاجتماع الذي افتتحه الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى الجمعة 'باضافة هدف جديد للخطة يتعلق بالحفاظ على القيم الايجابية المستمدة من الثقافة الاسلامية وتعزيز الانتماء للهوية الوطنية والقومية'. كما طالبوا ب'اعداد ملحق خاص بالخطة يتعلق بواقع التربية والتعليم في فلسطين واساليب تطوير واليات تنفيذ ودعم خطة التطوير فيها نظرا للظروف الاقتصادية والاجتماعية والسياسية التي يعاني منها الشعب الفلسطيني'. وقررت المنظمة ومقرها في تونس في اعقاب الاجتماع تسمية العقد القادم الممتد من 2008 الى 2018 بالعقد العربي للتربية والتعليم في الوطن العربي وانشاء 'مرصد عربي للتربية والتعليم' لتشجيع الابحاث في شأنه بمشاركة تنظيمات المجتمع المدني.