أعطت الادارة الامريكية لنفسها حقوقا ليست لها,عندما طالبت علي لسان وزير دفاعها حكومة مصر الانتقالية بالسماح لجميع المصريين بالادلاء بأصواتهم في استفتاء الدستور,وتمكين المراقبين الدوليين والمحليين من عملهم بشفافية كاملة,دون ان توجه كلمة واحدة لجماعة الاخوان المسلمين,تطالب فيها الجماعة بوقف اعمال العنف والارهاب التي تهدد سلامة الناخبين, وفض التحالف البغيض الذي يربطها بتنظيم القاعدة, ويمكنهما من استخدام السيارات المفخخة,الذي كان واحدا من اهم مبررات اعتبار جماعة الاخوان جماعة إرهابية! ولو ان الموقف الامريكي كان منذ البداية متوازنا وعادلا يري كامل الصورة,لكان من حق واشنطن ان تقدم لمصر النصائح والمطالب,لكن الادارة الامريكية التي تعاني حولا سياسيا دائما بسبب إدمانها للمعايير المزدوجة,تغمض عينيها عن الجرائم الارهابية التي ارتكبتها الجماعة كما تغمضها عن هذا التحالف البغيض! لهذا السبب وحده لاتلقي نصائح واشنطن اهتماما من الشعب المصري الذي فقد الثقة في سياسات إدارة اوباما لأسباب كثيرة يطول شرحها, ابتداء من موقفها المتخاذل في قضايا مستوطنات الضفة الغربية,ويهودية دولة إسرائيل,والحل الجزئي الانتقالي, إلي موقفها المريب من ثورة30 يونيو في مصر, وإصرارها علي ان تفرض عودة جماعة الاخوان إلي المسرح السياسي,وكأن شيئا لم يكن دون ان تطالب الجماعة بوقف أعمال العنف والإرهاب. ولو ان واشنطن فعلت ذلك لكان يمكن للقاهرة ان تأخذ علي محمل الصدق نصائح واشنطن.وما يزيد من سوء موقف واشنطن عداؤها المريب لثورة الشعب المصري في30 يونيو التي تعتبرها الغالبية العظمي للمصريين يوم عيد,تخلصت فيه من طغيان جماعة فاشية لم يستطع المصريون ان يتحملوا حكمها لاكثر من عام..,وإذا كان وزير الدفاع الامريكي يعتبر الاستفتاء خطوة مهمة إلي الامام في عملية التحول الديمقراطي في مصر, فلماذا لم يطلب من رئيسه أوباما موقفا جديدا يعيد إلي مصر حقها في استلام صفقة الاسلحة الموقوفة,ام ان الامرمجرد ترضية لاتخلو من خداع! * نقلا عن صحيفة الاهرام