وسط ترقب سياسى وإعلامى دولى ،جاءت اجتماعات اللجنة الوزارية لتفعيل مبادرة السلام العربية المنبثقة عن قمة الرياض وحشد التأييد الدولى لها واستغلال الظروف الدولية الراهنة الداعمة للمبادرة . وقررت اللجنة الوزارية الخاصة بمبادرة السلام العربية – فى اجتماعها أمس الاربعاء بمقر الجامعة العربية – تشكيل وفد وزارى عربى يضم الأردن والسعودية وسوريا وفلسطين وقطر ولبنان ومصر والمغرب والأمين العام للجامعة العربية لطرح وجهة النظر العربية حول سبل تنفيذ المبادرة والتشاور حول كيفية استئناف عملية السلام على كل المسارات ، وتحقيق التسويةالسلمية فى إطار زمنى محدد . كما أكدت اللجنة في اجتماعها برئاسة الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودية أنه تنفيذا لقرار قمة الرياض تقوم مصر والأردن، الطرفان العربيان اللذان استعادا أراضيهما، ببذل جهودهما لتفعيل مبادرة السلام العربية وتسهيل بدء المفاوضات المباشرة مع إسرائيل. وقررت اللجنة أيضا مطالبة إسرائيل بوقف ممارساتها في الأراضي المحتلة، وعلي رأسها رفع الحصار عن الشعب الفلسطيني, ووقف بناء المستعمرات وبناء الحائط وإجراء الحفريات في القدس، وكذلك العودة بالأوضاع إلي ما كانت عليه قبل الانتفاضة الثانية،وتشكيل فريق عمل موسع للاتصال بالحكومة الإسرائيلية، والتشاور حول سبل تحقيق التسوية السلمية في إطار زمني محدد.
وشاركت فيها13 دولة هى مصر والسعودية والأردن وسوريا وفلسطين ولبنان والبحرين وقطر وتونس والجزائر والمغرب واليمن والسودان تحت رعاية الامين العام للجامعة عمرو موسى وناقشت اللجنة تشكيل أربع لجان ، تسعى اللجنة الأولى للحوار والعمل مع الأممالمتحدة تشرح بنود المبادرة وإيجاد رأى عام عالمى يضغط على إسرائيل فى اتجاه قبول المبادرة كما هى دون أى شروط مسبقة أو تحفظات ، كما تسعى اللجنة الثانية للعمل مع مجلس الأمن الدولى لاستصدار قرار بشأن المبادرة ، واللجنة الثالثة تختص بالتعامل مع اللجنة الرباعية الدولية ، أما الرابعة فتظل فى دائرة الأفكار المطروحة للتعامل مع إسرائيل وما إذا كان التعامل سيتم مباشرة مع إسرائيل أو عن طريق وسطاء أم يقتصر فقط على الدول العربية التى لها علاقات مع إسرائيل مثل مصر والأردن .
وأشارت المصادر إلى أنها بحثت كذلك الدعوة إلى عقد مؤتمر دولى للسلام تحت مظلة الأممالمتحدة ، كما أن بعض الدول الأعضاء باللجنة ستتولى مهمة الاتصال بإسرائيل لمحاولة إقناعها باغتنام الفرصة المتاحة لتحقيق السلام فى المنطقة على جميع المسارات لما فيه مصلحتها ، مشيرة إلى أن الاتصال لن يقتصرعلىالحكومة الإسرائيلية بل سيشمل جميع الفعاليات على الساحة هناك . كما ناقشت اللجنة ردود الأفعال ، سواء الدولية أو الإسرائيلية خاصة محاولة رئيس الوزراء الإسرائيلى إيهود أولمرت الالتفاف حول المبادرة واحتواء التأييد الدولى . ومن جانبه صرح السفير محمد صبيح الأمين العام المساعد للجامعة العربية لشئون فلسطين أن الانعقاد العاجل للجنة مبادرة السلام العربية بعد أيام من قمة الرياض هو دليل على الجدية وبما ستقوم به اللجنة ، مشيراً أنه فى العام الماضى ومنذ قمة الخرطوم وحتى قمة الرياض لم تعقد اللجنة أى اجتماع لها طوال العام .
فهل تنجح لجنة مبادرة العربية للسلام فى إجبار إسرائيل على التعامل بجدية مع هذه المبادرة وخاصة فى ظل المناورات الإسرائيلية والتهرب من عملية السلام ؟ .. لا شك أن التمسك بالمبادرة العربية دون تعديل يحبط مناورة إسرائيل ورئيس وزرائها إيهود أولمرت ويكشف عروضها الزائفة للسلام ، وكان قرار القمة العربية الأخيرة بالرياض أكد على تمسك جميع الدول العربية بمبادرة السلام كما أقرتها قمة بيروت عام 2002 بكافة عناصرها والمستندة إلى قرارات الشرعية الدولية ومبادئها لإنهاء النزاع العربى الإسرائيلى وإقامة السلام الشامل والعادل الذى يحقق الأمن لجميع الدول فى المنطقة على أساس الأرض مقابل السلام ، ويمكن الشعب الفلسطينى من إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف . ومن ناحيته أشار عمرو موسى الأمين العام للجامعة العربية إلى أن المبادرة العربية تحدد الموقف العربى وتعنى استئناف عملية السلام استناداً إلى المراجع القانونية والدولية القائمة مع وجود إطار زمنى محدد للوصول إلى تسوية .
وكان السفير حسين عبد الخالق مندوب فلسطين لدى الجامعة العربية قد نفى أن تكون هناك اتصالات بين دوائر إسرائيلية والجامعة العربية قبل انعقاد لجنة المبادرة العربية للسلام ، مشيراً أن ما نشر عن رغبة إيهود أولمرت فى إجراء اتصالات مع الجامعة العربية هى مجرد أخبار وتصريحات صحفية ليس لها دليل من الواقع .