تاريخ الحلقة : 21-12-2013 تقديم : رشا مجدى متابعة : رباب عبد الجواد ضيف الحلقة : د.صلاح فضل – أستاذ النقد والآداب بكلية الآداب جامعة عين شمس ومستشار لجنة الصياغة بلجنة الخمسين ***************************************************** رشا مجدى : الخروج للاستفتاء على الدستور يومى 14 و 15 يناير سيكون استفتاء جديد على ثورة 30 يونيو ونجاحها ، الخروج يعنى بداية تنفيذ خارطة الطريق بداية تحقيق الاستقرار مع إقرار الدستور الخروج هذه المرة يضع حد لوجود فصيل رافض لإرادة الأغلبية ضيف حلقة الليلة الدكتور صلاح فضل أستاذ النقد والآداب كلية الآداب جامعة عين شمس ومستشار لجنة الصياغة بلجنة الخمسين أبدأ مع حضرتك من كلام الناس كيف تقرأ يومى 14 و 15 يومى الاستفتاء على الدستور هل هذا استفتاء على 30 يونيو كما ذكرنا فى المقدمة د.صلاح فضل : يجب أن نتأمل قليلا ماذا حدث فى 30 يونيو لكى نجيب على هذا السؤال سنة كاملة كان الناس يتحملون نظام الحكم الذى اختطف منهم الثورة وأخذ يلوى أعناقهم لكى يغير من طبيعتهم الشخصية المصرية لها مركب حضارى عميق جذوره فى التاريخ تجمع بين الأديان فى بكارتها الأولى والفنون والثقافات والمعمار وخبرة التعايش وخبرة الحياة اكتشاف حكمة الوجود .. اكتشاف نموذج الإنسانية التاريخ الذى يدرس كنموذج حضارى فى جميع مدارس القارات الخمس أنجب هذه الشخصية المصرية الفصيل الذى انتصر انتصار مدبر ومشكوك فى شرعيته عقب ثورة 25 جاء ليطمس هذه الهوية ويغيرها لكى يتبنى مشروع آخر ليس مصريا مشروع يوفق عجلة التاريخ ويعكس حركته ويعيد إنتاج الماضى باعتباره المستقبل معتمد على الشعور الدينى الجميل النابض فى قلب الشعب المصري صبر الشعب على ذلك وأخذ يرقب فوجدوا أن الأشياء بدلا من أن تتحسن تسوء وطنه يتفتت الطائفية والصراع فيها يشتعل الحكام مجموعة غير الذى يسكن الاتحادية والقصر الحاكم ويقودون البلد نحو مصير كارثى كل أبناء الشعب المصري أدركوا أنهم مسوقون لمستقبل أسود عندما خرجوا فى 30 يونيو كان خروج هب لإنقاذ روح مصر مرة أخرى المهددة بالضياع خارطة الطريق التى جاءت عقب ذلك بأيام رسمت الطريق المباشر للتحول الديمقراطى الصحيح النظام السابق عندما قدم دستور 12 قدمه وهو يعترف بعيوبه وتشوهاته كان به تشوهات شنيعة .. أنا كنت ضمن اللجنة الفنية التى كان منوطا بها قليلا أن تصوب أخطاء دستور 2012 حددنا حوالى 60 خطأ فادح خطير على مستقبل مصر فى الاستراتيجية فى المواد وما تفضى إليه وما تؤول إليه أحوال المجتمع المصري نتيجة لها 66 خطأ على وجه التحديد وقابلت اللجنة المستشار الغريانى وسلمناه ذلك فقال اتركوا هذه الأوراق قلنا له لا هذه الأوراق ناقشونا فيها إما تقنعونا أو نقتنع بوجهة نظركم قال لا الوقت لم يعد يحتمل ذلك فاللجنة انسحبت كان على رأسها أحد كبار المفكرين الإسلاميين الدكتور أحمد كمال أبو المجد واحد من كبار أساتذة القانون الدستورى ثروت بدوى ، الدكتورة سعاد الشرقاوى والدكتور حسن نافعة والأستاذ حمدى قنديل وأنا كنت مشترك معهم فتبين أن هذا الدستور الذى دبر بليل فيه مواد تهدد كيان وطبيعة الدولة والمجتمع المصري اعترفوا بتشوهاته ثم بالرغم من ذلك عرضوه للاستفتاء 30 يونيو مولد جديد تصويب جوهرى لمسار التحول الديمقراطى عند الشعب المصري الآن عندما يتم صياغة هذا الدستور بطريقة بالغة الجمال والقوة لأن ما أثير فيه من مناقشات ما عرضت حوله من أفكار صراعات كل القوى المجتمعية القوى شديدة المحافظة والقوى التقدمية القوى الدينية والقوى المدنية حتى تتوافق فى نهاية الأمر على وثيقة تحفظ لمصر كيانها تعطى للفرد وللمجتمع حقه تفتح باب المستقبل أمام التطور الحضارى لكى تتحول مصر إلى دولة ديمقراطية عصرية حديثة حقيقة تأخذ بأسباب العلم وتحقق مستويات الحرية المختلفة رشا مجدى : الدستور به مواد عديدة تؤكد على فكرة الاهتمام بالفن والأدب والإبداع مثلا المادة 65 تتحدث عن حرية الفكر والرأى مكفولة وأن لكل إنسان حق التعبير برأيه بالقول أو التصوير أو الكتابة وغير ذلك من وسائل التعبير والنشر ما أهمية هذه المادة د.صلاح فضل : دعينى أرجع لوثيقة سابقة على هذا الدستور بعامين عندما تبين فى المناخ المصري أن القوى المنظمة قوى الإسلام السياسى بدأت تلعب دورا اجتمع مجموعة من المثقفين المصريين بالإمام الأكبر شيخ الأزهر الشيخ أحمد الطيب وأصدروا مجموعة من الوثائق التالية كانت الوثيقة الأولى التى سميت وثيقة الأزهر تحدد وتحافظ على طبيعة علاقة الدولة بالدين بما يكفل لها الإطار المدنى فى كل سياساتها وأمورها الوثيقة الثانية كانت وثيقة الحريات وكنا حريصين كمثقفين أن المؤسسة الدينية العريقة الوسطية المستنيرة الى حفظت الإسلام عبر كل وسائل التدهور الوسطى وعززت روحه وثقافته مؤسسة الأزهر تقر هذه الحريات كانت الحريات 4 حرية العقيدة وتأسيس مبدأ المواطنة نتيجة لذلك ، حرية البحث العلمى لأننا بلاد متخلفة والتقدم الآن لا يتم عبر القوى لا القوى الاقتصادية ولا القوى العسكرية التقدم يتم عبر القوى العلمية الابتكار ، الإبداع والأكسجين بالنسبة للبحث العلمى هو الحرية حرية العقيدة وحرية البحث العلمى وحرية الرأى والتعبير لأن فى النهاية الديمقراطية ليست إلا هى الشكل السياسى الذى ينظم حرية الرأى والتعبير ثم حرية الإبداع الأدبى والفنى لأن الحرية أيضا هى معامل الانطلاق الأساسى فى أى إبداع هناك ظاهرة يجب أن نستشهد بها هذه الجماعات المغلقة التى نتحدث عنها هذه الجماعات المغلقة لأنها تغلب مبدء الطاعة وتلغى فكر من ينتسبون إليها وتدعوهم إلى إلغاء عقلهم لكى يستجيبوا بعبودية لمن يعطى لهم الأمر يفكر لهم رئيسهم أو مرشدهم أو هيئة إرشادهم أن يطيعوه لا يمكن أن نجد فيها مبدع عظيم أو عالم مخترع أو فنان كبير لأن هذا المبدع العظيم أو ما يعمل .. يعمل عقله وسوف لا يقبل هذه الطاعة العمياء وبالتالى حرية الإبداع وحرية الرأى وحرية العقيدة وحرية البحث العلمى هذه الحريات الجوهرية هى التى تنهض بها الشعوب هى جوهر الديمقراطية رشا مجدى : أتباع تنظيم الإخوان يحاولون إيهام البسطاء من أن دستور مصر القادم ضد الدين ، ضد الشريعة وأنه قلص كثيرا من صلاحيات الأزهر د.صلاح فضل : هذه هى المغالطة الكبرى وهى مغالطة كاذبة ومكشوفة لسبب بسيط وهو أن دستور العام الماضى عندما حاول أن يورط الأزهر فى أن يكون المرجعية فى الشئون الدستورية كان الأزهر رافضا لهذا لأن الشئون الدستورية لها محكمة خاصة بالدستور وهم لا يقلون وعيا ولا فكرا فى الثقافة الإسلامية عن علماء الأزهر أنفسهم لأنهم دارسون ومتخصصون وتفسيراتهم المختلفة للمادة الثانية من الدستور تستوعب كل ذلك لكن لم تكن عين الجماعة السابقة على الأزهر ليكون المرجعية كانت عينهم على اختطاف الأزهر ليكونوا هم بفقهائهم برجالهم هم المرجعية وهم الخصم والحكم فى كل الشئون لا الدينية فحسب وإنما الشئون الدينية والتشريعية أيضا كانت هذه الإشكالية فى حقيقة الأمر أن المشرع المصري منذ دستور 23 وهو الدستور الأساسى كان شديد الانتباه لطبيعة الدولة والشعب المصري والدساتير لا تشرع نهجا جديدا للشعوب إلا لكى تلحقهم بالعصر العصر الذى نعيش فيه قانونه ، قيمه ، استراتيجياته تعتمد على 3 عناصر لا رابع لها العنصر الأول هو الحرية لأن هذا هو الفارق بين العصر الحديث والعصور القديمة العصور القديمة نصف البشرية كانوا عبيد وإماء والنصف الآخر أحرار ويمكن أن يتحول الحر إلى عبد بميثاق حقوق الإنسان الذى دعا إليه الإسلام قبل أن يكون شريعة دولية أصبحت الحرية حقا مكتسبا للجميع لا يمكن فى أى دستور الآن لا يؤسس لأعلى سقف من الحريات لا يصبح دستورا الفكرة الثانية الأساسية العلم هناك عصر ما قبل العلم وعصر ما بعد العلم لا يمكن فى الاقتصاد ، فى الزراعة ، فى الاجتماع ، فى السياسة ، فى المؤسسات التعليمية لابد أن يكون التفكير العلمى هو المؤسس الاعتماد على الغيبيات هذه بلاهة وليست تدينا لأن الدين يدعو للمعرفة وللعلم ثم العدالة الاجتماعية رشا مجدى : المادة 67 تقول حرية الإبداع الفنى والأدبى مكفولة ولا يجوز وقف أو تحريك أو مصادرة الأعمال الفنية والأدبية والفكرية أو ضد مبدعيها إلا عن طريق النيابة العامة هذه العبارة لم ترضِ بعض المبدعين واعتبروها أنها نوع من الالتفاف على حرية التعبير د.صلاح فضل : لا على الإطلاق الميزة الأساسية لهذه العبارة أنها تلغى ما كان يعرف بالحسبة والحسبة كانت فى الدساتير السابقة تسمح لغير صاحب مصلحة أى واحد متخلف أن يرفع دعوى على أى مبدع نتيجة لإصداره كتاب أو ديوان شعر أو فيلم سينيمائى وكأنه هو المدافع عن الدين والأخلاق ويرفع عليه دعوى ويطلب مصادرة ذلك هذا كان تدخلا سافرا يعطى لأوساط الناس وجلائهم حق الرقابة على العباقرة منهم وعلى المبدعين وكان هذا منفذا سيئا لمصادرة الحرية والرأى والفكر .. المادة الخاصة بالصحافة رفعت عقوبة الحبس وكانت مادة الصحافة حريصة على الشروط الموجودة فى المادة 68 رشا مجدى : مشاهدينا الكرام بهذا نكون وصلنا إلى ختام حلقة الليلة على وعد بلقاء متكرر إن شاء الله من برنامج دستور بلدنا إلى اللقاء