رغم مرور اكثر من اربعة عقود على رحيل الرئيس الاسبق جمال عبدالناصرالا انه مازال الزعيم والقائد والشخصية الكاريزمية الملهمة للشعوب الفقيرة فى أحلامها وتطلعاتها للحرية والعدالة الاجتماعية والاستقلال الوطنى .انه الغائب الحاضر .. والحقيقة ان الحديث عن الزعيم العربي الخالد جمال عبد الناصرليس مجرد تكريم لذكراه ، بل ايضا وقبل أي شيء استرجاعاً لدروس حقبة زمنية عرفت فيها مصر والأمّة العربية معاني العزة والكرامة والإباء والشموخ والإرادة الوطنية الحرة، حقبة نتوق إليها كلما تضافرت وتيرة التآمر الأميريكي - الصهيوني على الوطن العربي كله أو على جزء منه. ومازال عبدالناصر الرمز يمثل القيمة الوطنية والذكرى العزيزة الغالية فى ضمير ووعى ملايين الناس فى مصر والدول العربية، حتى الأجيال التى عاشت من بعده ولم تره ولم تعاصر زمنه وشهدت حملات التشويه والانقضاض على منجزاته طوال االاعوام الماضية، مازالت تتعلق به وترفع صوره وتستلهم سيرته فى الانحياز للفقراء والبسطاء ولأبناء الطبقة الوسطى فى كل خطواته وقراراته وأعماله. وفى كل عام يتذكره الشعب فى السد العالى وفى مصانع الحديد والصلب والألمونيوم وفى قانون الإصلاح الزراعى وفى التعليم والصحة والفن والثقافة. مازال عبدالناصر هو النموذج التاريخى والأسطورى الذى يقتدى به فى تحقيق مشروع النهضة الحقيقية الشاملة فى كل المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، والرمز للبطل الشعبى الذى يواجه المخاطر والتحديات بالاحتماء بالشعب والثقة فيه واعتباره هو القائد والمعلم. لذلك وثق فيه الشعب وصدقه وآمن به وبأفكاره وتمسك به ودافع عنه حتى بعد رحيله.لأن مشروعه مازال هو الحلم والأمل فى بناء مصر القوية داخليا وخارجيا. جمال عبد الناصر..15 يناير1918--- 28 سبتمبر 1970 جمال عبد الناصر حسين هو قائد وزعيم ثورة 23 يوليه 1952 التي أنهت عهد الملكية في مصر، وثاني رؤساءها بعد الرئيس محمد نجيب، لعب دورًا بارزًا في تشجيع عدد من الثورات في عدد من الدول خاصة في الوطن العربي، ودورًا قياديًا في تأسيس منظمة التحرير الفلسطينية في سنة 1964 وحركة عدم الانحياز الدولية. - وُلد جمال عبد الناصر في 15 يناير 1918، في حي باكوس الشعبي بالإسكندرية، لأسرة تنتمي إلى قرية بني مر بمحافظة أسيوط في صعيد مصر، وانتقل في مرحلة التعليم الأولية بين العديد من المدارس الابتدائية حيث كان والده دائم التنقل بحكم وظيفته في مصلحة البريد، فأنهى دراسته الابتدائية في قرية الخطاطبة إحدى قرى دلتا مصر، ثم سافر إلى القاهرة لاستكمال دراسته الثانوية، فحصل على شهادة البكالوريا من مدرسة النهضة الثانوية بحي الظاهر بالقاهرة في عام 1937. - بدأ عبد الناصر حياته العسكرية وهو في التاسعة عشرة من عمره، فحاول الالتحاق بالكلية الحربية لكن محاولته باءت بالفشل، فاختار دراسة القانون في كلية الحقوق بجامعة فؤاد (القاهرة حالياً)، وحينما أعلنت الكلية الحربية عن قبولها دفعة استثنائية تقدم بأوراقه ونجح هذه المرة، وتخرج فيها برتبة ملازم ثان في يوليو 1938 . - عمل جمال عبد الناصر في منقباد بصعيد مصر فور تخرجه، ثم انتقل عام 1939 إلى السودان ورُقي إلى رتبة ملازم أول، بعدها عمل في منطقة العلمين بالصحراء الغربية ورُقي إلى رتبة يوزباشي (نقيب) في سبتمبر1942 وتولى قيادة أركان إحدى الفرق العسكرية العاملة هناك. وفي العام التالي انتدب للتدريس في الكلية الحربية وظل بها ثلاث سنوات إلى أن التحق كلية أركان حرب وتخرج فيها في 12 مايو 1948، وظل بكلية أركان حرب إلى أن قام مع مجموعة من الضباط الأحرار بثورة يوليو. - شارك في حرب 1948 خاصة في أسدود ونجبا والفالوجا، وربما تكون الهزيمة العربية وقيام دولة إسرائيل قد دفعت بعبد الناصر وزملائه الضباط للقيام بثورة 23 يوليو 1952. - كان لعبد الناصر دورا مهما في تشكيل وقيادة مجموعة سرية في الجيش المصري أطلقت على نفسها اسم "الضباط الأحرار"، حيث اجتمعت الخلية الأولى في منزله في يوليو 1949وضم الاجتماع ضباطاً من مختلف الانتماءات والاتجاهات الفكرية، وانتخب في عام 1950 رئيساً للهيئة التأسيسية للضباط الأحرار، وحينما توسع التنظيم انتُخبت قيادة للتنظيم وانتُخب عبد الناصر رئيساً لتلك اللجنة، وانضم إليها اللواء محمد نجيب الذي أصبح فيما بعد أول رئيس جمهورية في مصر بعد نجاح الثورة. - وبعد أن استقرت أوضاع الثورة أعيد تشكيل لجنة قيادة الضباط الأحرار، وأصبحت تعرف باسم مجلس قيادة الثورة وكان يتكون من 11 عضواً برئاسة اللواء أركان حرب محمد نجيب. غير أنه سرعان ما دب الخلاف بين عبد الناصر ومحمد نجيب مما أسفر في النهاية عن قيام مجلس القيادة برئاسة عبد الناصر بمهام رئيس الجمهورية، ثم أصبح في يونيو 1956 رئيساً منتخباً لجمهورية مصر العربية في استفتاء شعبي. - القومية العربية كانت الهاجس الكبير لدي الزعيم جمال عبد الناصر، وقد أصدر خلال حياته السياسية العديد من القرارات الهامة كان أبرزها تأميم قناة السويس عام 1956، وإعلان الوحدة مع سوريا عام 1958، ومساندته حركات التحرر العربية والافريقية. - بعد هزيمة 1967 اهتم عبد الناصر بإعادة بناء القوات المسلحة المصرية، ودخل في حرب استنزاف مع إسرائيل عام 1968، وكان من أبرز أعماله في تلك الفترة بناء شبكة صواريخ الدفاع الجوي. - أسس هيئة التحرير 1953 ثم الاتحاد القومي مايو 1957 ثم الاتحاد الاشتراكي مايو 1962 . - بعد حرب 1967 خرج عبد الناصر على الجماهير طالباً التنحي من منصبه، أعقب ذلك خروج مظاهرات في العديد من مدن مصر طالبته بعدم التنحي عن رئاسة الجمهورية واستكمال إعادة بناء القوات المسلحة تمهيدا لاستعادة الأراضي المصرية . - وضع كتاب فلسفة الثورة . - توفي الرئيس جمال عبد الناصر في 28 سبتمبر1970، بعد مشاركته في اجتماع مؤتمر القمة العربي بالقاهرة لوقف القتال الناشب بين المقاومة الفلسطينية والجيش الأردني، والذي عرف بأحداث أيلول الأسود بعد 18 عاماً قضاها في السلطة.