يحتفل الاردن في الخامس عشر من كانون الثاني من كل عام بعيد الشجرة تعزيزاً لدورها كثروة وطنية ينبغي المحافظة عليها والسعي الى ديمومتها. وتتجدد الدعوات في هذه المناسبة بالحفاظ على الشجرة من العبث والاعتداءات المتكررة عليها لغايات تعزيز عمليات النهوض بالشجرة والإنتاجية وتنميته وتنفيذ العديد من المشاريع في هذا السياق. وللزراعة والأشجار دور كبير في حياتنا لما تقدمه لنا من خدمات لا تقدر بثمن فهي مصدر غذاء للإنسان والحيوان وكوكبنا الأرضي الذي نعيش فيه يكتسي اخضراره وجمالة بواسطة مئات الآلاف من أنواع النباتات ومن بينها الأشجار المعمرة وزهور النباتات المتعددة الأشكال والأنواع. وفي هذا الصدد اكد وزير الزراعة المهندس مزاحم المحيسن أن الاحتفالات بهذه المناسبة تعد انطلاقة سنوية لموسم زراعة الاشجار في المملكة الا انها ينبغي ان توفر الغراس الحرجية، والرعوية والتزيينية لسد احتياجات المواطنين مشددا على أهمية إشراك كافة مؤسسات المجتمع المدني والقطاع الخاص بالاهتمام بالقطاع الزراعي وقال بان هناك حاجة للتركيز على زراعة الأشجار والغابات المناسبة للبيئات المحلية مع الحفاظ على جودة الهواء والإدارة المتكاملة لموارد المياه وحماية التنوع البيولوجي. ورأى أن تحديد يوم للاحتفال بالشجرة يشكل خطوة الى الأمام تسجل للاردن فالشجرة بالنسبة للمملكة ثروة وطنية كما في باقي دول العالم التي تحدد هذا اليوم للاحتفال بغرس ملايين الاشجار لحماية الغطاء النباتي ومواجهة مخاطر التغير المناخي والتركيزعلى زراعة الأشجار والغابات المناسبة للبيئات المحلية مع الحفاظ على جودة الهواء والإدارة المتكاملة لموارد المياه وحماية التنوع البيولوجي على مستوى الكوكب. فيما اكد وزير الزراعة السابق الدكتور مصطفى قرنفلة ان الاحتفالات تاتي كتذكير بأهمية الزراعة والشجرة بشكل عام ، وكذلك ليكون تشجيعاً للاردنيين لا سيما فئة الشباب للعمل في مهنة الزراعة وغرس الأشجار ، نظراً لما تتمتع به الشجرة من اهمية بالغة ، حيث أن الزراعة تعتبر من المهن القديمة المتوارثة من الأزل فعلاوة على خصوبة التربة وتوفر المياة . وحول أهمية الزراعة والشجرة أشار الى أن الزراعة هي مصدر من مصادر الغذاء والدخل ، ويعتمد ملايين من الناس يومياً على الأشجار لمواجهة الاحتياجات الأساسية من غذاء ووقود و أعلاف في المناطق الريفية بالدول النامية ، فهي تلعب دوراً بارزاً في تعزيز برامج التنمية . وركز على أهمية بذل جميع الجهود لحماية الغطاء النباتي وزيادة رقعة المساحات الخضراء وترميم الغابات الاردنية وإعطاء المزيد من الاهتمام والرعاية للاشجار المزروعة. في الوقت الذي حض على ضرورة المحافظة على البيئة من خلال الحد من الملوثات وامتصاص الغازات المنبعثة من عوادم السيارات وقياس أثرها على الغابات الاردنيةوكذلك مكافحة التصحر والقضاء على مهنة التحطيب والعبث ووقف الاعتداءات والحرائق . فيما أشار الى ان هنالك ضرورة للمحافظة على ما تم زراعته من الاشجار وعدم التوسع بالزراعة على حساب ما هو موجود حاليا من ثروة نباتية في المملكة . يذكر ان العالم يشهد احتفالات عديدة ومتنوعة بهذا اليوم المهم حيث اتخذت منظمة الأغذية والزراعة الدولية ( الفاو ) في احتفالات المنظمة بيوم الغذاء العالمي لعام 1991م شعار ( الأشجار والحياة ) وشعار العام 2006م (الاستثمار في الزراعة لتحقيق الأمن الغذائي ) لتذكير الإنسان أينما كان في السهل أو الجبل بأهمية الشجرة والزراعة كمصدر أساسي للغذاء. وتشكل الغابات في الاردن اقل من واحد بالمائة من مساحة المملكة وتعمل الوزارة ومنذ الاربعينيات على رفع هذه النسبة لما لها من اهمية في الحفاظ على البيئة وحفظ التربة. وتبلغ نسبة مجموع المساحات المحرجة في السنوات الماضية وتحديدا منذ بدء احتفالات المملكة بغرس الشجرة في عام 1941 تحت رعاية المغفور له الملك عبدالله بن الحسين في موقع جبل القلعة قرابة 470 الف دونم فيما تبلغ مشاريع التحريج في المملكة على جوانب الطرق الفان ومئتان كليومتر تقريبا . ويولي الاردن زارعة الاشجار المهددة بالانقراض مثل الاراك واليسر والاجاص البري والبطم وغيرها من الاشجار المحلية اهمية بالغة. وتقوم وزارة الزراعة بزارعة المساحات القابلة للتحريج ضمن خطة وضعتها مديرية الحراج لتحريج ما مساحته 5492 سنويا كما قامت الوزارة بتخصيص قطع أراض في مختلف محافظات المملكة لغايات تشجيرها بالأشجار الحرجية وتسمية غابات ضمن مبادرة وطنية جديدة لمكافحة التصحر وجعل الاردن أخضر ضمن مشروع التشجير الوطني. كما تعمل مديرية الحراج بالتعاون مع الجهات المعنية على عمل احزمة خضراء وقائية حول المدن للوقاية من التصحر اضافة الى زراعة جوانب السدود وجوانب الطرق وهي بصدد تبني مشروعا لزراعة الطريق الصحرواي اضافة الى قيامها بترقيع واعادة زراعة مواقع فشلت فيها بعض الاشجار. بقي ان نذكر أنه يمكن أن نبدأ التعهد من شجرة واحدة وينتهي بنا الامر بعشرة ملايين شجرة بشرط زراعة الأشجار التي سنستفيد منها في المستقبل.