علي الرغم من مرور34 عاما علي حرب السادس من أكتوبر1973 فإن العديد من أسرارها لايزال غير معروف وهذا ما يؤكده كتاب جديد سيصدر في الولاياتالمتحدة قريبا حيث يكشف مؤلفه المؤرخ الأمريكي روبرت داليك عن جانب جديد يتعلق بالصراع الغامض علي السلطة الذي دارت رحاه داخل الإدارة الأمريكية إبان تلك الفترة بين الرئيس الأمريكي الأسبق ريتشارد نيكسون ووزير خارجيته هنري كيسنجر الذي نجح في استغلال ضعف نيكسون لإحكام قبضته علي السلطة.ويكشف داليك في كتابه نيكسون وكيسنجر. شركاء في السلطة عن أن كيسنجر أخفي عن نيكسون خبر اندلاع الحرب لمدة ثلاث ساعات ونصف الساعة بينما أبلغ كبير موظفي البيت الأبيض ألكسندر هيج بنشوب الحرب بعد30 دقيقة فقط وطالبه بعدم إبلاغ الرئيس وذلك بهدف منعه من التدخل.كما قام كيسنجر برفع حالة التأهب العسكري الأمريكي علي مستوي العالم لدرجة كون3 وهو مستوي لم يصل إليه الوضع العسكري الأمريكي من قبل إلا مرة واحدة فقط خلال الحرب العالمية الثانية. وأوضح داليك أن كيسنجر اتخذ هذه الخطوة استجابة لموقف رئيس الاتحاد السوفيتي آنذاك ليونيد برجينيف. وأشار المؤرخ إلي أن كيسنجر للمرة الثانية أخفي عن نيكسون قرار رفع حالة التأهب العسكري حيث لا توجد وثيقة واحدة تشير إلي أن الرئيس الأمريكي وقع علي مثل هذا الأمر كما قام كيسنجر بإخفاء الموقف الروسي من اندلاع الحرب عن الرئيس نيكسون برغم اهتمامه الشديد بمعرفته. ويؤكد داليك أن الوثائق تكشف عن علاقة معقدة جمعت بين نيكسون وكيسنجر وأوضح أن الأزمة في الشرق الأوسط, وحالة اللاحرب واللا سلم بين مصر وإسرائيل جاءت في خضم إحساس نيكسون بالضعف عقب فضيحة ووترجيت الشهيرة, الأمر الذي أعطي لكيسنجر الفرصة للانفراد بالسلطة واتخاذ القرار علي الرغم من أن نيكسون لم يكن يثق في قدرة وزير خارجيته علي التعامل مع أزمات الشرق الأوسط بسبب كونه يهوديا. وينقل داليك عن نيكسون قوله" هنري حاول قدر استطاعته أن يكون عادلا ولكن كان من المستحيل ألا يتأثر بكونه يهوديا حاول أن تضع نفسك مكانه".