لم تخطئ السفارة الأمريكية في القاهرة بكل أسف عندما طلبت من رعاياها عدم الاقتراب من منطقة الأهرامات دون وجود دليل سياحي موثوق به بعد أن لاحظت وقوع عدة حوادث عنف غير مبررة لبعض سيارات الأفواج السياحية في منطقة الأهرامات بل ووصل الأمر في بعض الأحيان كما قال بيان السفارة إلي محاولة فتح تلك السيارات بالقوة. وقد سارع بعض مسئولي السياحة ونفوا هذه الادعاءات ويحكي أحمد عيسي وزير السياحة أنه حسما للموضوع ذهب إلي منطقة الأهرامات بدون حراسة ولأن صوره غير متداولة فقد استطاع أن يقوم بجولة حرة وجد فيها بعض المواطنين بجوار فندق مينا هاوس يقطعون الطريق ويوقفون سيارته اضافة الي وجود العديد من الباعة الجائلين والبلطجية داخل المنطقة الاثرية بالهرم. وقال الوزير الذي كان يتحدث إلي أهالي نزلة السمان انه نتيجة لما شاهده بنفسه اجتمع بمسئولي الامن بمنطقة الاهرام وابلغهم انه سيقرر إغلاق منطقة الأهرامات ومنع زيارتها لم تنته هذه المضايقات ضد السائحين!. وهكذا.. الأهرامات التي تنشر صورها من مختلف الزوايا لجذب السياح من كل أنحاء العالم إلي مصر جاء اليوم الذي قد نضطر فيه إلي منع زيارتها لأسباب أمنية. مصر كلها علي مايبدو أصبحت محظورة سياحيا إن لم يكن لأسباب أمنية فبسبب حوادث الأتوبيسات السياحية وفاجعة عودة السياح الذين جاءوا يحلمون بإجازة جميلة في مزارات مصر عودتهم إلي بلادهم في صناديق الموت لتكون أكبر دعاية سيئة لمصر. وهي حوادث وإن كانت قدرية إلا أنه لايمكن تبرئة العنصر البشري من الإهمال والرعونة والمواد التي قد يتعاطونها وتؤثر علي السائق في الوقت الذي أصبحت مثل هذه الأتوبيسات في مختلف الدول يتم تركيب أجهزة خاصة رخيصة تقيد السرعة أو تسجل علي السائق تجاوزه لتجري محاسبته. حتي الباب الذي بقي أملا مفتوحا لفتح بيوت العاملين وموارد العملة أصبح اليوم بابا ضيقا لايفوت منه إلا السائح الفدائي والذي تسترضيه الشركات المصرية في شرم والغردقة وتقبل سواء نوم وفطار وغداء وأحيانا عشاء بأقل من30 دولارا. أما فنادق القاهرة فيمكن عد الغرف المضاءة فيها علي أصابع اليدين, وياحبيبتي يامصر! نقلا عن صحيفة الاهرام