نقلا عن : اخبار اليوم 1/9/07 بعد أن أعاد ميناء شرق بورسعيد المحوري الي بورسعيد مكانتها علي الخريطةالتجارية العالمية فورتشغيله واستقباله للسفن العملاقة وبتحول بورسعيد الي مركز عالمي لتجارة الترانزيت والحاويات كان لابد من استكمال منظومة التنمية في هذه المنطقة العبقرية وبالطبع لن يتم ذلك الا بتنفيذ المنطقة الحرة والصناعية بظهير الميناء.. وبالرغم من ان الرئيس مبارك كان قد وافق علي انشاء هاتين المنطقتين منذ عشرسنوات الا ان هناك عقبات كانت تقف امام التنفيذ ثم عادت الحياة لتدب في هذه المنطقة بعد أن قررت الحكومة تسويق المنطقة الصناعية امام الشركات الاستشارية العالمية لتخطيطها ليتم بعد ذلك طرحها عالميا للاستثمار فما حكاية المنطقة الصناعية ؟ وما العقبات التي وقفت ضد تنفيذها؟ وما المستقبل الذي ينتظرها؟ هذا ما سنعرفه في التحقيق التالي . في البداية يقول اللواء شيرين حسن رئيس هيئة ميناء بورسعيد والمشرف علي الميناء ان ميناء شرق بورسعيد هو اكبر ميناء واعد في منطقة البحر المتوسط وانه سيكون قاطرة التنمية لمصر كلها وليس لبورسعيد فقط نظرا لموقعه العبقري وان الدولة تقدر اهمية هذا الموقع وقررت تنفيذ اكبر مشروع لتطوير الميناء بتكلفة 2،3 مليار جنيه من خلال مضاعفة الرصيف الحالي للميناء من 2،1 كيلو متر الي 2،4 كيلو متر ليكون واحدا من اكبر الموانيء العالمية حيث تصل طاقته الاجمالية الي تداول 8 ملايين حاوية سنويا. ومن المقررالوصول بطول اجمالي ارصفته الي 12 كيلو مترا مع حلول عام 2020 ليكون اكبر ميناء في البحر المتوسط وواحدا من اكبرالموانيء العالمية وهذا ما اكدته بيوت الخبرة في مجال النقل البحري. ويقول ان ميناء شرق بورسعيد يعادل في مساحته 17 ضعف مساحة ميناء الاسكندرية الذي يتعامل في 45 % من تجارة مصر الخارجية موضحا ان الميناء سيصل بعد اكتمال مشروعات التطوير في ارصفته الي تداول 70 مليون طن منها 8 ملايين حاوية سنويا وان الشهادات التي اصدرها البنك الدولي اكدت ان ميناء شرق بورسعيد هو اهم محطة علي طريق التجارة العالمي بين شرق اسيا وغرب اوروبا. ويوضح بأن هناك خطة موسعة لتسويق ميناء شرق بورسعيد عالميا وكذلك الظهير الانمائي لها مشيرا الي ان هناك شركات عالمية تقدمت بالفعل لاقامة مشروعات بالميناء في مجال الارشاد والترانزيت وتمويل السفن والخدمات المينائية واللوجستية في ظهير الميناء. ان وجود ميناء مميز في اي منطقة يخلق حوله نشاطا تجاريا واسعا وهذا ما جعل المخططين للمنطقة في شرق بورسعيد يضعون في اعتبارهم ان المنطقة الموجودة في ظهير الميناء ستكون جاذبة للاستثمارات للاستفادة من حركة الميناء العالمي، هذا ما يؤكده اللواء مصطفي كامل محافظ بورسعيد. ويشير الي ان منطقة شرق بورسعيد تضم الميناء المحوري وهو اكبر موانيء مصر والشرق الاوسط والمنطقة الحرة في ظهيره علي مساحة 35 كيلو مترا والمنطقة الصناعية المجاورة علي مساحة 10 كيلو مترات. ويؤكد د. مصطفي كامل بأن هذه المنطقة وحدها بمشروعاتها يمكن ان تستوعب اكثر من250 الف فرصة عمل وستكون مجتمعا جديدا يحقق خطة مصرالاستراتيجية في تعمير سيناء. ويضيف بأن المنطقة تفرض نوعيات من المشروعات حسب طبيعة النشاط في المنطقة كاقامة مخازن للحاويات او مصانع للتعبئة والتغليف او الصناعات الغذائية او المعدنية. كما تمت الموافقة علي اقامة اكبر محطة لتموين السفن بالبحرالمتوسط في المنطقة الملاصقة تماما للميناء برأسمال مشترك مصري أجنبي 50 مليون دولار. ويشير د. مصطفي كامل الي اهمية هذه المحطة حيث لايوجد بها مثيل سوي في مدينة طنجة بالمغرب واقرب محطة مثيلة توجد في امارة 'الفجيرة' بالامارات العربية. مخطط عام : ويوضح المهندس عمرو عسل رئيس هيئة التنمية الصناعية ورئيس اللجنة المشكلة للاشراف علي تنمية المنطقة الصناعية في شرق بورسعيد بانه قد تم اعداد مخطط عام للمنطقة شمل ميناء شرق بورسعيد المحوري بمساحة اجمالية 35كم2 والمنطقة الصناعية والاقتصادية بمساحة 6،87 كيلومتر مربع والمنطقة الادارية بمساحة 7،4 كيلو متر والمنطقة السياحية بمسافة 7،5 كيلو متر. علي ان يحدها جنوبا المنطقة الزراعية التي تم انشاؤها بقرار جمهوري عام 1994 بمساحة 50 الف فدان. رشيد وشرق بورسعيد : اما المهندس رشيد محمد رشيد وزير التجارة والصناعة وصاحب فكرة اعادة الحياة للمنطقة الصناعية بشرق بورسعيد فيري ان مشروع تنمية شرق بورسعيد يجسد اول نموذج لمفهوم التنمية الاقتصادية المتكاملة ويستغل لاول مرة مميزات مصر الجغرافية حيث ان الموقع الجغرافي لشرق بورسعيد يمثل اهم مقومات المشروع الاساسية. ويقول ان حقيقة ما تقوم به حاليا هو احياء لهذا المشروع الذي سيجعل من منطقة بورسعيد ومدن القناة والمدن القريبة منها اكبر منطقة جذب استثماري علي ساحل البحرالاحمر والمتوسط مما ينعكس اثره علي مستوي معيشة في تلك المناطق وخلق فرص عمل للاجيال القادمة حيث يوفر المشروع علي مدي العشرين عاما القادمة اكثر من 300 الف فرصة عمل منها 150 فرصة في المنطقة الصناعية وحدها وجذب استثمارات تتعدي 180 مليار جنيه ليتم تنفيذه علي 6 مراحل كل مرحلة 3 سنوات باستثمارات متوقعة حوالي 30 مليار جنيه لكل مرحلة. ويؤكد وزير التجارة والصناعة ان هذا المشروع افضل مشروع تم تصحيح مساره باسلوب متكامل لاستغلال امكانيات ومميزات بورسعيد واستغلال الموقع الجغرافي التي لن تنضب بمرور الوقت. ويوضح المهندس رشيد انه بمجرد الاعلان عن اعادة استغلال هذه المنطقة تقدمت اعداد كبيرة من الشركات العالمية والعربية والمصرية للاستثمار في هذه المنطقة ومن المتوقع ان تضم المنطقة انشطة مختلفة في الصناعات الخشبية والاثاث والغزل والنسيج والملابس الجاهزة والصناعات الغذائية وبصفة اساسية القائمة علي التصنيع الزراعي مثل مركزات العصائر وتجهيز وتجميد الخضراوات والصناعات القائمة علي المخلفات الزراعية مثل الاسمدة العضوية والزيوت العطرية. كما ستقوم هناك صناعات ذات قيمة مضافة عالمية كصناعة البرمجيات والصناعات الالكترونية والصناعات الكيماوية والبتروكيماويات والزجاج والحراريات والسيراميك. هذا الي جانب انشطة صناعية متعلقة بالملاحة والنقل البحري والاسكان والخدمات الاساسية. ومن المخطط ايضا للمنطقة ان تضم مباني ادارية ومكاتب وفنادق ومطاعم واسواقا متكاملة لخدمة المنطقة ومدينة سكنية للعاملين بهذه المنطقة واسرهم لتكون هي النواة لتعمير سيناء.