اختتمت على مسرح مركز الملك فهد الثقافي فعاليات مسرح الجنادرية 22وكان حفلا مميزا بالتكريم لعدد من الفنانين الذين قدموا للفن جل حياتهم ، وقد كان الختام بمسرحية الرجل والحذاء والتي قدمتها جمعية الثقافة والفنون بالقصيم وهي من النوع المنودراما أي مسرح الشخص الواحد حيث قدم المسرحية احمد الحميميدي وكانت تدور حول التجريب على الحذاء وكان النص رشيقا ولكن الموضوع لم يكن موفقاً رغم اجتهاد المخرج علي السعيد في تنويع الحركة واستخدام السنوغرافيا. وقد حضر العرض ولأول مرة في تاريخ المسرح السعودي إحدى المهتمات بالمسرح من بريطانيا وهي كاتي جومز والتي بدت سعادتها بما شهادته رغم أن اختلاف اللغة لم يساعدها في فهم المسرحية إلا أنها أبدت إعجابها بالممثل الذي استطاع أن يغطي بحركته جميع أجزاء المسرح ، ويأتي حضورها لهذا العرض ضمن خطة تهدف إلى إيجاد سبل للتعاون مابين المسرح السعودي والمسرح في بريطانيا. في حفل الختام تم تكريم جميع الجهات التي ساندت لجنة المسرح في انجاز إقامة المهرجان كما تم تكريم الجهات التي شاركت في تقديم العروض هذا العام وتم تكريم عدد من الجهات الإعلامية التي ساندة في النشر والتفاعل مع المهرجان ، ومن هذه الجهات قناة الدانة التي حرصت على تغطية فعاليات المهرجان منذ انطلاقته وجريدة الرياض وبعض الصحف المحلية. وقد تم تكريم الفنان القدير حسن دردير من قبل الفنان فايز المالكي الذي قام بهذه المبادرة الكريمة والتي تدل على حس فني راق في الوفاء لمن سبقوه في هذا المجال وتعد لحظات التكريم لمشقاص معبرة جدا حيث لم يستطع حسن دردير أن يسيطرعلى مشاعره الجياشة وكانت دموعه اسبق من الكلمات والتي عبر فيها عن مدى سعادته بهذه الحفاوة وهذا التكريم الذي كان يتمناه. كما كرم المهرجان الراحل الأستاذ احمد أبو ربعية الذي كان يجاهد فيما يحب كما وصفه الكاتب الأستاذ محمد السحيمي والذي انتقل إلى رحمة الله أثناء حضوره لفعاليات المهرجان المسرحي. كما تم تكريم الفنان القدير عبد العزيز الهزاع الذي أمتع المستمعين على مدى عقود عبر إذاعة المملكة بشخصياته الطريفة التي كان يقدمها. قدمت على مدى 10أيام في هذا المهرجان 21مسرحية منها 7مسرحيات للأطفال و 11مسرحية للكبار تنوعت مابين المنودراما والواقعي وقد كان عرض جمعية الثقافة والفنون بالطائف الأبرز في المنودراما والتي يمتاز فيها فرع الطائف وحقق من خلالها العديد من الجوائز المسرحية كان أخرها جائزة أفضل إخراج لمسرحية سفر الهوامش. ومن ابرز الأحداث التي مرت بمهرجان الجنادرية المسرحي اعتذار الفنان عبد العزيز الفريحي عن تقديم مسرحية الرحلة 2007والتي كان من المقرر أن تقدم في ختام المهرجان ثم استعان رئيس لجنة المسرح محمد المنصور بجمعية الثقافة والفنون بالاحساء وتقرر أن تقدم مسرحية الكل يبيها ساخنة بدلا عن مسرحية الرحلة إلا أن أعضاء المسرحية لم يلتزموا بتقديمها وقدموا انسحابهم أيضا. كانت حلقات النقاش التي تعقد بعد تقديم العروض تعد أهم بكثير من بعض العروض التي قدمت ولا ترقى لمستوى أن تعرض في مهرجان عريق مثل مهرجان الجنادرية المسرحي الذي يشيخ ولا يموت وتعد جهود القائمين عليه مشكورة إلا أن المهرجان بحاجة إلى تطوير مستواه وعقد دورات تدريبيه للفرق المسرحية المشاركة على هامش فعالياته وعقد ندوات متخصصة بالمسرح والعمل على جذب الجمهور بشكل أفضل من خلال إقامة مسرحية كوميديه تقدم على مدى الأيام التي يقام فيها المهرجان مع استمرار العروض المتخصصة مثل المسرحيات التي تنتمي إلى المنودراما، ومن جانب آخر يشهد المهرجان خفوتا إعلاميا غير مبرر حيث لم يخصص له مركز إعلامي ولم يقدم دعوات للصحف والقنوات الفضائية لتغطية الفعاليات كما أن القائمين على المهرجان لم يقدموا دعوات للفنانين السعوديين واكتفوا بإرسال بعض رسائل الجوال التي لم تؤد الغرض المطلوب منها.