إعداد:أمينة جاد فى معارك وصفت بأنها أعنف مواجهات مسلحة منذ 15 عاماً،تشهد العاصمة الصومالية مقديشو،لليوم الرابع على التوالى،ومنذ الخميس الماضى 29/3 مواجهات هي الأعنف منذ حقبة التسعينات،وذلك بين العناصر المسلحة والقوات الأثيوبية،وقد خلفت هذه المعارك العشرات من القتلى الذين تتناثرت جثثهم في الشوارع..وبينما يشير شهود العيان إلى أن المعارك العنيفة قد حالت دون إحصاء دقيق لعدد القتلى أوحتى رفع الجثث، التي تناثرت في الشوارع، إلا أن التقديرات تشير إلى مقتل المئات من سكان المدينة البالغ تعدادها مليون نسمة. ويؤكد شهود العيان على تواصل قصف المدفعية الثقيلة وانهمار القذائف على العاصمة الصومالية،ولليوم الرابع على التوالي،وذلك منذ بدءالقوات الصومالية والإثيوبية عمليات واسعة لاجتثاث المليشيات المتشددة من مقديشيو. وجدير بالذكر أنه منذ سقوط مقديشو بأيدي القوات الحكومية والإثيوبية المساندة لها خلال ديسمبر الماضى2006، يتوالى سقوط القذائف عليها بشكل يومي تقريباً، وهو الأمر الذي دفع القوات الصومالية إلى الإعلان عن نيتها شن هجوم واسع النطاق على المسلحين ومعاقلهم.حيث بدأت القوات الإثيوبية والصومالية الحكومية، معززة بالدبابات والعربات المصفحة، حملة موسعة قبل ثلاث أيام ، ، لطرد المسلحين من منطقة "شيركولي"، شمالي مقديشيو، لكن المقاومة العنيفة التى تواجههم ترشح الوضع لمزيد من التدهور.
وفيماأعلنت أثيوبيا أن قواتها قتلت أكثر من 200 من المليشيات المتشددة منذ بدء العملية العسكرية،حمل الناطق باسم الرئاسة الصومالية، حسين محمود حسين، السبت المقاتلين الأجانب مسؤولية تدهور الأوضاع مشيراً إلى أن القاعدة توفد مقاتليها لمواجهة القوات الحكومية وحلفائها."وأتهم هذه العناصر بأنها وراء إسقاط المروحية يوم الجمعة30/3.وكانت نيران المليشيات المتشددة قد أسقطت مروحية تابعة للقوات الإثيوبية.ونقل مراسلين عن شهود العيان قولهم إن المروحية التي تم إسقاطها، كانت إحدى مروحيتين إثيوبيتين، أطلقتا وابلاً من القنابل على مواقع يشتبه في أن المسلحين يتحصنون بها شمالي مقديشيو.
أوضاع صعبة تواجه سكان مقديشيو وكانت اللجنة الدولية للصليب الأحمر قد قدرت حصيلة القتلى، ومنذ بدء المواجهات الخميس الماضى29/3، بالعشرات فضلاً عن قرابة 250 جريحاً.ويشير المراسلون إلى اإمتلاء مستشفيات مقديشو بالجرحى ما اضطر الفرق الطبية لوضع بعضهم في العراء أو إقامة خيام طوارئ ومنح الأولوية في العلاج للنساء والأطفال الذين يمثلون نحو 40% من الإصابات حسب مصادر طبية. وقال الناجون من القصف لمراسلي وكالات الأنباء إن القذائف تسقط عشوائيا على المناطق السكنية ما أدى لارتفاع عدد الضحايا.وبينما استمرت موجات النزوح من مقديشيو، قدر موظفو وكالات الإغاثة عدد الفارين في الأيام القليلة الماضية بعشرة آلاف مواطن .
ويشير المراقبون من ناحية أخرى إلى معاناة سكان مقديشيو من أزمة اخرى نتجت عن تصاعد المعارك وهى شح الموارد الغذائية والمياه الصالحة للشرب، حيث تساءل أحدالمواطنين قائلاً "أغلقت جميع المحال التجارية أبوابها نحن نبحث عن الطعام الآن.. فمن أين سنأتي به؟". ويرى المحللون، أن المواجهات ستتواصل طالما توجد ترسانة الأسلحة الهائلة بحيازة المليشيات الصومالية ،حيث يعتقد المحللون، أن الفصائل الصومالية - التي تقودها المليشيات المتشددة - تمكنت أثناء سيطرتها على مقديشيو، على مدى ستة أشهر، من بناء ترسانة أسلحة هائلة هناك، مما سيمكنها من مواصلة العمليات حتى نفاذ تلك الذخيرة أو مقتل قياداتها.
الصومال يعانى الفوضى منذ 1991
وجدير بالذكر أن الفوضى الأمنية والسياسية تجتاح الصومال منذ بدء أمراء الحروب التناحر فيما بينهم عقب إسقاط نظام الديكتاتور سياد بري، عام 1991.وقد شهدت الصومال أثناء فترة انتداب لقوات دولية تابعة للأمم المتحدة في التسعينات مواجهات عنيفة بين تلك القوة والمقاتلين الصوماليين تضمنت إسقاط مروحيتين أمريكيتين من طراز "بلاك هوك."وأعقبت حادثة الإسقاط الشهيرة عمليات عسكرية شرسة سقط فيها، وخلال 12 ساعة، نحو 300 صومالي قتيل.ويذكر أن القوات الأمريكية والدولية، التي شاركت في عملية "استعادة الأمل" في الصومال عام 1993، انسحبت إثر سقوط طائرة مروحية أمريكية ومقتل 18 جندياً، وسحل أحد عناصر تلك القوات في شوارع مقديشيو.وقد انسحبت القوات الأمريكية من الصومال عام 1994، وأعقبتها قوات حفظ السلام الدولية بعام.
إخفاق الحكومة الإنتقالية فى السيطرة على الصومال
وقد أخفقت حكومة الصومال القومية الإنتقالية، التي أنشئت عام 2004، في بسط سيطرتها على البلاد، إلا أنها تمكنت، وبدعم محوري من القوات الأثيوبية، من طرد مليشيات "اتحاد المحاكم الإسلامية" من معظم المناطق التي تسيطر عليها، ومن بينها العاصمة مقديشيو، في ديسمبر2006.وتشن المليشيات المتشددة، منذ دحرها، حرب عصابات تشهد خلالها مقديشو هجمات دموية بصورة شبه يومية.وتقدر الأممالمتحدة أن 58 ألف شخص فروا من مقديشو منذ مطلع فبرايرالماضى.وتتهم الولاياتالمتحدة "المحاكم الإسلامية" بالإرتباط بتنظيم القاعدة، وهو ما نفته الأخيرة مراراً. وجاء في تقرير للبيت الأبيض الخميس 29/3 أنه بالرغم من الهزائم المتلاحقة للمليشيات الإسلامية الصومالية، إلا أن المقاتلين الأجانب مازالوا يجدون الملاذ الآمن في البلاد التي تفتقر إلى حكومة قوية وترى الولاياتالمتحدة إن ذلك يساهم في تنامي التهديدات الأمنية في منطقة شرق أفريقيا . قوة السلام الإفريقية لم تكتمل بعد يذكر ان القوات الاثيوبية التي دخلت الصومال في ديسمبر الماضي لطرد المحاكم الاسلامية وإحلال الحكومة الصومالية المؤقتة بدلا عنها تقوم بتسليم مسؤولياتها بشكل تدريجي للقوة الافريقية لحفظ السلام التي وصل منها الى مقديشيو زهاء 1700 عنصرا اوغنديا. ومن المتوقع ان يبلغ قوام القوة الافريقية 8000 عنصرا